عاممقالات

و فوق كل ذي علم … عليم

و فوق كل ذي علم … عليم
محمد علي

فى الأسبوع الماضي وعدنا بأن نقوم بقص قصص سورة الكهف ، و فى يوم الجمعة علينا جميعا أن نقف مع القرآن لنعلم و نتعلم منه ، و قلنا أن سورة الكهف تحتوي على أربعة قصص من أجمل قصص القرآن ، و من أجمل قصص سورة الكهف ،قصة رسول الله موسى مع الخضر عليه السلام

و لو عايز تعرف تفسيرها المختصر ، تعالى أقولك المتفق عليه و النادر فى القصه ، و القصة بدأت فى رحله لسيدنا موسى مع يوشع بن نون ، و يوشع كان فتى مؤدب مؤمن و أصبح نبي بعد موت سيدنا موسى 

كان وقتها الفتى أو المساعد لسيدنا موسى بيرتحل معاه فى كل مكان ، عايش معاه بيتعلم منه و بيحفظ التوراه ، و فيوم من الأيام وصل لسيدنا موسى إحساس غريب ، أنه أكثر الناس علماً على الأرض ، قال فنفسه أنا كليم الله أنا الرسول من أولى العزم ، أنا صاحب الألواح و من نزل عليه التوراه 
و نسي قول الله ( و فوق كل ذي علم عليم )
فنزل الوحي يقول لموسى أنه هناك من هو أعلم منك 
سأل هو مين ؟ و مكانه فين ؟ 
قال له الخضر عبد من عباد الله الصالحين 
و أتفق المفسرون فى روايات كتير أنه نبي من أنبياء الله 
الذي وصل عددهم ل 124 ألف نبي فى أغلب الروايات ، و لم تخلى أمه من الأنبياء 

عزم موسى الذهاب إلى الخضر و جواه تحدي أنه يثبت لنفسه أنه أعلم العالمين ، قال له ليك علامه مكان لما تفقد حوتك و الحوت تعني سمكه فالعموم ، هو ده مكان اللقاء بينكم 

و فعلاً إتحرك موسى و يوشع و لما وصلوا لمجمع البحرين، حصلت حاجه غريبه و يوشع قاعد بيرتاح ،بعد ما السمكه كانت جمبه و كانت غداهم ، فجأه رجعت فيها الروح من جديد و رجعت تانى للبحر ، و لما جاع سيدنا موسى سأل يوشع عن السمكه ، رد يوشع و هو مش مصدق عنيه و مش عارف هيقوله إيه .

السمكه رجعت تانى فيها الروح و نطت تانى فالبحر ، وقتها عرف سيدنا موسى أنه ده المكان و ده المعاد ، و أختلف العلماء فى مكان مجمع البحرين و الأغلبية اقروا انه لا يوجد مكان مناسب جغرافيا الا قى مصر و بالتحديد منطقة رأس محمد حيث إلتقاء خليج العقبة بخليج السويس و الله أعلم .

و فعلاً قابل الخضر وجده رجل بسيط كبير فى السن عليه ملامح الحكمه و التواضع ، و فعلاً طلب موسى منه أنه يرافقه فى ترحاله و يتعلم منه 
فقاله الخضر إنت مش هتصبر مش هتستحمل مشقة الرحله ، هتصبر إزاى على ما لم يكن لك من لدنه علماً ، و لو هترافقنى هيكون فى شرط

أنه تصبر على ما ترى و لا تسأل حتى أجيبك أنا ، و أتفق معاه هتلتزم بالشرط فقال له موسى ألتزم بيه ، فتركوا يوشع و ركبوا سفينه مع عمال أكرموهم و ضايفوهم ، و فجأه موسى شاف الخضر يخرق السفينه و يجعلها معيوبه ، فنسي موسى الإلتزام بالصبر ، و سأله ماذا تفعل فى سفينةالعمال البسطاء الذين أكرمونا و ساعدونا فى رحلتنا 

فرد عليه الخضر غاضب أنا مش قولتلك انك لن تستطيع معي صبرا 
قاله موسى خلاص أخر مره هصبر و مش هسأل و نزلوا من السفينه و مشيوا فى طريقهم ، قابلوا غلام فى سن المراهقه ، و فجأه و من غير كلام قتل الخضر الغلام الجنون كان هيصيب سيدنا موسى و غضب جداً ، إنت إزاى تقتل نفس بغير حق ، فرد الخضر غاضب أنا مش قلتلك أنك لن تستطيع معي صبرا
قال له سألتزم الصمت تماما ، و كملوا فى طريقهم لغاية لما وصلوا قرية ، و زمان كان للضيف حق الضيافه فأي مكان فطلبوا من أهل القرية الضيافه فرفضوا ، و ده كان فعل مشين وقتها فكملوا مشي لغاية لما الخضر شاف جدار بيتساقط ، فجأة شمر الخضر هدومة و قعد يبنى فى الجدار حجر ورا حجر فى ذهول و مليون سؤال فى عقل سيدنا موسى ، إزاى الناس إللي رفضوا حق الضيافة تبني ليهم جدار، ده أنت لازم تأخد عليه أجر فرد الخضر و المرادي مفيش سماح ، هذا فراق بيني و بينك أنا قلتلك إنك لن تستطيع معي صبراو أنا هقولك على إللي أنت مكنتش تعرفه و مقدرتش تصبر عليه 


السفينه كان وراها ملك ظالم بيأخد كل سفينه غصب فأنا خليتها معيوبه و ده هيخليه ميخدهاش من صحابها 

أما الولد ده كان متعب جداً و مذنب جداً و اهله كانوا صالحين ، و هيتعبوا معاه فربنا أراد ان يستبدل إبنهما بإبن صالح غيره ، و الجدار ده كان تحته كنز لأثنين من الأطفال الأيتام ، ورث من والدهم سابهولهم من زمان فبنيت الجدار عشان يفضل لغاية لما يكبروا ، و يشدوا حيلهم و يستخرجوا كنزهم ،و ختم كلامه بكلام مهم جداً لكل باحث و ساعي للعلم 

إن العلم هو من عند الله يوحي به لعباده ، و عشان تحصل العلم لازم تصبر ، لازم تكون متواضع و ساعي للعلم ، و أن الله يوحي لمن يشاء بتصرفات و أفكار ، بنعملها من غير ما نحس و بتكون سبب فحاجات كتير ، بتحصل فى حياتنا و فى المستقبل 
و أخيراً أوعى تنسى مهما وصلت لعلم و حلل العلماء النفس قالوا إن العلم من الأشياء اللي ممكن يتغر فيها الإنسان بنفسه 
عشان كده أوعى أوعى أوعى تنسى ….

فوق كل ذي علم عليم

بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)

صدق الله العظيم

سورة الكهف الآيات من 60 – 82

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock