شعر وحكايات

فواجع المنونِ

بقلم: رعد الأغا

عن لسان حال أخت الشهيد

وللشهداءِ حقٌّ على أقلامنا فلئِنْ ذرفنا الحبر سيلا… نقول علّنا نفي بعضاً مما جاد به الشهيد

رماني الدهرُ في سهمٍ مكينِ

مرادهُ كان من حبلِ الوتينِ

وغابت شمسُ شمّرِ في غيابك

فهلْ من عودةٍ يانورَ عيني

وقلتُ لهُ أَيا ابراهيمَ مهلاً

فقالَ أُخَيّتي…….. لاتمهليني

فِدا الأوطانِ بالأبطالِ حقٌّ

فما ماتت أسودٌ في العرينِ

وفي أرضِ المطارِ أتيتُ توّاً

وقد كان الرجا…. تستقبليني

وها جاؤوكِ في أوصالِ جسمي

مُقَطّعَةً فقومي… لملميني

ولا حاجٌ لماء الغسل أختي

إذا بالدمعِ كنت…. ِ تغسّليني

دعي الأكفانَ من خامِ الحريرِ

وفي علم العراق… تكفّنيني

إذا حانَ الوداعُ فلا تخافي

وقومي ياحنينةَ… ودّعيني

ولا تبكي على نعشٍ مُسَجّى

وحُطّي قُبلةً… فوقَ الجبينِ

ولمّا جاء ناعي الموتِ فينا

لَطَمْتُ الوجهَ… صفقاً باليدينِ

ذراعي مُشرَئِبةُ… للجنازه

وضاعَ النُطقُ من شلَلٍ مُبينِ

فمالَ الحظُّ يادُنيا وكنتُ

أقولُ لها بهِ…… لاتفجعيني

خُذي عمري.. خُذي منّي دمائي

ولكنْ لا… لأبراهيمَ ليني

وعزرائيل إنْ يسطو علينا

لهُ كفٌ… من العرشِ المكينِ

هي الأقدارُ حُقَّتْ يا ألهي

فعفوكَ لو بغيره… تبتليني

وقد وَقَعَ الذي حاذَرْتُ منهُ

وكانَ الموتُ فِيَّ بمستهينِ

وهذي زفّتي… فَتَمَثَّليها

مع الشبّانِ هُبّي… شَيّعيني

وكانت زفرةُ الرشاشِ تعلو

تعالي زغرديلي.. واسمِعيني

ألا يانفسَ صبراً من فراقٍ

ألا يانفسَ صبراً… لاتَهيني

تُواسيني نساءُ الحيِّ لكنْ

يَزِدْنَ الجرحَ والوجعَ الدفينِ

أُنادي يا فديتكَ كلَّ عمري

وَهَبْتُكَ ماتبقّى من سنيني

فقد أَمْسَيْتَ مُنْكَفِئاً تريباً

وقد أصبحتُ في قلبٍ حزينِ

ومنْ تحتِ الترابِ ومن صداهُ

يُنادي…. يا مُعَفّرَةَ الجبينِ

أَلا غُضّي عن الأحزانِ إنّي

بفِرْدَوْسِ الجنانِ وحور ِعِينِ

وكيفَ أخي ونارُكَ في ضلوعي

تُذَكِّرُني بِفَقْدِكَ كلُّ حينِ

أُكِبُّ وراءهُ…. ماءَ الوداعِ

وأنذرُ للسلامةِ… بالثمينِ

فصرتُ اليوم أذرفُ من عيوني

أُكِبُّ الدمعَ في القبرِ السكينِ

وأَنْكَفئُ على وجهي وأخشى

تذوبَ العينُ بالدمعِ السخينِ

أَخالُكَ كلَّ وقتٍ أنتَ قُربي

فَلَيْتَكَ تستفيق على أَنيني

أَفِزُّ من المنامِ… ..بكلِّ ليلٍ

وخوفٌ في عيوني يعتريني

وأبحثُ في زوايا الدارِ عنهُ

أَرِدُّ بِخَيْبَتي…. صفر اليدينِ

فأجهشُ في البكاءِ وأستشيطُ

وعشرُ أظافري في الوجنتينِ

وكانَ بخاطري يوماً أراكا

أباًٌ تختالُ… مابينَ البنينِ

وأنّي لا أُصدّقُ غبتَ عنّي

الى أَبَدٍ ويُخْذِلُني… يقيني

وكُنتَ تَفي الوعودَ فما لِوَعدي

تعالَ أخي فمالكَ لا تفيني

وقُلْ للشامتينَ دَمي ونفسي

نذرتهما الى وطني وديني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock