أخبار وفنعام

مات و دفن عند باب الفتوح


كتب / خطاب معوض خطاب
الذوق ما خرجش من مصر …
هذه الكلمة مشهورة على كل لسان ، يقولها الكثيرون لكن القليلون فقط هم من يعرفون معناها و سببها ، الذوق المقصود ليس الأدب و حسن الخلق و ليس ما نقوله عن عادات و تقاليد يتوارثها المصريون فالذوق المقصود هو رجل كان اسمه (الذوق) أي أن الذوق اسم و ليس صفة فهو رجل أحب مصر و عشقها و مات قديما عند باب الفتوح فتم دفنه هناك منذ حوالي 766 سنة .
الضريح مازال موجودا حتى الآن على يمين الخارج من باب الفتوح و هو ضريح صغير له قبة خضراء فوقها هلال نحاسي و بابه يتم النزول إليه عن طريق سلم صغير ذي سبع درجات .
هناك من يقول إن الذوق كان اسمه (حسن الذوق) و كان تاجرا مصريا من تجار منطقة الحسين و كان من فتوات مصر المحروسة أيام المماليك و كان قويا و ذا عقل كبير و خلق كريم و كانت كلمته مسموعة عند الفتوات و عوام الناس و في يوم من الأيام اختلف الفتوات و تعاركوا و أراد الذوق أن يصلح بينهم لكنهم لم يسمعوا كلامه فنوى أن يغادر مصر و يخرج منها و بالفعل جمع أغراضه لكنه مات عند باب الفتوح الموجود بجوار جامع الحاكم بأمر الله في آخر شارع المعز و بعدها كلما تصارع الفتوات و تعاركوا سمعوا من يقول لهم مهدئا (يا جماعة حرام .. دا الذوق ما خرجش من مصر !!!) .
كما قيل أيضا إن الذوق كان رجلا مغربيا صالحا يعيش في مصر و يعشقها و أراد أولاده أن يخرجوا به من مصر و بالفعل أجبروه على ذلك رغم عشقه للمحروسة فلما خرجوا به تأثر و بكى حتى إذا وصل باب الفتوح وقع على الأرض ميتا حيث تم دفنه و قيل بعدها (الذوق ما خرجش من مصر) .
و رغم إختلاف الروايات إلا أن جميعها أجمعت على أن الذوق كان رجلا يحب مصر و لم يخرج منها و مع مر الزمن نسي الناس حكاية الرجل (الذوق) و لكن بقيت الكلمة (الذوق ما خرجش من مصر) و صارت مثلا بعد ذلك و إن كان أصل الحكاية تم نسيانه .
فعلا (الذوق ما خرجش من مصر) لكنه مات و دفن على بابها .
المصادر :
جريدة أخبار اليوم 19 مارس 2010م .
جريدة الأهرام 16 أغسطس 2013م .
وكالة أنباء الشرق الأوسط .
موقع دار الهلال .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock