أدم وحواءعام

بجماليون فى عين الاعتبار



” بجماليون فى عين الاعتبار “

كتبت ” نورهان محمد عبد الله “
تفاتيت تكونت من العاج لتخلق جسمُ نَضَد لفتاه بلا روح ، استهوت صاحبها بنحتها حتى اعتبطته العله فرُزِمَ رَزْماً بها .. ظل يتَوَفَّزها للحياه مؤمنا بانه سيدب فى الجسد المنحوت نبضاً ..كان احدى اساطير عصره ومن بعده .. “بجماليون” .. لم يصل لمستوى نحته اى مخلوق فى زمنه .. ولكنه كان عبثا يحاول ان يرسل الحياه لشيئ ميت حينها ادرك انه لن يستطيع الاستمرار فى هذا الوهم فتحول الى ضحيه تستحق الرثاء .. اسطوره نحات مَزَّجَ منحوتته من روحه شرعت فى ارجحه جسدها بكامل طولها بشكل شديد الانتظام فَتَصْعدت الزّفرات .. لمجرد اعتقاده الموصود على انها ستبتعث له ..
رائعه ما يبدعه العقل البشرى ويخلقه ليقى نفسه من الاندثار والزوال .. 
المثير للانتباه فيها ان التنبؤات المغلوطه والايمان المجهر بشيء يمكنه ان يخلق ما لا يمكن ان يوجد .. ان يغير عقيده ،، اتجاه ،، تجده تارا يهدم .. وتارا يبنى ، مبنيا على قواعده السلبيه او الايجابيه .. تلك التنبؤات تدعى self – fullfilling prophecies .. او تنبؤات محققه لذاتها .. ولأثبات صحه تأثير التنبؤات ما كان على Robert Rosenthal سوى القيام بمجموعه تجارب اكثر من ٣٠٠ تجربه فى جامعه هارفارد تابعه ل ولايه Massachusetts .. ضمهم فى كتاب اطلق عليه ” بجماليون فى الفصل ” احدى اشهر اهم التجارب فى علم النفس الاجتماعى تجربه قام فيها بأختبار مجموعه من الطلاب يتحاضَّون على مستوى ذكاء واحد 
فكانت نتيجتهم موحده ومن ثم قسمهم لمجموعتين وتوقع ان مجموعه ( أ ) مستوى ذكائها ضعيف على نقيض المجموعه ( ب ) توقع لهم توقد البديهه . بعد مرور عام ، اختبر نفس المجموعتين .. والذى اثار انتباهه ان مجموعه ( أ ) نتيجتها اقل من مجموعه ( ب ) .. لمجرد انه توقع ! ذلك .
توقعه اصبح حقيقى لانه من جعل منه حقيقى .. اتحدد مستوى ذكاء وتعليم مجموعه من قبل تنبؤات شخص ! ما يعتلج فى ذهنى انها نظريه تقيس على حياتنا مواقف عده يجب اخذها بأعين الاعتبار فلك ان تتخيل ان ما انت عليه الان ما هو الا حصيله تنبؤات لشخص .. اثرت فى عقلك الباطن .. وان ابنك او اى شخص يمكنك ان تصنع منه شخص ناجح او العكس .. بمجرد تنبؤات ! . ان تغير اتجاهه ، مساره ، ايمانه .. يمكن ان تجعل منه عالما او فقيرا للمعرفه .. الموضوع خطورته تكمن فى انها تصنع اناس ما كنا نتعرضلهم يوما .. وعلى نطاق اعرض يمكن ان تخلق ارهاب فى مجموعه كامله بسبب الادعاء عليهم بذلك .. والاعلام يستطيع ايقاف ارهاب او تقدده وتسعر لهيبه بالحديث .. فى الحرب يمكن ان تجنى الفوز او الهزيمه بمجرد تأثيرك بالتنبؤات على جنود جيشك .. بامكانك ان تخلق شعب أمى او واعى وان تغير مسار أُمّه ..فقط بالكلام .. فلا تكُن على دَأْبك َ.. وأنتبه لحديثك ! 
وللحديث .. بقيه ! 
قسم : ” هو وهى ” رنا رضا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock