أدم وحواءعام

المرأة بعد الانفصال

المرأة بعد الانفصال

بقلم/ فاطمة عبدالحميد


لا شك أن الحب يُزهر الروح وينعشها، ويُشرق الوجه ويُجمله، ويخفق بنبضات القلب ليحلق بها في سماء العشق مرتفعاً، وبانهياره تنهار تلك الأحاسيس، وتحتل مكانها مضاداتها، فتذبل نضارة الوجه واشراقته، وينطفئ شوق القلب ولهفته، خاصة لدى المرأة، فهي معروفة أكثر بعاطفتها ومشاعرها الرقيقة، خاصة إذا كانت ممن يتفانون في العطاء من أجل الحفاظ على العلاقة حتى تبتعد بها عما قد ينجرف بها لحد الانهيار في بعض الأحيان، فحينها تتأثر المرأة بشكل كبير، وتكاد تفقد كثير من معاني الحياة مع فقدها للحب وخسارتها تلك العلاقة التي تنتهي بالانفصال.
وتبدء في الدخول في مراحل يسودها الحزن والفوضوية، إلى أن تمتلك من الوعي والثبات ما يكفي لتقبل الأمر الواقع، وتعود للوقوف على أرض صلبة مرة أخرى، مواصلة لنشاطاتها المعتادة بل والعمل على التميز والتفوق والتقدم على المعتاد في بعض النماذج، ولكن إلى أن تصل لتلك المرحلة، تمر بعدة مراحل صعبة، تكون فيها مذبذبة المشاعر والأحساسيس، مضطربة، مهزوزة نفسياً، وتلك المراحل هي:

_الاكتئاب


الاكتئاب أولى مراحل الإهتزاز والاضطراب النفسي الذي يتخلل إلى حياة المرأة بعد الانفصال مباشرة، فبقدر حب المرأة للرجل الذي انفصلت عنه يتغلغل الشوق بداخلها، فهو لا يزال باقيا فى ذهنها مما يسبب سهولة دخولها فى حالة اكتئاب، فكلما ازداد حبها زادت معه حالة الغضب والحزن والخوف من الوحدة بعد الانفصال، وهو الوقت الذى لا تملك فيه المرأة قدرة التحكم فى أفكارها وأفعالها وعواطفها، لتجد أن كل المواقف والأفعال تربطها بذكرياتها مع حبيبها، كما أن حالة الاكتئاب تزداد عندما تجد حبيبها يعيش فى سعادة بعد انفصالهما وهو الشعور الذى يجعلها تقع فى خطأ أكبر وهو الدخول فى علاقة جديدة بأى طريقة ممكنة.


المرأة بعد الانفصال


_سلوك معقد


لا شعورياً تنتقل المرأة من مرحلة الاكتئاب إلى التعقيد، فالتعقيد بعد الانفصال يشبه الحصول على فكرة محددة عن كيف ستكون كل العلاقات، وبالتالى فإن المرأة بعد الانفصال تعتقد أن كل رجل هو نفسه حبيبها السابق وتصرفاته ومعتقداته التى كانت سبب غضبها وحزنها موجودة فى كل الرجال، وهذه الحالة إما تجعلها تأخذ قرارا بعدم الوقوع فى الحب مرة ثانية، وفى بعض الأحيان تجعلها تأخذ قرارا بأن تكون أكثر صلابة بل وباردة فى علاقاتها بكل المحيطين بها وخاصة الرجال خوفا من أى إيذاء نفسى.

_كسر العادات والخروج عن المألوف


إلى أن تبدأ تلقائياً في الانتعاش وكسر العادات التى رسخت فى ذهنها فى علاقتها السابقة وتحاول العودة إلى حياتها العادية، وتفعل كل ما كان يمنعها عنه شريك حياتها السابق لتشعر بأنها أصبحت حرة وأن قيودها استطاعت أن تحطمها مع تحطم علاقتها العاطفية، وهناك نوع من النساء لا يكتفي بالعودة للحياة العادية فقط، بل يتجاوز تفكيره كل الحدود ليكسر حاجز المعتاد ليصل إلى حد الإبهار من إحراز النجاح والتقدم، لتثبت لنفسها قبل أن تثبت لمن حولها أنها قادرة على الصمود والنجاح بمفردها، فهي ليست عالة في انتظار من يعولها، ولا ضلع أعوج تحتاج من يقومها، ولا مكسورة الجناح التي تفضل”ضل الراجل على ضل الحيطة”.


للمزيد

بعد تدعيمه لأراضيها العربية في ألبومه الجديد..إسرائيل تمنع عُمر عبد اللات من دخول فلسطين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock