حياة الفنانينعام

“مي سامي”: والدي كان طيبا في الطبيعة مثلما كان طيبا على الشاشة، وكان يتمنى أن أصبح أديبة مثل “مي زيادة”



والدي حاصل على ليسانس آداب وكان مدرسا للتاريخ واللغة الأجنيبة

والدي يهوى العمل بالإذاعة

عمل في بداياته في برنامج ماما سميحة

كان مولعا بالثقافة ويحضر نداوات ثقافي

كانت أحب الأعمال إليه فيلم الكيت كات ومسلسل الوتد

المؤلم المحزن أن جنازة والدي لم يحضرها أي أحد من زملائه الفنانين


 الفنان أحمد سامي عبد الله من الفنانين الذين لا ينساهم المشاهد أبدا، فرغم قلة أعماله وصغر حجم أدواره إلا أنه ترك أثرا طيبا لدى محبيه الذين تعلقوا به، فمن ينسى مشاهده القليلة في فيلم “هي فوضى”، أو مشاهده مع الفنان محمود عبد العزيز في فيلم “الكيت كات”، وهي المشاهد التي تدرس لكلية معاهد التمثيل، ومن ينسى دوره في مسلسل “الوتد” وغيرها من الأعمال الفنية المتميزة، كما أنه وصل لمنصب مدير عام برامج التليفزيون بدرجة وكيل وزارة.
والفنان أحمد سامي عبد الله كان يلقب بعجوز السينما المصرية، والرجل الطيب وصاحب الأداء الذهبي والطبيعي للأدوار الطيبة على الشاشة.

مجلة “سحر الحياة” التقت الأستاذة “مي سامي” ابنة الرجل الطيب الفنان الكبير الراحل أحمد سامي عبد الله وأجرت معها هذا الحوار.




،،بداية نرحب بحضرتك ونود أن تحدثينا عن بدايات الفنان الكبير الراحل أحمد سامي عبد الله، متى ولد؟ وكيف نشأ؟

،ولد والدي أحمد سامي عبد الله في يوم 16 أغسطس سنة 1930م بمحافظة القاهرة، وهو حاصل على ليسانس آداب، وعمل في بداية حياته العملية مدرسا للتاريخ واللغة الإنجليزية.

إذا دعينا نسألك عن هذه النقلة التي حدثت في حياة الفنان أحمد سامي عبد الله وكيف غير مسار حياته العملية من التدريس للعمل في مجال الفن؟

،والدي كان يهوى العمل بالإذاعة، وكانت له بعض المحاولات في برامج الهواة بالإذاعة المصرية، ثم تعرف على الإذاعي الكبير محمد محمود شعبان الشهير باسم “بابا شارو” الذي قام بضمه لبرنامجه الذي كان يقدمه بالإذاعة المصرية.

وبالنسبة لعمله بالتليفزيون، متى انضم للتليفزيون المصري؟

،انضم والدي للتليفزيون المصري منذ افتتاحه سنة 1960م، وعمل في بداياته في برنامج “ماما سميحة”، كما قام بالمشاركة في إعداد برامج الأطفال التي كانت تقدمها نجوى إبراهيم وفريال صالح بعد ذلك.


هل اقتصر عمله في التليفزيون على إعداد برامج الأطفال فقط في ذلك الوقت؟

،بالطبع لا، فقد كان والدي يقوم بتأليف وإخراج بعض التمثيليات والمسلسلات التليفزيونية للأطفال وكان يقوم بالتمثيل أيضا ولا تنسى أحد أشهر أدواره وهو “عم قاموس” ، كما أنني أتذكر أن والدي كان يذهب للمدارس ويصور بها بعض البرامج التليفزيونية، والتي كانت تتضمن بعض الأغاني والمسرحيات للأطفال والتي كانت بمثابة البحث عن المواهب في ذلك الوقت.

