عاممقالات

عاشت السينما في أحضان السلطة!


بقلم الكاتب الصحفي: محمد رفعت

السينما المصرية عاشت دائمًا فى أحضان السلطة، وخاصة بعد قيام ثورة 23 يوليو، وبداية عصر الإعلام والفن الموجه والأدب الواقعى.. حيث أمطرتنا السينما بوابل من الأفلام التى تنتقد الإقطاع وتصور الباشوات على أنهم جلادين يعذبون الفلاحين ويسرقونهم ويتعاملون معهم بالعصا والكرباج، وبعض هذه الأفلام تحول الآن إلى مادة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعى، مثل حكاية «على» ابن البواب الذى لعب دوره الفنان الراحل شكرى سرحان، والأميرة إنجى التى جسدت دورها الفنانة مريم فخر الدين فى فيلم «رد قلبى» قصة أحد الضباط الأحرار الأديب يوسف السباعى، وإخراج ضابط آخر وهو عز الدين ذو الفقار، وبطولة الضابطين صلاح ذو الفقار وأحمد مظهر. 
وبعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، وتولى الرئيس الراحل أنور السادات بدأت موجة أخرى من الأفلام فيما يمكن تسميته ب «كرنكة» السينما ، نسبة إلى فيلم «الكرنك» قصة الأديب الرائع نجيب محفوظ، وسيناريو وحوار ممدوح الليثى، صاحب العدد الأكبر من الأفلام التى تهاجم ثورة يوليو 52، وحكم ناصر، باعتبارها فترة سيطرة مراكز القوى على البلاد، والحكم الشمولى والقمع وتكميم الأفواه، والتنكيل بالمعارضين، كما شاهدنا فى هذا الفيلم، وأفلام أخرى مثل «إحنا بتوع الأتوبيس» إخراج حسين كمال وبطولة عادل إمام وعبد المنعم مدبولى، وفيلم «زائر الفجر» وطائر الليل الحزين للسيناريست وحيد حامد، و«حافية على جسر الذهب» بطولة ميرفت أمين وحسين فهمى.
وما أن مات السادات حتى بدأت موجة أخرى لانتقاد عصره، بدأت بفيلم مهم عن قصة لنجيب محفوظ أيضًا، وهو «أهل القمة» إخراج سمير سيف وبطولة سعاد حسنى ونور الشريف وعزت العلايلى، عن بداية سياسة الانفتاح السداح مداح – كما أسماه الكاتب الصحفى الراحل أحمد بهاء الدين – وكيفية صعود اللصوص وتجار السلع المهربة لقمة الهرم الاجتماعى، وهو نفس الموضوع الذى عالجته أفلام أخرى كثيرة مثل «انتبهوا أيها السادة، بطولة محمود ياسين وحسين فهمى وناهد شريف، و«حب فى الزنزانة» لسعاد حسنى وعادل إمام، و«الغول» تأليف وحيد حامد وبطولة عادل إمام أيضًا.
ورغم ان السينما بشرت بثورة 25 يناير وخلع مبارك في أفلام مثل “هي فوضى” و”الديكتاتور”، إلا أنها صمتت تماما بعدها عن التعبير عما جرى بعد هذا اليوم، سوى في محاولات قليلة لتسجيل ما حدث، اهمها فيلمي “بعد الموقعة” ليسري نصر الله، و”اشتباك” لمحمد دياب، أما بقية الافلام التي تناولت أول ثورة شعبية حقيقية في تاريخ مصر، فقد كانت أفلاما هزيلة وهزلية، ولا تزيد في مستواها عن “الفيل في المنديل” لطلعت زكريا!
والغريب أنه بعد مرور 4 سنوات على الإطاحة بحكم الإخوان في 30 يونيو 2013، لم تتعرض السينما لهذا الحدث المفصلي في تاريخ مصر المعاصر بالخير أو بالشر، بل وعادت من جديد إلى افلام الرقص والمخدرات والبطل العشوائي الذي يحمل الرشاشات ويرقص على موسيقى المهرجانات!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock