مقالات

حقيقة

بقلمي/ محمود محمد

لازالت الأصوات تتردد في أذنيه والغريب إنها غير مسموعة للآخرين هنا ثكلى تصيح وهنا طفل يصرخ ….في ذاكرة مناضل لم يلق سلاح الشرف والعزة ولازال يثور على الباطل لم تتطلخ يداه بالغلول والخيانة …

هاهو يمر بالجميع ولا أحد يعبأ به وبذلك السجل الشريف تتحسس عصاه الأرض لخطوات قادمة تهرب من طنين الأذن المتعجب إلى حدائق الود بحلم جميل … هاهو يخطو من بعيد وها هي الأصوات تعاوده من جديد ولكن هذه المرة لصوت تلفاز مقهى الحي إذا لم يكن سرابا بل حقيقة ..

تناهى إلى سمعه كلام منمق وفصيح حوار مع كهنوت السياسة وها هو يعدد مآثره الموثقه بالصور عن صحيفة امتنان نتنه ها هو يبتسم إلى جمهور المنافقين واللاعقين ..

نفس الأصوات الصاخبة … تحسس الأرض بعصاه هربا من ترف الكذب … إذ كيف يصدق هذا المتباهي وهو يرى شريط الإحتياج والمعاناة … في صهوة الحاجة إلى الكهرباء غادرتنا . لم تسعفنا في ليال الشتاء .. ولم تجد تلك التي ودعت أبطالها إلى ما تطهو عليه الطعام لأولئك اليتامى ولم تنفع تلك الخطى المبكرة إلى المصرف لترجع بخفي حنين إذا عن ماذا كان يتحدث ذلك الصارخ في الإعلام …

نحن في تزايد المعاناة وهو في نفس العناء بالزيادة دون خجل أو حياء إذا ماذا قدم …. تلك كانت العبارة التي ارتفعت بها الأصوات بنفس المقهى الذي شهد ترشيحه …
واختفت تلك الطرقات مبتعدة وظلت الأصوات تطارده ..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock