شعر وحكاياتعام

عصفورالموت

عصفورالموت

قصة قصيرة
بقلم / روماني خير

ذات يوم، رأت امرأة عصفورا جميلا له جناحان رائعان بريشات براقة وألوان رائعة. كان مخلوقا ليُحلق فى سماء الحريه، ويدخل السرور العظيم على قلوب الذين يراقبون تحليقه.
شاهدته يطير مُندهشة حد الإنبهار بل وفُتنت به
كان قلبها يخفق بجنون وعيناها تلمعان من شدة الإنفعال
دعاها العصفور لمرافقته، وطارا معاً وهما فى كامل الإنسجام . كانت مُتيمه بالعصفور، تحتفي بجماله طوال الوقت ؛

لكن المرأه فكرت ذات يوم: “ترى هل يتوق إلى اكتشاف جبال بعيدة ؟ ” خافت. خافت أن يرحل وألا تقع فى الحب مرة ثانية. أحست بالغيرة ، غارت من قدرة العصفور على الطيران. أحست أنها وحيدة ،

فكرت فى المرة المقبلة، حين يظهر العصفور سأنصب له فخاً وهكذا لن يتمكن من الطيران مُجدداً.
عاد العصفور، الذى كان هو أيضاً مفتوناً بها، عاد لرؤيتها فى اليوم التالي؛ فوقع فى الفخ وحبسته فى قفص.
كل يوم كانت المرأه تراقبه بشغف وتعرضه أمام صديقاتها فيهتفن؛ ما أسعدك! ما أوفر حظك! ، ومع ذلك بدأت الأمور تتغير
بما أن العصفور صار ملكها ولم تعد بحاجة لأن تعمل على كسب وده، لم تعد تهتم به .

الطائر لم يعد فى إمكانه التحليق والتعبير عن معنى لحياته، بدأ ريشه يذبل ويفقد بريقه، ويتحول جماله إلى قبح. 
وقصرت المرأه عنايتها به على إطعامه وتنظيف قفصه.
وذات يوم مات العصفور.. 
فحزنت المرأة للغاية ولم تكف عن التفكير فيه كانت كل يوم تتذكر أول مرة لمحته وهو يطير بعيداً مُحلقاً فوق الغيوم

“لو أنها استجابت لدوافع مشاعرها كما ينبغى ، لأدركت أن الشئ الذى آثار إنفعالها عندما التقت العصفوركان حريته والطاقة الكامنة فى حركة جناحيه ، وليس حسن شكله الخارجى.”

فقدت حياتها معناها عندما فقدت العصفور.
وجاء الموت يقرع بابها .
سألت المرأه الموت:
لم جئت ؟!!
أجاب الموت:

“لكى تتمكنى من الطيران معه مجدداً فى السماء
لو أنكِ تركتيه يرحل ويعود فى كل مره لكنتِ إستطعتِ كسب وده
ولإزداد إعجابك به أكثر فأكثر. 
من الأن فصاعداً أنتِ فى حاجة إلي لكى تقدري على استعادته.”

عصفور الموت

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock