شعر وحكاياتعام

همسات في كلمات قطار العمر

بقلم / أسامة أحمد خليفة 


هرب العمر بقطار الحياة ، لم يفكر طويلا فقد طغى على تفكيره أنين البعد وحرقة الذكريات ، استعجل الأمر لدرجة انه لم يلملم أغراضه في حقيبة سفره كان همه الوحيد الهروب من دموع أصابها الملل من تكرار نفس المشهد فراق بلا لقاء وحب يعيش فقط على بقايا أوراق بالية من عذاب السنين ، لم يدرك العمر أنّ قطاره يسير على قضبان وهمية مرسومة في كراسة رسم وفجأة توقفت أقلام الألوان عن رسم قضبان القطار، فقد جف حبرها قبل تكملة طريقه توقف القطار في مكانه عند نهاية القضبان المرسومة ومعه توقف تفكير العمر وأصابته الحيرة من كل اتجاه فهو لا يستطيع أن يتحرك بقطاره للأمام لأنه لا يوجد قضبان أمامه وفى نفس الوقت لا يستطيع أن يرجع لنقطة البداية ، ظل حائراً ساكناً في مكانه لا يجد حلاً ، اكتفى بصورة قديمة متآكلة الجوانب أخرجها من جيبه وأخذ يحتضنها بقوة وانهمرت الدموع مرة أخرى وفى هذه اللحظة أيقن انه لا يوجد مجال للهروب من ذكريات حفرت في كيان قلب أصبحت فيه هي العمر كله.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock