عاممقالات

جواز عتريس من فؤادة بااااااااطل

جواز عتريس من فؤادة بااااااااطل …
كتب / خطاب معوض خطاب
الأديب ثروت أباظة و شيء من الخوف …

في واحد من أجمل مشاهد فيلم (شيء من الخوف) يقول الشيخ إبراهيم (الفنان يحيى شاهين) بعد مقتل ابنه محمود : جواز عتريس من فؤادة باطل .. بااااااطل ، هذه الجملة التي أصبحت من يوم عرض الفيلم قولا مأثورا لدى المصريين جميعا و يصور الأديب ثروت أباظة هذا المشهد في الرواية : مضى الشيخ إبراهيم إلى دكان عبد الملاك فاشترى إصبعا من الطباشير و مضى إلى حائط الجامع و كتب في حروف ظاهرة زواج عتريس من فؤادة باطل .. باطل .. و حين فرغ من الكتابة وقع باسمه إبراهيم علام و مضى يهيئ ولده ليشيعه لمثواه الأخير ، نعم دفن الشيخ ابنه لكنه لم يدفن صوته .


رواية شيء من الخوف صدرت سنة 1960م عن دار المعارف و الفيلم إنتاج المؤسسة المصرية العامة للسينما (الحكومية) التي كان يرأسها في ذلك الوقت الأديب نجيب محفوظ و تعرض الفيلم وقتها (سنة 1969م) لأزمة كبيرة حيث تم رفض عرض الفيلم لأن الرقابة رأت أن شخصية عتريس في الفيلم ترمز للرئيس جمال عبد الناصر إلا أن الأديب ثروت أباظة قال إن عتريس يرمز للإستعمار و أعوانه بينما طلب عبد الناصر أن يشاهد الفيلم بنفسه ليحكم عليه و بعد مشاهدته للفيلم قال عبد الناصر لو كنت مثل عتريس فمن حق الناس أن يقتلوني ثم صرح بعرض الفيلم .

الأديب و الكاتب الصحفي ثروت أباظة المولود في 15 يوليو 1927م بقرية غزالة بالشرقية و المتوفي في 17 مارس 2002م و يمر اليوم 90 سنة على ميلاده كان رئيسا لتحرير مجلة الإذاعة و التليفزيون في السبعينيات من القرن الفائت و كتب مقالا وقتها يهاجم فيه الرئيس جمال عبد الناصر كان عنوانه (و في أي شيء صدق) معددا مساوئ حكم عبد الناصر و وصفه يومها بالدكتاتورية و الطغيان و كان هذا أول هجوم علني و صريح من كاتب و صحفي على الرئيس جمال عبد الناصر .

ثروت دسوقي أباظة ابن العائلة الشركسية الأصل قوبل بهجوم شديد من الناصريين حيث اتهموه بأنه يكره عبد الناصر لأنه صادر أراض للإقطاعيين و هو منهم لكنه لم يبال بهجومهم و بادلهم هجوما بهجوم و ظل طوال حياته يهاجم الناصريين و الإخوان بضراوة و العجيب أن عمه و والد زوجته الشاعر الكبير (عزيز باشا أباظة) كان يكتب قصائد مدح في عبد الناصر و أعماله في نفس الوقت الذي كان عمه الآخر (فكري باشا أباظة) قد تم إيقافه عن الكتابة لأنه كتب مقالا عن الدكتاتور الأسباني فرانكو حيث قيل إنه كان يقصد عبد الناصر .


من أشهر كتابات ثروت أباظة : هارب من الأيام و الضباب و طارق من السماء و قصر على النيل و بريق في السحاب و الغفران و جذور في الهواء بالإضافة إلى لؤلؤ و أصداف و هو تولى رئاسة اتحاد الكتاب عدة دورات و كان عضوا بالمجلس الأعلى للصحافة و بمجلس أمناء اتحاد الإذاعة و التليفزيون و رئيسا للقسم الأدبي بجريدة الأهرام و عضوا بمجلس الشورى منذ انشائه ثم أصبح وكيلا له عن الفئات و عضوا بالمجالس القومية المتخصصة و عضوا بالمجلس الأعلى للصحافة و حاصل على جائزة الدولة التشجيعية 1979م و التقديرية 1982 وسام العلوم و الفنون من الدرجة الثانية و العجيب أن الرئيس جمال عبد الناصر كان قد منحه جائزة الدولة التشجيعية سنة 1958م .

المصادر :
جريدة الشرق الأوسط العدد 8511 .
جريدة الوفد 25 مايو 2017م

.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock