عاممقالات

بطل من ابطال سورية في حرب تشرين التحريرية العميد الطيار أديب الجرف






بطل من ابطال سورية في حرب تشرين التحريرية 

العميد الطيار أديب الجرف 

كتبت / ريما السعد

البيئة القاسية تصنع الرجال”… مقولة تجسد حال معظم من خدموا أوطانهم وأصبحوا رموزا للفخر والعزة في بلادهم، وينطبق هذا الأمر على الطيار السورى، العميد أديب الجرف، الذي شارك في حرب أكتوبر المجيدة وحقق بطولات أذهلت العدو الصهيونى.




ولد الجرف في عام 1946 في بيئة فقيرة جدًا، كان واحدا من ثلاثة عشر ابنا، عاش في بيت طيني سقفه من الخشب، ساهمت البيئة التي عاش فيها في جعله متميزًا كما تميز الكثير من أبناء جيله، وربما كان الفقر حافزًا كي ينال الثانوية العامة بتفوق في مادة الرياضيات والفيزياء واللغة الإنجيلزية، والتحق بالكلية الجوية في عام 1966 وتخرج منها عام 1968، وحاز على المركز الأول بالطيران.




يحمل الجرف لقب بطل الجمهورية السورية، لإسقاطه سبع طائرات إسرائيلية فوق بيروت وفي الأراضي السورية، كرمه الرئيس السورى السابق حافظ الأسد بوسام الجمهورية لدوره في الحرب.

يقول الجرف “لحظة إطلاق أول صاروخ على أول طائرة إسرائيلية فوق بيروت هي أجمل لحظات حياتي، كانت تلك الطائرة ضمن رتل يتجه لقصف دمشق، وقد استطعنا أن نحبط مخططهم بجدارة، لقد سددت بكل خبرتي وأطلقت بمهارة وأصبت الهدف على الفور، وانفجرت الطائرة أمام عيني وأصبحت شعلة نار، في هذه اللحظة كنت في غاية الانفعال، لقد شعرت بالسعادة”.


ويروى الجرف عن نفسه أبرز الحوادث المؤثرة في حياته: “في تاريخ 15-10-1967 حين أقلعنا بالطائرة اصطدمنا أثناء التدريب في الجو مع طائرة أخرى عن طريق الخطأ، وهنا تعطلت الطائرة واشتعلت فيها النيران وسقطت ومات المدرب، أما أنا فكنت محبوسًا داخل كبين وهذا ما أنقذني من الموت


ويضيف الجرف: الرئيس الخالد حافظ الأسد وصفنا بـ «الشهداء الأحياء»، والوسام الذي منحني إياه فخر أحمله معي لأولادي، ومدينتي، ووطني، ولا شيء أروع من أن يمنحك قائد الوطن هذا الشرف الكبير، فضلًا عن استحقاقي عدة أوسمة أيضًا، منها: وسام التدريب من الدرجة الأولى، وسام الشجاعة من الدرجة الأولى، الوسام الحربي من الدرجة الأولى”.




ومن بين أقواله: “لا أخفى أن البعض كان يعيش الوهم، وهو أن الطيران السوري لا يستطيع مجابهة (الفانتوم) الأمريكية، وكانت أحدث طائرة حربية في ذلك الوقت، عندما انطلقت المعركة بإرادة سورية، شعرت كم نحن أقوياء، لا أستطيع وصف العدو بالجبان، ولن أقول أنه ذو قوة خارقة لا تقهر كما اعتقد العرب لسنوات، فقط سأقول عبارة تختصر حقيقة ما صنعناه في حرب تشرين: (عدونا جبان بقدر ما نحن شجعان)».


يقول الجرف إن كل طائرة أسقطتها مسجلة على شريط فيلم سينمائي موجود في طائرتي، طائرتان من نوع (ميراج) فرنسية الصنع، وخمس طائرات فانتوم F4 أسقطت اثنتين منهما فوق “الرملة البيضا” في “بيروت” والثانية على طريق (بيروت، وطائرة (الفانتوم) تعني بالعربية (الشبح أو السراب) لكن الطيار السوري كان الإعصار الذي بدد هذا السراب
ويحكي الجرف عن إصابته قائلا: “أصيبت طائرتي، وقفزت بالمظلة التي لم تسعفني كثيرًا لتعرضها للحرق أيضًا، وسقطت على الأرض من ارتفاع 1300 متر، وتعرضت لخمسة وثلاثين كسرًا في مناطق مختلفة من جسدي».

وعن استراتيجية الطيار السوري في حرب أكتوبر يقول العميد “الجرف”: “استطاع المقاتل السوري أن ينتصر في الحرب، ولم يأت هذا النصر صدفة، فلا مكان للحظ في المعركة، والشيء الأساسي هو التدريب الجيد، الاستعداد المتين، تعاون رفاق السلاح، فضلًا عن الاستخدام الجيد والصحيح للسلاح، هذه هي إستراتيجية المقاتل السوري التي صنعت النصر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock