“الخروج عن النص ”
” نورهان محمد عبدالله “
أصبحنا يريقات هزيله في شباك خيوط معقده عششت في آفاق مجتمعاتنا..خيوط لاتصاب بكلل في السعي لتكليل الوَيْب..وأصبحت مبرر فشل وآخر صيحات الفكر الوَخِمْ
انها العادات قرينه التقاليد غزلت لعقولنا لباسا بائس مقيد من الجيد والمعاصم فلا به للخلف ولا للأمام..منسوب لعصورهم الوسطي وما قبل التاريخ..فإما أن ننغلق بافكارنا أو نرتدي اللباس موحد الرقعه..وهذا هدف عصا التقاليد المباركه من أمد لمدد .. ف كثيرا ما يتطرق لذهني علامات استفهام لا حصر لها حول هذا الموضوع ومنها سؤال يؤرقني انا وكثير من أبناء جيلي ما هو سر تقديس العادات والتقاليد ؟ وهل الوقوع في العيب هو مصير من يخالف شبح العادات و التقاليد ؟ وهل للعيب رؤيه مختلفه من جيل لجيل ؟ ومتي ينتهي تصادم الأجيال هذا ؟ وهل زياده أمراض الاكتئاب والاضطرابات النفسيه في عمر المراهقه له صله من قريب أو من بعيد بشماعه التقاليد هذه ؟ ومتي يتفهم الأهالي أن ما كان يصلح لهم ليس بالضروره أن يصلح لنا؟ وغيره من الأسئلة التى أثارت فضولي مما اضطرني لعمل تحقيق حي في شوارع القاهره كمنطقه الدقي والعتبه والمعادي..لكن كان حتما لتوصيل الصوره الكامله ان أجمع بين جميع الفئات العمريه فكل ماهو عليا ان اسأل الشاب والمراهق والمسن..والأب والابن..بغايه تحديد أبعاد الفجوه بين الأجيال ..
فمن الأهالي رجل اربعيني يدعى مجدى متمسك بفكره أن يربي كما تربي وان هذا هو الأصح ولا يصح غيره وأننا جيل يتلعك بالاعتراض وكفي وكأننا خلقنا لنعترض ولا نعى مصالحنا كمثلهم . وآخر مسن يدعى عبد الله يري أن المشكله ليست في جيل بعينه وأن هناك دايما صراع بين الأهالي والأبناء علي مر الأجيال حول طريقه التربيه وكيفية التمسك بالعادات والتقاليد وأنه نفسه هلك في ترسيخ هذه المعتقدات لدي أبنائه ومايثير دهشته أن أبنائه مصرون علي هذه التربيه لاحفاده رغم اعتراضهم علي معظم هذه المبادﺉ وهم في نفس العمر .. واخري سيده في ال ٥٠ من العمر تدعى دعاء بصحبه ابنتها في عمر المراهقه : تري السيده أن لولا العادات والتقاليد لهلكت الأبناء في طيش المراهقه وغابه المجتمع وأنه كان لزاما عليها أن تشدد علي فكره المجتمع الشرقي الذي ننتمي إليه والعيب حتي لا يتهمها المجتمع بالانحلال والتسيب في الوصاية علي بناتها.. وحينها اتجهت الي الابنه وتساءلت ماهو العيب من وجهه نظرك ؟ فأفحمتنى المراهقه اسماء صاحبه ال17 عام حين أجابت بأن قناعتها تؤكد أن العيب هو فقط الحرام غير ذلك فهو تحكم ليس له مبرر من الأهالي .. وايضا التقيت بشاب ثلاثيني يدعى مهاب أكد أنه يعاني من كيل العادات و التقاليد وينتمي لطبقه متوسطه الحال ومن أسره مثقفه إلا أن وصمه المجتمع الشرقي وعاداته تلاحقه أينما ذهب وبدأ بسرد أمثلة العادات اللا منطقيه وبدأ بالشبكة الخياليه ونيش الزوجيه وغيره وغيره من أعباء تلقي علي أعناق الشباب أمثاله من التباهي بهذه العادات .. وحينها صرخ رجل بصوت تعتليه الحرقه ” ايوه يابني قوللهم الله يباركلك” فنظرت لمصدر الصوت فإذا هو رجل علا الشيب رأسه والهم معقود بين حاجبيه وحين سألته عن حرقته هذه أجاب “أنا اسمى سيد ، رجل علي باب الله لا حول لي ولا قوه أمام التقاليد المضلعه بنتي علي وش جواز والناس مش بترحم نفسي اعرف مين قال انه عيب بنتنا متاخودش الصيني وايه لزومه طقم الخشاف والا اسمه..ومين قال إن سلو بلدنا نقطم ضهر الأب..وليه لازم بنتي تجيب زي بنت خالتها! ليه مايااخودش اللازم للعيشه بس ويبنوها طوبه طوبه ” وأخذ يهذي ويتمتم وأكمل طريقه يضرب كفا ب كف .. وعلى صعيد اخر اخذتنى خطواتى لاحد المدارس فتوجهت للصفوف باصرار ان اللتقى بالدارسين من اعمار محدده فى الثانويه .. حيث المراهقه والافراط فى الطاقه والاحلام المبالغ بها لأجد شابا يدعى اسلام يتعجب من ان التحقيق سيغير شيئا واخذ يسرد لى معاناته كشاب ثانوى مع صراع الجد والتعب ليبلغ مجالا لا رغبه له به .. فتتلخص احلام والديه ان يرونه مهندس فى حين تتنافى تلك الرغبه مع احلامه فكل ما يتمناه ان يكون رساما مشهورآ .. واى رسم هذا فى مجتمع يخشى الناس وكلامهما فاما ان يصنفونه ب “الفاشل ” ذو المجموع الضعيف او يصنفونه بالكاذب المدعى للنتيجه فان كان حاصلا على ٩٨٪ لما كان فى كليه اقل من ناتيجته ؟ .. وجدت شابه تدعى مروه تنعى هم اقناع والديها بالسفر واى عار سيتلقونه وانتقادات من الناس بانهم قد تركوا بنتهم تسافر وحدها لبلاد غريبه وتلتقى باشخاص غرب وكانها ستحدف فى غابه على نقيد رغبتها باكتشاف اماكن جديده وثقافه مختلفه مدعيه انها واعيه لما يكفى بالقول انها متحمله مسؤليه نفسها وان السفر لا يقلل من احترام الفتاه لان الضياع لا يحتاج لفرص كما ان شبح العادات والتقاليد الذي يطارد بناتنا ويفرض عليهم كل شيء تحت مصطلح * عيب* لا يرحم .. فـ عيب على الفتاة ان تسافر بمفردها ! فكيف لها الذهاب وحدها دون رجل يتحكم بٍها , خروجها من المنزل ووضع الأهالي وقت محدد لها كمثال العوده الى المنزل قبل الساعه السادسه مساءا فاذا تأخرت نصف ساعه فقط تصنف بالمذنبة .. !! .. وهناك شاب ايضا لا يرى ان اى مشاكل ولا خلافات مع اهله ومقتنعا ان من يريد مبلغا سيبلغه . بينما كنت اغادر المدرسه اوقفت سيرى فتاتين لاكمل تحقيقى بهاما فوجدت احدهما فى عمر ال ١٥ سنه حسبتها طفله الا ان سألتنى سؤال لم اتمكن من الرد عليه فقد لخصت موضوعى باكمله حينما قالت لى لماذا اجيالنا تبحث عن حضن فى الخفاء خشيه الناس وليس الرب ؟ لاننا تربينا على العيب وكلام الناس . فخشاه اهلينا اكثر منا .. ثم اضافت ” مما لا شك فيه ان سهوله ارتكاب الحرام وتبريره هو صعوبه ايجاد الحلال .. ” .. والاخرى فى عمر ال ٢١ متزوجه ولديها طفله .. حكم عليها مجتمعات الريف ان تحول الى مدام قبل اتمام ال ٢٠ عام كى لا تصنف بالمعنسه .. حكت لى ان هنالك صراع داخلى فى جوفها بين امرين .. ان تربى كما تربت لحمايه ابنتها من كلام لا حمل لها عليه اما ان تربى ابنتها على تعليم اوصوا الفرق بين ماهو حلال وماهو حرام وان ما دون ذلك قابل للمناقشه .. واخيرا التقيت بشابه ف ال20 اسمها اميره وكان سؤالي؛ إلي اي مدي تعمقت التقاليد في حياتك ؟ فردت بعد نفس عميق وابتسامه سخريه “التقاليد حرمت عليا الحب وفي نظر التقاليد هو “قله ادب” واني كبنت اتكلم في الحب بعد الجواز بس وانا في سن مشاعري لازم تتحرك وده سببلي مشاكل كتير ..وأنهت حديثها ب” الحياه أبسط من كدا” … وصممت في نهايه تحقيقي أن أسأل أهل العلم ..فتطررقت لأحد مؤسسات السلوك والعلاقات واطرحت سؤال علي أحد المتخصصين..هل شبح العيب والعادات اللذي يحاصر به الأهالي الأبناء أحد أسباب تغير سلوك المراهق وزي اده اضطراباته النفسيه وتغيير سلوكه للأسواء؟ فكان جوابه أن الاهل يرتكبون أخطاء فادحه أثناء التربيه ومفهوم العيب علي رأس هذه الأخطاء وأجاب بالطبع فإن المفهوم الخاطﺉ للعادات والتقاليد جعلها كابوس لدي العديد من الشباب وأن التمرد عليها لهم بمثابة إنجاز وهذا يجعلهم للأسف يتمردون بشكل يوحي بالخطر.. واضاف ايضا ..المشكله إن اكثر من80% من الآباء يختلط عليهم الأمر بين العيب والحرام..يجهلون سياسيه أن الحرام هو مالا يمكن تجميله والتحاليل عليه أما بالنسبه للعيب والعادات والتقاليد فمن الممكن تفصيلها جميعا علي وضع كل شخص لتناسبه ، وأن العقل والمنطق يختلف من شخص لآخر ومن بيﺉه لأخري ومن زمن ل زمن ..اه لابد أن نتذكر دوما اننا مجتمع شرقي وهذا دليل اصاله وليس وصمه عار ولا دليل تخلف ..وأعتقد لو كل فرد اخذ من عادات وتقاليد مجتمعه فقط
مايساعده علي الحياه بشكل اسهل من عصر لعصر بالإضافه الي تفهمنا كأولياء أمور الي اهميه وجود عنصر التجربه في حياة أبنائنا ماكاننا نعاني في معظم البيوت.. بعد إجراء هذا التحقيق والبحث في اسباب وحلول هذه المشكله اكتشفت ان العديد من الشباب الرافضون لأغلب التقاليد يفرضونها ايضا بشكل لا ارادى على من حولهم ولا يناسب ذلك لمنطق رفضهم لها ..فهم يذعرهم تشبيهكم لهم بالآله التي تتبع تعليمات مبرمجة دون إلقاء النظر ما إن زالت مناسبه للعصر ام انها مجرد طباعه ونسخ من عقول اجداد تورثها آباء لأبناء..وكما قال علي بن أبي طالب من قرون عده ” لا تربوا أولادكم كما رباكم اباؤكم فإنهم خلقوا ل زمان غير زمانكم ” فرضوان الله عليه…ولنكن على قدر من الموضوعية فالعادات والتقاليد لا يمكن أن تطلق إلا علي كل فعل هلكنا دونه ونفرق جيدا بين الهلاك التام واحتماليه النجاح المضاعف لو وجد خيار عصري أصح من التقليد الأزلي فنشجع روح تجديد المعتقدات ونترك أفق التجارب ودعونا نكتشف الخطأ والصواب لا تملوه علينا .. وأما فيما يخص التفاصيل المتعلقه بحياة كل منا الشخصيه وقراراتنا المصيرية منها والتافهه فلا يجب أن تسير علي إطار صنعه غيرنا مادمنا لا نرتكب حراما فدعونا نحاول لعلنا نصيب فيما فشلتم..فلنا الحريه في نسج ثوب بألوان صحيه تناسبنا..ودعونا من وهم العيب الزائف فما لم يحرمه الرب لا يحق لعبد تحريمه بستار العيب..فاليوم نجهر لكم بأن تمردنا لا يعني الخروج عن المله فالعادات ليست دين..إنما طقوس بنيت معابدها من حجر أشد من الصوان وقد حان كسره..فماذا لو حاولنا تصديق واقع حدث ويحدث .. وهو أن هناك العديد من التجارب الناجحة بدأت بالإنفلات والخروج عن القطيع.. فمن منكم ليُجِيبَنِي : من حكم علي الترسخ والمعتقدات بالأصحيه أبد الدهر؟ومن وضع الصواب والخطأ !! وهل واضع الصواب اكتشفه بدون خطأ لذا تقدسوه!!!! كلا فهذا ينافي المنطق فلولا الخطأ لما اكتشف الصواب..وبما أن واضع مقدساتكم أخطأ وأخطأ مرارا ليكتشف صحيحكم فلما تُحَرِّمون علينا التجربه! ولكننا شاركناكم الإثم فلولا الجهد المبذول منا في التفكير مَليا في منشأها لما انتشر لها هذا القدر من الإجلال..فلا تحولوا المجتمع لأنه خلق شرقي الوصف إلي أداه تفقد ماهيه المجتمع وتسلب شبابنا وبناتنا حريه الإختيار.وتبدأ الأحلام بالتلاشي وتكون قرابين تقدم لالهه خرافه تقاليدكم..وتبدأ العقبات ولا تنتهي دون جدوي سوي التباهي بالتعجيز بحجه التقاليد وسلو البلد .. ويبقي السؤال الي اي مدي سيستمر تقديس العادات والتقاليد دون النظر الي اي طريق تودي بنا ؟ والي متي ستنقل العصا من جيل لتوقع بجيل آخر !!