أي أن الفنان أحمد سامي عبد الله لم يكن ممثلا فقط، بل كان كاتبا ومخرجا أيضا، هل كان له اهتمامات أخرى؟

،والدي كان مولعا بالثقافة، فقد كان يقرأ كثيرا، وكان يحضر الكثير من الندوات الثقافية، وأتذكر أنه كان يصطحبني معه وأنا صغيرة جدا إلى منزل أمير الشعراء أحمد شوقي الشهير بكرمة ابن هانئ، حيث كانت تعقد الندوات الثقافية في ذلك الوقت، كما كان يصطحبني معه إلى مبنى التليفزيون.

هل كان يريدك أن تصبحي من العاملين بالتليفزيون؟

،بل كان يريدني أن أكون أديبة، فقد سماني “مي” على اسم الأديبة “مي زيادة”، كما أنه هو من اختار لي كلية الآداب، وكان يريد مني أن أكون أستاذة جامعية، لكنني لم أكن أهوى ذلك بل عملت في مجال السياحة بعد تخرجي ثم عملت في مجال الميديا منذ سنة 2015م، وحاليا أعمل كمنسق عام في قناة الناس الفضائية.



وبالنسبة لإخوتك، هل يعمل أحد منهم في مجال الفن؟

،أخي الأكبر “ماجد” خريج معهد السينما وعمل كمهندس صوت في عدد من الأفلام مثل “الراقصة والسياسي” و”سواق الهانم”، وحاليا يعمل في مجال القنوات الفضائية، وأختي “منال” تعمل في شركة مقاولات، وأخي الأصغر “محمد” خريج حقوق ولكنه يعمل كمهندس صوت أيضا في قناة فضائية.

ألاحظ أن أسماءكم تبدأ بحرف الميم؟

، نعم، فقد كون أبي منا إمبراطورية ميم.

وكيف كان يتعامل معكم الأب أحمد سامي عبد الله؟

،كان والدي أحمد سامي عبد الله في الطبيعة كما كنتم تشاهدونه على الشاشة، فقد كان في غاية الطيبة، وكان كريما جدا معنا، يخرج معنا إلى المتنزهات وينفق علينا كل ما في جيبه ولم يبخل علينا بشيء، وكانت علاقته بوالدتي رحمها الله قائمة على الاحترام والمحبة.

قاطعتها متسائلا:

 إذا لم تكن الوالدة قوية وشديدة مثل فاطمة تعلبة في مسلسل الوتد؟


فأجابت ضاحكة:

،أبدا والله، فوالدتي كانت في غاية الطيبة، وكانت تحب والدي جدا، كما كانت متعلقة به جدا، لدرجة أنها بعد وفاته في 10 ديسمبر 2011م، لحقت به وتوفيت في يوم 20 فبراير سنة 2012م، أي بعد 70 يوما من وفاته.





عودة للفنان أحمد سامي عبد الله، ما هي أحب أعماله الفنية إلى قلبه؟


، قام والدي بالعديد من الأدوار الهامة رغم صغر حجم مشاهده، مثل دوره في فيلم “هي فوضى” ودوره في مسلسل “عباس الأبيض” مثلا، لكن كان أحب أعمال إليه بلا جدال هو فيلم “الكيت كات” ومسلسل “الوتد”.

أخيرا حدثينا عن ظروف مرض ووفاة والدك الفنان أحمد سامي عبد الله وما سمعناه عن موقف الفنانين معه؟

،الحمد لله رب العالمين كان والدي ممن يعشقون الفن للفن، وليس من أجل المال، ولم يكن من هواة الشلل الفنية، وحينما مرض لم ننتظر من أحد أن يساعدنا فالحمد لله تحملنا جميع تكاليف علاجه ولم ننتظر مساعدة من أحد، لكن المؤلم حقا هو أن جنازة وعزاء والدي لم يحضره أو يشهده أحد من زملائه الفنانين.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock