عاممقالات

أساليب التنشئة الاجتماعية

أساليب التنشئة الاجتماعية


بقلم / غادة عبدالله

تعددت أساليب التنشئة الاجتماعية بوجه عام لتتناول جوانب مختلفة من الشخصيات وذلك طبقا للأيدولوجيات والأفكار التي تنطلق منها، وتشعبت وجهات النظر حول هذه الأساليب، حيث تختلف هذه الأساليب من مجتمع إلى آخر ومن عصر إلى عصر، كما تختلف داخل المجتمع الواحد باختلاف الطبقات الاجتماعية، بل إن ما يعتبر معيارًا مطلوبًا في مجتمعٍ ما قد يعد مرضًا وشذوذًا أو انحرافًا في مجتمع آخر.

حيث تعرف التنشئة الاجتماعية:

بأنها عملية الاهتمام بالنظم الاجتماعية التي من خلالها يتحول الإنسان لفرد اجتماعي يستطيع الاندماج والتفاعل بشكل ميسر وسهل مع المجتمع المحيط به، وهذه العملية يكتسب من خلالها الأطفال الضبط الذاتي والحكم الخلقي ليصبحوا أشخاصاً راشدين ومسؤولين عن تصرفاتهم أمام المجتمع.

أساليب التنشئة الاجتماعية

ويمكن تعريفها بشكل أخر مبسط بأنها:

مجموعة من الوسائل والطرق التربوية التي يقوم بها الأهل في تربية أولادهم سواءً أطفالاً أم بالغين.

أقرا ايضا:

نصائح تجعلك من المعمرين

وهناك العديد من الأهداف للتنمية والتنشئة الإجتماعية ومنها: العديد من الأهداف نذكر منها:


-اكتساب الطفل شخصية قويّة.

-تعلّمه المهارات اللازمة.

-اكتساب الشخص مبادئ المجتمع الذي هو فيه.

-تهذيب الغرائز واكتساب المعلومات اللازمة عن الحياة. 

-ضبط السلوك والحاجات.

-تحقيق النضج النفسي.

مراحل التنشئة الاجتماعية تنقسم لثلاث مراحل وهى كالتالى:


مرحلة الاستجابة الحاسية:

تكون هذه المرحلة في بداية حياة الطفل منذ ولادته مع أمه وفي اسرته .

مرحلة الممارسة الفعلية:

تبدا هذه المرحلة بعد معرفة افراد العائلة والتعامل معهم ومعرفة العادات والتقاليد واسلوب حياتهم .

مرحلة الاندماج: 

هى المرحلة التى ينطلق فيها الفرد إلى المجتمع الأكبر في البداية تكون المدرسة ثم رفاق اللعب ثم العمل.

أقرا ايضا:

تعرف على أبخل شخصية على وجه الأرض والتى دخلت موسوعة جينيس

أساليب التنشئة الاجتماعية

وإليكم متابعينا بعض من وجهة نظرالمفكرين للتنشئة الاجتماعية:

“ابن خلدون”

تقوم وجهة نظر ابن خلدون على ضرورة تعلم الطفل القران الكريم من حداثته ، كما قال أن القسوة في معاملة الاطفال تدعوهم إلى المكر والخبث والخديعة .

“الغزالي”

ذكر الغزالي في كتابه (احياء علوم الدين) وجوب مراعاة الاعتدال في تاْديب الصبي وابعاده عن اصحاب السوء وعدم التساهل معه في المعامله كذلك عدم تدليله ،واوصى بشغل وقت فرغ الصبى بالقراءه واحاديث البلاد واخبارها وبقراءة القران الكريم ،وحض الاباء بتخويف ابناءهم من السرقة واعمال الحرام.

“ابن سينا”

يقول ابن سينا (يجب على والد الصبى ان يبعده عن قبائح الافعال ، ومعايب العادات بالترهيب والترغيب والتوبيخ ، وان احتاج إلى الضرب فليكن) واواصل كلامه، وإذا وعى الصبى فانه يلقن معالم الدين وحفظ القران الكريم،  فاذا فرغ الصبى من صناعته فانه يزوج لكى لاتتلاعب به الشهوات .

“أفلاطون”

ذكر افلاطون في المدينة الفاضله بعض الاراء في تربية الاولاد فيقول(يجب على الذين يتولون بناء المجتمع المنشود أن يختاروا من بين الاحداث الصغار ذوى الاستعداد الحربى. فيجعلون منهم مجموعة مستقلة يتعهدونها بالتربية البدنية فتنشا منهم مجموعة قوية كما يغذون نفسهم بالاداب والفنون ، وتكون التربية بالنسبة لهولاء الصغارجميعا واحده إلى سن الثامنة عشر حيث يتركون تلك الدروس .ليزاولوا الرياضة البدنية ، والتدريبات العسكرية ، وعند العشرين يتم تكوين جماعة من اكفئهم واقدارهم ليدرسوا الحساب والهندسة والفلك والموسيقى .

“جان جاك روسو” 

حيث ادلى ببعض من الافكار الهامة عن التنشئة الاجتماعية وهي::

الاهتمام بدراسة سلوك الاطفال سواء كان في المنزل او المدرسة.

ضرورة الاعتقاد الاطفال هم اطفال وليسوا برجال.

الاهتمام بنشاط الاطفال واخراجهم إلى الطبيعة.

ضرورة الاهتمام بتربية الطفل نفسيا وجسميا وعقليا وخلقياً.


أقرا ايضا:

” مايكل جاكسون ” يتحدى قوانين الجاذبية فى رقصات

بعض الاخطاء التى يقع فيها الاباء والمربيون خلال عملية التنشئة الاجتماعية وهما: 

التسلط

هو فرض الوالدان أو من يحيط بالطفل من أخوته أو أقاربه رأيهم عليه، ويتمثل ذلك في عدم تلبية حاجات ورغبات الطفل أو الحد من بعض السلوك المرغوب فيه تحقيق رغباته ولو بالطرق المشروعة.

إثارة الألم النفسى

هو السخرية من الطفل كلما جاء بسلوك غير مرغوب فيه، أو أتى بسلوك لتحقيق رغبة يراها أنها تصطدم بالقيم والأعراف، كما يكون ذلك عن طريق تحقيره والتقليل من شأنه كلما جاء بسلوك أي كان نوعه.

القسوة

هو أسلوب يتبعه الأباء في فرض الآداب والقواعد التي تتناسب مع مراحل عمر الطفل وذلك باستخدام الضرب البدنى أو التهديد به مما يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس، وعدم الاعتماد الذاتي وضعف الضمير وكراهية الأسرة والمجتمع.

التدليل

هو عناية الأسرة المفرطة عن الحد المعقول في تربية الطفل والتجاوز عن عقابه لأي سلوك خاطئ يقوم به. وعدم توجيهه لتحمل المسؤولية مما يخلق فيه التهاون والكسل.

الإهمال

الإهمال من قبل الآباء يجعل الطفل يشعر بفقدان الإحساس بالأمن المادي والنفسي، وترك الطفل دون تشجيع على ما يقوم به من سلوك مرغوب فيه، أو محاسبته على السلوك الخاطئ. ومن أشكال الإهمال عدم الإنصات إلى مايقوله أو ما يبديه من رأي، وإهمال حاجاته الشخصية، وحالات الانفصال والطلاق، وخروج الأم للعمل، وكثرة أفراد عدد الأسرة.


التذبذب

عدم استقرار الوالدين في الاتفاق على أسلوب تربية الطفل من ثواب وعقاب مما يؤدي إلى اهتزاز قيم العدالة في نظره، مما يجعله في حاله قلق وتوتر.

التفرقة

يلجأ أحد الوالدين إلى تفضيل أحد الأبناء لأسباب كثيرة منها الجمال، والذكاء، وولد جاء بعد معاناة، أو متفوق دراسياً، مما يكون سلوكًا عدائيًا من أخوته.

أساليب التنشئة الاجتماعية


الحرمان

 حرمان الطفل من الحصول على حاجاته الاساسية المادية والمعنويه ، مما يسبب له الشعور بالعجز ، ومن اشكال الحرمان فقد الطفل لحنان وعطف الاب ممايؤدى لظهور الامراض النفسية وسوء التكيف مع المجتمع.

الاعجاب الزائد

هو اظهار الاعجاب باحد الأبناء والتعبير عن ذلك اساليب المدح امامه وامام الاخرين مما يعكس صور ضاره على الطفل منها شعور الطفل بالغرور المفرط والثقة الزائدة بالنفس كثرة مطالب الطفل.

الاتكالية

هى عدم جعل الفرد يتحمل بعض المسؤليات في صغره وتليه كل طالباته دون تحمل من قبله .سيعرضه في المستقبل إلى فقدان الثقة الذاتية ويجعل منها شخص اتكالى يعتمد على غيره مما يعرضه للفشل ولاحباط وعدم التكيف مع نفسه ومع المجتمع.


نقد الطفل انفعاليًا

هى تعرض الطفل للتحقير والسخريه يسبب نقص يعانى منه جسمه أو قدراته او استعداته وعقابه المستمر لاتفه الاسباب ومقارنته بالاخرين او هجر الطفل وطرده بسبب ظروف الام والاب النفسية .

الحماية الزائدة

هى بقاء الطفل في احضان والديه وتدليله وتلبيه كل رغباته وامانيه وخوفهم الزائد من تكوين صداقات خارجيه سيجعل من الطفل شخصيه منطويه غير اجتماعية . ضعيفا غير قادر على التاثير واكتساب المناعة الطبيعية ضد الامراض الجسمية والاجتماعية والنفسية.

فالتنشئة الاجتماعية عملية مستمرة تشكل الفرد منذ مولده وتعده للحياة الاجتماعية المقبلة التي سيتفاعل فيها مع الآخرين في أسرته، وهي من أهم العمليات تأثيراً على الأبناء في مختلف مراحلهم العمرية، لما لها من دور أساسي في تشكيل شخصياتهم وتكاملها، وتعد إحدى عمليات التعلم التي عن طريقها يكتسب الأبناء العادات والتقاليد والاتجاهات والقيم السائدة في بيئتهم الاجتماعية التي يعيشون فيها.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock