محمود منصور
زمان والله يرحم ايام زمان … كانت السينما صناعة و ثقافة و فن و متعة . ولا جدال علي ان مصر كانت من أوائل الدول آنذاك في تقديم هذا النوع من الصناعة والتي تعتبر احدي مصادر الدخل القومي آنذاك و حتي الان ايضا ..بجانب انها منبر تثقيفي هام جدا بالنسبة للشعب البسيط والمتعلم و المثقف ايضا .. كانت الناس زمان تشاهد السينما كنوع من انواع العلم و التعلم و الترفيه ايضا. ففي نهاية كل فيلم تجد الآية القرانية او المثل الشعبي او العظة والعبرة و التي كانت تتجسد في النهايات المؤلمة المحتومة للبطل الشرير و دائما الخير ينتصر في النهاية .
فكان الجمهور رغم بساطته و رغم تواضع دار العرض وقتها كمكان لعرض الفيلم كان يخرج مستمتعا جدا و قد علق في ذهنه الرسالة السامية التي يحملها الفيلم ..
ولان هذا الجمهور كان يعتبر ان السينما شيئ أساسي في حياته فكان يكسر و يدمر صالة العرض هاتفآ
سينما أونطة عايزين فلوسنا .. اذا كان الفيلم سيئ او انه فارغ المحتوي او بلا هدف ولا متعة ..
كان جمهور واع باهمية السينما ورسالتها و لذلك رفض الوقوع مع المفلسين فنيا و إبداعيا الي قاع الصناعة الرديئة مقابل المكسب المادي فقط.
الان و للاسف و بعد مضي اكثر من مائة عام نجد الكثير من القائمين علي هذه الصناعة يدمرونها بجهل او بقصد او باستسهال المكسب المادي السريع .. مقابل قلة قليلة تحترم فكرها و فنها و جمهورها ولكنها حرب خاسرة لصالح الجهل و المادة في زماننا هذا …. الا اذا الجمهور المستهدف اولا و اخيرا من صناعة السينما وضع يده مع القلة المحترمة فنيا و يعود الي زمن الرفض و المقاطعة للسينما الرديئة المزرية و يعلو صوته كما علا سابقا … سينما أونطة عايزين فلوسنا .. سينما أونطة عايزين فلوسنا .
