أخبار وفنعاممقالات

أحمد زكي سفير البسطاء والمهمشين

أحمد زكي سفير البسطاء والمهمشين

كتب/خطاب معوض خطاب
وصف الناقد السينمائي “طارق الشناوي” النجم الراحل “أحمد زكي” بأنه “شاعر المطحونين” ، وفسر هذا الوصف بقوله: “إن الفنان أحمد زكي هو الوجه الذي يتوحد مع البسطاء والمهمشين، كما أنه يمثل التعبير الحقيقي عن الإنسان المصري بإحباطاته الكثيرة وآماله الضئيلة، وهو أعمق وأهم موهبة فنية ظهرت في حياتنا”، وقال الفنان نور الشريف: ” لو كان تقييمي كممثل هو 7/10، فمن المؤكد أن أحمد زكي سيكون 10/10″، 

وقال المخرج عاطف الطيب: 

“إن نور الشريف يمنحني الأداء الذي أطلبه منه ويجعلني أراه مكتملا في تجسيد دوره، أما أحمد زكي فيمنحني أبعد بكثير مما أتخيله، حتى أبعد من ذروة الأداء.

أحمد زكي كان بحق إمبراطور التقمص والإبداع،

أحمد زكي سفير البسطاء والمهمشين
 ففي فيلمه “عيون لا تنام” حمل على كتفه أنبوبة غاز مشتعلة، وفي فيلم “طائر على الطريق” ألقى بنفسه من سيارة مسرعة، وفي فيلم “العوامة 70” طلب من المخرج أن يتم ضربه ضربا حقيقيا في أحد المشاهد، وبالفعل تم ضربه، أو كما يقال: “أكل علقة ساخنة”، وفي فيلم “ناصر 56” دخل الوزير صفوت الشريف الاستوديو، وحينما طلبوا من أحمد زكي أن يذهب لملاقاته فما كان منه إلا أن فصرخ فيهم قائلا: “أنا رئيس الجمهورية، ييجي يسلم عليا هنا”.

كان أحمد زكي بحق سفير البسطاء والمهمشين،

أحمد زكي سفير البسطاء والمهمشين

 فبجانب تجسيد أدوارهم على الشاشة كان قريبا منهم في الواقع، ويروى عنه أنه كان يجلس على مائدة طعام واحدة في المطاعم مع سائقه الخاص ويشاركه الطعام، ويمنح عمال المطاعم بقشيشا كبيرا يفوق الخيال، مؤكدا أن من حقهم أن يعودوا لأولادهم ومعهم كيلو من اللحم ليأكلوا مثلما أكل هو.

وعن أحمد زكي الإنسان البسيط القريب من البسطاء 

يقول الدوبلير “محمد النوبي” الذي كان يؤدي بعض المشاهد الخطرة بدلا منه: “كان يستدعيني ويطمئن علي ويتأكد أن الطعام المقدم لي مثل ما يقدم له، وكان يعطيني مبالغ كبيرة من جيبه الخاص بخلاف الأجر الذي كنت أحصل عليه من المنتج”.

وحينما مرض أحمد زكي مرضه الأخير اتصل به العديد من الملوك والأمراء والرؤساء العرب، كل منهم يعرض عليه السفر من أجل علاجه على نفقتهم الخاصة، إلا أنه كان يعتذر لهم عن قبول طلبهم ويقول: “بلدي أولى بعلاجي”، وهو كان يفرح بهذه العروض لأنها كما كان يقول دليل على حب الناس له، لكن أكثر ما أفرحه أثناء مرضه الأخير كان عرض رجل فقير قابله عندما كان متوجها لمركز الأشعة بمستشفى دار الفؤاد، حيث توجه الرجل الفقير إليه متجاوزا كل من أحاط به واحتضنه وقبله وقال له: “أنا رجل فقير من أسوان، على أد حالي، بقالي 3 أيام مستني أشوفك يا أستاذ، لو ممكن تقبل مني كليتي أتبرع بها لك عشان ربنا يشفيك” ، وقتها تأثر أحمد زكي بموقف هذا الرجل الذي لا يعرفه، وفرح جدا جدا يومها لأن الله قد وضع محبته في قلوب الناس.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock