أدم وحواءشعر وحكاياتعام

الجزء الثانى من الضهر والعكاز…

 الجزء الثانى من الضهر والعكاز...


بسم الله الرحمن الرحيم
وفى تفكيرعزت هذا لا يعرف أيريد صداقة مؤمن حقا أم إنه يحقد عليه لما يتميز به مؤمن من عيشة سوية وتفوق دراسي وبالتأكيد إعجاب هالة به حتى جاء اليوم التالى فقابل كلا منهم الأخر ولأول مره تصافحان بالأيدى بدون كلام أو حديث فقط نظرة عميقة ثم اليوم التالى لذلك وكان إمتحانا وكالعادة وجد عزت صعوبة فى بعض الأسئلة بخلاف مؤمن الذى حلها جميعا فى وقت قصير وفى غضب عزت هذا أطلق أنين أرتفع صوته به قائلا (أيه الأمتحان الصعب ده هو أحنا دكاتره عشان تجيبوا لينا امتحان زى ده )فضحك عليه الكثير من زملائه وخصوصا عندما وبخته المعلمة التى تراقبهم ومنهم صديقة هاله التي باتت تسخر منه وتضحك كثيرا مع بعض رفقائها وعندما لاحظها عزت ارتبك وتظاهر بأنه تذكر الحل مخيفة انها تعبث بذلك مع هالة ولكنه لم يكتب شيئا فضحكت الفتاه بصوت عالى قائلة (اكتب اللى افتكرته يا جهبز يا دكتور ) فنظر اليها رافعا جانبا من أحد شفاه وهي تضحك ثم بدأت تقسو بالكلام فرأى مؤمن هذا كله وما وجد نفسه الا أن قال بصوت هادئ (عزت عزت أنهى سؤال اللى مش عارف تحله )اندهش عزت لذلك ولكن أكمل مؤمن حديثه قائلا (اخلص يا عم مش وقت اندهاش انجز )فاخبره عزت بما يريد فبدأ يغششه ما أراد حتى اكتشفتهم المعلمة وعاقبت كلا منهم مع انقاص كلا منهم درجتين فشعر عزت بالخجل قائلا للمعلمة (أنا من أمره بفعل هذا فمن فضلك أنا اللى استحق أن أنقص الأربع درجات كاملة )ولكن مؤمن اعترض حديثه قائلا (لأ انا اللى قولتله عشان كنت عاوز منه سؤال تانى )فصاحت بهم المعلمة قائله(أنا قولت كل واحد هيتخصم منه درجتين يلا أطلعوا بره)فحاول عزت شكر مؤمن والأعتذار منه ولكنه اعترضه قائلا عبارة عزت السابقة (متشكرنيش يا عزت أنت شهم وصديقى وزميلى)فضحك عزت لذلك وتوطدت العلاقة بينهم حتى فى يوم من الأيام سمعا أن هالة تخبر زميلاتها أنها جعلت كلا من مؤمن وعزت يحبانها وسوف تجعلهما يتعاركان قريبا من أجلها فذهبا ورائها ليعرفان حقيقة الأمر فقالت لزميلاتها (مش قولتلكم )وألتفت للفتيان وأكملت قائلة (أنا لازم أحب واحد بس فيكم فأيه رأيكم اختار مين فيكم مين فيكم الأقوى) فأنفجر مؤمن بوجهها وأعترض منتقدا كم الصفات القبيحة بها واستخدم كل العبارات والكلمات التى تدل على الكرة والبغض والتوبيخ التى يعرفها محاولا أن يكون مهزبا فى ذلك وفى أثناء هذا كان عزت صامتا حتى انتهى مؤمن وتقدم الى هالة فتوقعت أنه سيضرب مؤمن أو سيرد عليه حديثه ولكنه نظر الى هاله فى عمق ثم بصق على الارض فى وجهها اهانة لها واعطوها ظهورهم وتركوها وذهبوا وتعاهدا أثناء طريقهم على الصداقة فكل منهم يرى الاخر يكمله عزت يريد ان يصبح فى تفوق مؤمن ويفكر مثله ومؤمن يريد شجاعة عزت وتعلم كيفية القتال كما يطقنها….
وتغيرت حياتهم وكلا منهم بدأ فى تعليم الأخرما يريد وتشاركا أسعد لحظات حياتهم وأحلاها وأصبح عزت أكثر عقلانيه ولباقه وتفوق وأيضا مؤمن أصبح أكثر مغامرة وشجاعة وخبرة بالأشخاص والمعارف ومعظم أوقاتهما كانا يقضيانها معا لا يقدر على تفريقهم الا النوم ويتشاركان الأنشطة والمشاريع المدرسية ويجيداها حتى جاءت أجازة هذا العام وكان مكانهم المفضل للتخطيط والتفكير المقابر فلا تعجب فى هذا فقد كان أول دروس عزت لمؤمن فى الشجاعة مواجهة أى شئ يهابه ويخاف منه وكانت المقابر أول ذلك وأحبها مؤمن كثيرا لهدوئها وفى يوم من ذلك ويحبان قراءة الأسماء وتاريخ الوفاه لديهم وتقع المقابر هذه فى مفترق ثلاث مناطق سكنية مختلفة …
وفى يوم من الأيام غلبهم الوقت وتأخر الوقت وكسا الظلام الارض فلم يذهبا بل ظلا كما هما حتى وجدا عربة سوداء أتيه من بعيد يبدو انها باهظة فقال عزت (مؤمؤ مؤمؤ مؤمؤ )مؤمن(ايه يابنى معزة ) عزت ( فى عربية جاية ناحيتنا أوبا شكلها عربية جامده)مؤمن (اه جامده ايه ده دى جايه ناحيتنا فعلا يلا نمشي) عزت (استنى بس هنشوف نوعها أيه دى لاند كروزر يا مؤمؤ) مؤمن( دى ست أللى سايقة صح) مؤمن (ست أيوه بقى اكيد فى حد معاها أهو أوبا شوفت يا معلم )مؤمن (دا أيه اللى جابهم هنا دلوقتى دول ) وكانت السيده هذه فى الاربعين من عمرها وتعقب الفتيان العربة حتى استقرت فى مكان معين وكان الفتيان ينظران للعربه وما بها فى خفية بعيدين عنهم فقال عزت (مؤمؤ مؤمؤ ) مؤمن(الله يخربيت مؤمؤ عاوز أيه) عزت(دور معايا دور معايا ) مؤمن (أدور معاك على ايه) عزت (بص كده شوفه يمين ولا شمال شوفه أتأخر ليه) فقال مؤمن فى تعجب (هو مين يابنى )عزت (الشيطان ياعم هو أكيد هنا مستخبى هو بيحب يتفرج)فنظر اليه مؤمن غاضبا فقال عزت(لو ضربت أو عملت أى حركة انفعاليه هصرخ وألم عليك الناس أمؤمؤ)مؤمن (هوس) عزت (والنعمة عسل فى زعلك ياض أول مره أشوف حد لما يزعل يقول هوس)فلم يجيبه مؤمن وحاول أن يراقب الأمر بتمعن فعاد عزت الحديث قائلا (طيب تعالى نقرب علشان نشوف أحسن )مؤمن (تشوف أيه يابنى وبعدين أنته مخدتش بالك أن الراجل كان مغمض العينين)عزت (ياعم شوفت وفاهم هو تعبان بس شويه بس هيصحى دلوقتى أنا واثق فيه)فضحكا لذلك حتى نزلت السيدة وفتحت الباب وسقط الرجل أرضا ففزع الفتيان لما رأوا هذا وحفز مؤمن فكرة الفرار لكى لا ينغمسا فى المشاكل والأهوال ولكن عزت رأى غير ذلك فرأى أن يتعقبان السيده من بعيد ليكتشفا ماهيتها فرأوا السيده الجميلة وتيقنا أن هذا الرجل مقتول فزاد من فضولهم هذا التناقض كيف لسيده فاتنه كهذه لا يبدو عليها أيا من مظاهر الأجرام أن تقتل أو تأتى برجل مقتول الى المقابر ليلا فقد صار الأمر هكذا مؤمن(ينهار أبيض دا الراجل مقتول ) ورد عزت (استنا بس دى شكلها هى اللى قتلتة طب ليه دى شكلها حلو فورتيكه مش بتاعت قتل وكده خالص)فقال مؤمن(بص على المسدس اللى فى ايدها وبعدين هى كده اللى جايباه هنا المقابر ولوحدها اكيد مش هتلبس جريمة حد تانى)ثم بعدها عزت رد قائلا(طيب هى هتوديه فين والغفير ده معقول مشفهاش ولا ايه…غفلته زينا!) فأعترض مؤمن (الغفير يابنى انته مبتفكرش خالص هما جايين بالعربيه زينا ازاى مينفعش طبعا دى اكيد جت من على الطريق ودخلت من المدخل اللى فى الاول او اللى فى اخر المقابر)فقال عزت (طب ازاى بقى الغفير ما شفهاش)مؤمن(ممكن نايم او بيعمل اى حاجه فى اى حته استنى بس خلينا نفهم)عزت(قال وانا أللى فاكر استغفر الله العظيم طب هى ليه مستنتش شويه الأول وبعدين قتلته) مؤمن (تستنى ايه)عزت محاولا ان يغير ما قال(قصدى ايه رأيك نبلغ عنها دلوقتى!) مؤمن (طيب نقول ايه كنا بنتفسح فى المقابر وشوفنا واحدة فجأه قتلت واحد)عزت(ياعم الشبح من رقم غريب مجهول يعنى مش لازم يكون بتاعنا من سنترال او اى كبينة فى الشارع شغل مخك يا مؤمؤ)مؤمن(عزت هنعمل كل اللى شوفته فى الافلام العربي دي وهناخد رقم العربيه كمان ومواصفاتهم وكل حاجه بس اهدى)عزت (مؤمؤ مؤمؤ مؤمؤ)مؤمن (مخلاص بقى يا خنئة)عزت(انا خنئة! عيل فصيل)مؤمن (ايه)عزت( خلاص ياعم هنستنى لما تمشي ونشوف)وبالفعل السيدة أخذت الرجل ودخلت به احدى المقابر يبدو انها قامت بدفنه ثم ذهبت اللى مقابر اخرى بداخل حوش معين ولم يشاهدا ماذا كانت تفعل بداخل هذا الحوش غير انها مكثت قليلا به ثم ذهبت وبعدها مباشرة هم عزت نحو هذا الحوش ولكن مؤمن اعترضه قائلا (رايح فين احنا مش اتفقنا اننا هنبلغ الشرطه)قال عزت(مش قبل اما اعرف الحوش ده فيه ايه)مؤمن(مش وقت عناد لو حد شافنا او الست دى رجعة تانى هتبقى مشكلة )عزت (والله لأروح واشوف الحوش فيه ايه وبعدين الست المفخخه دى خلاص مشيت هتيجى تانى ليه ولو جت يعنى دى ست فى الاول والاخر عيب عليك يا عم والغفير انته بنفسك عارف انه تايه دلوقتى او فى مشوار او نايم)مؤمن (ياعزت بلاش هندخل فى حوارات مش بتاعتنا)عزت(تعالى بس مش هنطول وهنمشي على طول)فغلب اصرار عزت شجاعة مؤمن وغلب مؤمن على أمره لرغبة عزت وبالغعل ذهبا وعندها وجدا القفل على الباب الحديدى فقفزوا من فوق الباب اللى الداخل وتم ذلك وتعجبا لما رأيا هذا الكم من الورود الكثيرة والمقبرة المشغولة والأخرى الفارغه المفتوحة ولا يوجد عليها قفل ففتحها عزت ووجد ثياب لهذه المرأه ومسدس وحبل وسكين واشياء من هذا القبيل ونادى مؤمن ليرى ذلك قائلا(تعالى شوف المرأه المفخخه عاينه اى هنا شكلها شرسه تكونش دى سفاحة الرجال!)مؤمن(مش وقت هزار يابنى متلمسش حاجه عشان البصمات )عزت(بصمات انا برضه اللى بتاع افلام عربي ليه البوليس هييجى وبعدين من الصبح وعمال تعنفنى من الصبح اهدى متتوترش ده الأصح أنا قصدى أنرفزك مش استغبى )وعندها حاول مؤمن ان يشم رائحة تلك الملابس فقال عزت ضاحكا وعابثا بهذا الفعل(الست مزه صح لأوريحتها حلوه you are in love with her clothes ؟ أمؤمؤ هأهأهأ )مؤمن (الهدوم فيها ريحة ينهار اسود)عزت (اسمه perfume يا عالمى) مؤمن (الست مخدتش الهدوم دى وكان لازم تاخدها)وعندها أحس عزت بأهمية وخطورة الأمر قائلا(ايه يابنى فهمنى انجز) مؤمن(الست دى نسيت الهدوم بتاعتها وهتيجى تاخدها دلوقتى) ولم يكاد ان ينتهى من حديثه اذا بوقع اقدام يأتى من الخارج فحاولا الهروب ولم يستطيعا ….

إقرأ الجزء الأول الضهر والعكازة

الى اللقاء مع باقى رواية الضهر والعكاز….
تأليف: مهدى عمر القويضى
01064208190
01007860733

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock