أخبار وفنعام

شاهد .. القصة الحقيقة لأغنية “قولوا لعين الشمس ماتحماشي” للراحلة شادية


سامح عبده
على مدار عشرات من السنين، يتناقل المصريون أغاني تراثية من الآباء والأجداد دون معرفة الكاتب الأصلي لها، أغاني أفراح، أحزان، أغاني للمولد والسبوع وغيرها، ومن هذه التراثيات “قولوا لعين الشمس ما تحماشي”، للراحلة “دلوعة الشاشة” شادية، التي رحلت عن عالمنا مساء أول أمس الثلاثاء 28 نوفمبر، في مستشفى الجلاء العسكري بعد صراع مع المرض.
“ليلة عشت الدنيا جميلة زي السكر”، وهكذا عاشت الراحلة شادية حياتها المليئة بالحيوية، والمسيرة الفنية التي خلفت إرثا فنيا كبيرا تركته شادية، قدمت خلال ما يقارب أربعين عاماً حوالي 112 فيلما، و10 مسلسلات إذاعية، ومسرحية واحدة.
“قولوا لعين الشمس ما تحماشي لاحسن زعيم الوفد صابح ماشي”
يروى أن الراحلة قبل أن تغنيها عام 1966، من كلمات مجدي نجيب وألحان بديع خيري، غناها المصريون في وداع كل عزيز، ولم يعرف التاريخ بدايتها إلى الآن، رغم اجتهادات المؤرخين، وقيل إنها غُنيت أثناء وداع الزعيم سعد زغلول، الذي نفاه الانجليز إلى جزيرة سيشل في مارس 1921.
واعتبر المصريون الأغنية التراثية لازمة لديهم في وداع كل عزيز، وهو ما حدث مع زعيم الأمة، حيث كانت كلمات الأأغنية مختلفة، وهي ما استخدمها شاعر العامية المصرية بيرم التونسي، في واحدة من قصائده المعبرة عن حزن المصريين، لنفي الإنجليز للزعيم سعد زغلول بقوله: “قولوا لعين الشمس ما تحماشي.. لاحسن رئيس الوفد صابح ماشي”.
“قولوا لعين الشمس ما تحماشي لاحسن غزال البر صابح ماشي”
كما قيل، وهي القصة الأشهر، إنها غُنيت للمرة الأولى أثناء وداع البطل إبراهيم الورداني، بعد حادثة دنشواي الشهيرة.
ففي عام 1910، اغتال الصيدلي الشاب إبراهيم الورداني 24 سنة، القاضي بطرس غالي، الذي كان معروفا بتعاونه وقتها مع الانجليز، وكافؤوه لأحكامه الجائرة بإعدام فلاحي قرية دنشواي، وجلد عدد منهم، بأن أوكلوا له حقيبة وزارة الحقانية “العدل”، ومن ثم أصبح رئيسا للوزارة المصرية عام 1910.
وقتل الورداني، غالي، أمام ديوان وزارة الخارجية، فحكم عليه بالإعدام، وفي يوم 18 مايو عام 1910 هي ليلة تنفيذ حكم الإعدام بحق البطل إبراهيم الورداني، ودع أهالي القرية، البطل الورداني، مرددين أغنية تراثية شعبية “قولوا لعين الشمس ما تحماشي لاحسن غزال البر صابح ماشي”، وكان الانجليز قد أصدروا قرارات بمعاقبة كل من يعترض على الحكم على الورداني أو ينطق اسمه.
“قولوا لعين الشمس ما تحماشي لاحسن حبيب القلب صابح ماشي”
ثم حورت كلمات القصيدة في منتصف الستينات من القرن الماضي، على يد مجدي نجيب، ولحنها بديع خيري، لتغنيها شادية “قولوا لعين الشمس ما تحماشي لاحسن حبيب القلب صابح ماشي” لتصبح أغنية عاطفية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock