عاممقالات

“إعصار السكون”


"إعصار السكون



أحمد مجدي

جلس على الرصيف المقابل لمتجر المثلجات المفضل لديه، يحبه في الشتاء أكثر لكن لا بأس به بعد الطعام في جو حارٍ كهذا. 

يتسائل عن سبب واحد يجعله يخرج وسط الأسبوع وحيدًا.

تذكر نفسَ المكان منذ أشهر، كان يجلس في ذات المكان؛ لكنه لم يكن وحده.
ترك لعقله حرية التصرف، أطلق لأفكاره عنان الغوص به عميقًا وسط الأبعاد الداخلية لعقله.

الدُخان أيضًا يكتسب طعمًا أحلى ممتزجًا بالمستكة.


تجاهل تلك السيدة التي تُصر أن يعرف أسرار جيرانها وهي تحكيها لزوجها في جريمةٍ كاملة ضد احترام الخصوصية.
وبصعوبة أكبر تجاهل ذاك الشاب ببذلته اللامعة التي تعتدي بوضوح على كل رأي ممكن لتناسق الألوان.

هرب من زحام الشارع الرئيسي إلى هدوء تفرعاته، ابتلعه الظلام وعبثت نسمات الصيف الساخنة بشعره وسط الهدوء المهيمن على المنطقة التي لم يعرفها. 
تائه بإرادته. 
السير بغير عنوان؛ طالما كانت إحدى هواياته التي افتقد ممارستها بعد اعتزال طويل للجنون.

رنات تتواصل واحدة تلو الأخري، لن يسمح للبشر بانتهاك أوقات سعادته الحزينة تلك، ولن يبوح بالطبع بأدلة جنونه لمن حوله، يكفيه أنه يعرفها هو.

وفي منطقة لا يعرفها، في شارع مظلم؛ التف الكون بالسكون….
ونبض قلبه هو بالحياة.

إقرأ المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock