رياضة عربية وعالميةعام

كلمة توتي الأخيرة

 
محمود عرباوي
ها نحن هنا , لقد أتى هذا الوقت , كنت آمل بأن لا يأتي أبدا
ولكنه قد أتى , هذه الأيام قرأت العديد من الأمور عني , لقد
كنت أبكي وحيدا , مثل المجنون , 25 سنة معكم على أكتافي
ليس سهلا أبدا , أود أن أشكركم جميعا ولكن هذا ليس سهلا ,
أنتم تعرفون أنني لا أجيد التحدث بالكلمات كثيرا , ولكن سأحاول
في هذه الأيام جلست مع زوجتي وأخبرتها عن بعض السنوات
التي أمضيتها مع هذا القميص الفريد , وقد كتبنا رسالة لكم ,
أنا لا أعلم إذا كنت أستطيع قرائتها لكم , سأحاول , وإذا لم أستطع
إكمالها سأجعل إبنتي شانيل تكملها , علي أن ألتقط الأنفاس ,
إنه أمر ليس سهلا , إنه وقت العشاء , أرغب في البقاء 25 سنة :
– شكرا روما , شكرا أمي و أبي , شكرا لأقربائي وأصدقائي ,
شكرا لزوجتي وأبنائي , لقد بدأت من النهاية لأنني لا أعلم إذا
ما كنت أستطيع قراءة هذه الرسالة , أنا لا أجيد التعبير عما
أشعر به في جمل بسيطة , أود أن أقوم بذلك في أغنية أو قصيدة
لكنني لا أستطيع أن أكتب شيء , على مر السنين أعربت عن
نفسي من خلال قدمي , والتي كانت تجعل كل شيء بسيط وأسهل
بالنسبة لي , منذ أن كنت طفلا , بالحديث عن الطفولة هل يمكن
أن تخمنوا ما هي أفضل لعبة عندي ؟ كرة القدم بالفعل وهي
لازالت المفضلة عندي حتى اليوم , في نقطة معينة من الحياة
تكبر في العمر , هذا ما قيل لي وهذا ما قرره الوقت , الوقت اللعين ,
بالعودة لتاريخ 17-6-2001 كلنا أردنا أن يمر الوقت بسرعة ,
لم نكن نستطع أن ننتظر أكثر حتى يطلق الحكم صافرته ,
لازالت أملك العديد من الأمور بالعودة بالذاكرة لتلك الأيام ,
اليوم الوقت لمسني من كتفي وقال لي :
علينا أن نكبر , إعتبارا من الغد , ستصبح راشدا , إنزع ذلك
القميص وذلك الحذاء لأنه بإعتبارا من اليوم أصبحت رجلا ,
لم يعد بإمكانك أن تستمتع برائحة العشب , الشمس على وجهك
عندما تقابل المرمى , إستهلاك الأدرينالين , متعة الإحتفالات
خلال الأشهر الماضية سألت نفسي , لماذا لا أستيقظ من هذا الحلم؟
أتخيل عندما كنت طفلا وأحلم حلما رائعا , تأتي أمي وتوقضني
للذهاب للمدرسة , تريد أن تواصل الحلم , تحاول العودة للنوم
وإكمال نفس الحلم ولكن لا يمكنك ذلك أبدا , هذه المرة ليس حلم ,
إنه حقيقة , وأنا لا يمكنني أن أعود للنوم , أريد أن أخصص هذه
الرسالة لكم جميعا , لكل الأطفال الذين دعموني , لأطفال الأمس
الذين كبروا وأصبحوا أباء , ولأطفال اليوم الذي ربما يصرخون
بكلمة توتي قول , أريد أن أذكركم بذلك , مسيرتي كانت رواية
لكم , ولكنها إنتهت الآن , أنا أنزع قميصي للمرة الأخيرة الآن ,
سأنزعه بعيدا حتى لو كنت أفكر في قرارة نفسي بأنني غير مستعد
للقول ” يكفي ” , ربما لا أستطيع أن أقولها أبدا , سامحوني لعدم
إجراء مقابلات وتوضيح أفكاري لأنه ليس من السهل أن تطفئ
الأضواء , أنا خائف , إنه ليس ذلك الخوف عندما تقف أمام
المرمى وأنت تستعد لتنفيذ ركلة جزاء , هذه المرة لا أستطيع
أن أرى كيف يبدو المستقبل من خلال فتحات الشبكة ,
إسمحوا لي بأن أكون خائفا , هذه المرة أنا هو من يحتاجكم
ويحتاج لذلك الحب الذي طالما أظهرتوه لي , مع دعمكم سأنجح
في طوي الصفحة وأرمي نفسي في المغامرة الجديدة , الآن
حان الوقت لأشكر جميع زملائي في الفريق , المدربين ,
المدراء , الرؤساء , كل شخص عمل بجانبي طوال هذه المدة ,
للجماهير والكورفا سود , الضوء الذي ينير الطريق لكل
الرومان والرومانيستا , أن تولد رومانو ورومانيستا هو إمتياز ,
أن أكون قائدا لهذا الفريق فهذا شرف , أنتم كنت وستبقون
دائما حياتي , لن أكون قادرا على إمتاعكم بأقدامي مجددا ,
ولكن قلبي سيكون دائما معكم
الآن سأنزل الدرجات و أدخل غرفة الملابس التي إستقبلتني
كطفل والتي سأتركها الآن كرجل , أنا سعيد و فخور بإعطائكم
28 سنة من الحب , أحبكم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock