عام

“عيد الحقيقة”



عيد الحقيقة"
كتب 
أحمد مجديعقارب الساعة تلعب، يجري كل منهم وراء الآخر طوال اليوم، تتوالى الأيام ويأتي ذلك اليوم تحديدًا.
يعبر العقرب الأكبر ليؤكد انتصاف الأصغر عند الثانية عشرة.
أتممت عامي الثاني والعشرين ولا زلت حيًا، مرحى لي! 
أنت لا تنتظر مني أن أكتب عن سعادتي بذلك بالطبع، دعني أوضح لك. 
اليوم فقط سيختلف قليلًا عن السنوات السابقة… 
اليوم هو عيد الحقيقة. 

هل أنت جاهز؟

اليوم ينكشف أمامك كل شئ، تتساقط الخيبات فوق رأسك في بساطة تتعجب عن كيفية حدوثها.
أحيانًا تكون الأشياء البسيطة هي قمة التعقيد.
وأحيانًا أيضًا يكمن الجمال في تلك التفصيلات المُعقدة.
في عيد الحقيقة والذي تصادف أن يكون هو ذاته اليوم اللعين الذي ولدت فيه…. تحتفل الأقنعة بالسقوط، ويحتفل العالم بسقوطك أيضًا، أو ربما أنهم فقط يزيلون الغمامة السوداء التي عشت بها عديد السنين.
سترى العالم بشكل ربما يكون أوضح، لكنه حتمًا سيكون أقسى. 
لن تهمك الأرقام حقًا بعد اليوم، لحظة! 
لن يهمك شئ على الإطلاق. 
سأتركك الآن لتحاول استيعاب ذلك لكن بقيَّ شئ واحد يجب أن تعرفه. 
في عيد الحقيقة تحتاج أن تُضحي، أن تُقدم قربانًا للإله الذي أراك الحقيقة، أنار بصرك بضوء الإدراك. 
لا تطل البحث عن أُضحيتك بأي حال، فالإله قرر ما يريد أن يأخذ. 
صداقاتك وعلاقاتك تبدو مهمةً لك، قلت لك مسبقًا ألا تحاول أن تكون حياتك بذلك الشكل الجميل فهي كلما زادت أهميةً وعُمقًا زادت شهية القدر ليَّلتهم ما اقتدر منها. 
أنياب أُضحيتك ستُغرس مباشرةً في ظهرك أيها المسكين، ستنفجر الدماء منها وكأنها قُتلت في حادث ولم تُذبح أمامك. 
حادث صدمها بأحلامك وأفكارك دُفعةً واحدة بالكثير من تلك الآثار التي لن يكون سهلًا أن تتخلص منها ما حييت. 
لتهنأ بالحقيقة ولتلعن عيدها مرة وأيامك التي قلبتها عليكَ ألف مرة أخرى. 
الآن ربما تظن أنك رأيت الحقيقة كما كان يجب أن تراها منذ بدء عقلك بالبحث عن حقيقتها. 
وبما أنه عيدك فأنت مع موعد مع القطعة الأخيرة من أُحجيتك الناقصة… 
أنت هو الأضحية، القربان، وأنت الإله.
وعالمك ما هو إلا كَذِبة.
وليكن عيدك سعيدًا. أو ليكن ما يكون. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock