مقالات

ظاهرة التنجيم على الشاشات فضيحة إعلامية

التبصير والتنجيم خرافة ام حقيقة

ترى هل يدري المريخ والمشتري وزحل والقمر والشمس و….و. أن حركتهم المنتظمة والدقيقة جداً هي التي تسبب الكوارث للبشر؟

ألا يدري البشر أنهم لو اتبعوا دقة نظام هذه الكواكب في مسير حياتهم لما وصلت البشرية إلى ما نحن عليه من كوارث بيئية وبشرية وصحية؟؟

ألم يفهم البشر أنهم المسبب الأول لكل هذه الكوارث التي تحصل على الأرض؟؟!!!

الإجابة عند منجمي هذه الأيام، حيث يطالعونا كل صباح على الأثير المرئي والمسموع بأخبار النجوم والكواكب يحذرون وينذرون!!

ويسمون هذا تنجيما!

لا أحاول التقليل من شأن هؤلاء المنجمين. ولكن سأورد حقيقة هذا العلم الذي يعتبر من أقدم العلوم وأنه ليس شطارة أو علم الغيب كما يحلو لهم أن يسمونه. التنجيم أو علم الفلك موضوعٌ واسعٌ ومتشعبٌ ويصعب جداً الإلمام به بمقالٍ أو كتابٍ قديمٌ قدم التاريخ والإنسان وارتبط في أذهاننا بمسمى “التبصير” والتنبؤ لمستقبلنا وللكثير من الحوادث.

وكي لا نستغرق كثيراً في اعتماده لتحديد مسار حياتنا لنرى ماذا تقول الرياضيات عن علم الفلك والتنجيم. إذا لم يخبروك يوماً حقيقة أن الرياضيات والأرقام هي لغة كوننا فإن كلّ الخلق يمكن تفسيره من الناحية الرياضية إنه نظامٌ محتوي بالكامل ونقي ومتسق من الطريقة التي تتحرك بها الكواكب إلى الطريقة التي تطفو بها الأشياء على الماء أو تسقط على الأرض بالجاذبية تشرح الرياضيات كل شيءٍ في كوننا.

في ظل ما سبق ذكره سأحاول أن ألقي نظرةً بسيطة جداً ومختصرة عن علم الفلك والتنجيم وأعتذر من منجمي هذه الأيام. هنا سأتطرق لتعريف علم التنجيم أوعلم النجوم والنجامة والتبريج والتفلك وأشهرها عند العرب الأحكام النجومية ويعرف هذا العلم عند الغرب باسم “الأسطرولوجيا” أي “حديث النجوم” .

عملية التنجيم المعروفة بـ “أرسترولجي” هي عملية ربط مواقع النجوم وحركاتها بسلوك وأعمال ومصير الإنسان، ولكن لم يصدف أبداً أن وافق علماء الفلك على هذا الطرح.

وهناك من يقول: إنه إهانة شديدة للعلم أن يتم وصف خزعبلات به مثل علم التنجيم، وعلم الطاقة، وعلم قراءة الكف.

كل هذه العلوم لا تحتاج إلا إلى وقت قصير لتعلمها وحفظها، بينما علم الفلك فضاءٌ واسع ٌلا يمكن أن يدركه البشر.

التنجيم من أقدم وأشهر العلوم في التاريخ وسار مع الإنسان منذ وجوده على الأرض، فقد عمل به الإغريق والرومان وقدماء المصريين في عهد الفراعنة ومن قبلهم كانت طائفة الكهان عند البابليين والسومريين يحفظونه، ثم انتشر لاحقا في آسيا و أوروبا.

التنجيم قديماً كان يسخر للملوك والكهان، وكان هناك مختصون مهمتهم مراقبة النجوم وإخبار الملوك بكل ظاهرةٍ وذلك لمساعدتهم في إدارة شؤون الدولة.

أما في عصرنا الحاضر وأقصد في القرن الماضي وقرننا الحادي والعشرين استمرت لعبة التنجيم التي هي دائماً من اختصاص الملوك وصناع القرار ومدبري الأحداث والتي تكمن مهمتهم في التخطيط لمستقبل الكرة الأرضية ببشرها وحجرها. هم أصحاب الغرف السوداء يبثون سمومهم عبر جوقة المنجمين والفلكيين قديما كانت عبر الصفحات المكتوبة وفي عصرنا الحاضر عبر وسائل الإعلام المرئي والمسموع، معتمدين في توقعاتهم على مصادر من التاريخ القديم منه والحديث.

هنا سأورد بعض المصادر التي عن سابق قصدٍ وعمدٍ روج لها الذين أسميتهم صناع التاريخ أن تكون مصدراً ثراً ليغرف منه هؤلاء المنجمون.

المصدر الأول ورد تحت عنوان سر” فاطيما الثالث “وفحواه أن سيدة تشبهت بالسيدة مريم العذراء ظهرت على شكل رؤية لأطفال رعاة في العام 1917 في مدينة فاطيما في البرتغال أخبرتهم فيها أن أحداثاً خطيرة ستحصل في العالم وأن المناخ سيتغير وزلازل ومجاعات وأمراض وأوبئة غريبة ستنهي ثلثي البشر وأشياء كثيرة أخرى.

المصدر الثاني هو رواية “الجحيم” للكاتب ” دان براون” نشرت في / أيار/ 1917/ في ذكرى الرؤية التي ظهرت للأطفال وقد أنذرت الرواية البشر بالجحيم الذي سيلف الأرض بالأمراض والأوبئة، وهناك الكثير من المصادر الأخرى التي اعتمدتها جوقة المنجمين في إطلاق توقعاتهم عبر وسائل الإعلام المختلفة والتي أصبحت هذه الظاهرة وكأنها عرساً سنويا مجبرين على حضوره شئنا أم أبينا وذلك في سباق محمومٍ بين المحطات الفضائية الملتزمة للأسف وذلك عبر جوقة المنجمين الذين اعتمدتهم تلك المحطات ولكل محطة سياستها وجمهورها.

هنا لاحول لنا ولا قوة ومن جراء الأوضاع الصعبة التي نعيشها وحالة الخوف والقلق واليأس التي نعيشها ترانا وبصورة تلقائية نتسمر أمام الشاشات لنتابع ونشاهد ماذا تخبئ لنا الأيام القادمة.

فبعد أن كانت عملية التبصير والتنجيم عبارة عن تسلية ووسيلة للترفيه والضحك دون أن تحملنا عناء حتى تذكرها بمجرد انتهاء الجلسة أصبحت مصدر قلق وخوف للكثير منا وبتكريس من جهات مسؤولة فيها الكثير من الاستخفاف بعقول بعض البشر تماماً كمن يأخذ المسكنات ليتناسوا آلامهم.

فإن صدف وحصل حدث متوقع سنقول صدق المنجمون.

أنا أقول لنكن أصحاب إرادة وقوة ولنثق بأنفسنا وبوعينا نسمع ولا نصدق ما نسمع نبحث ونقرأ ونحلل ونعمل ولا نسلم مستقبلنا ومصيرنا للتوقعات من مجموعة من البشر اختيرت ودربت لتزرع الرعب واليأس في نفوسنا، وإذا ما أحببنا أن نستمع لهم لنقل ” كذب المنجمون ولو صدقوا.

وهنا بدوري أتمنى للبشرية جمعاء عاماً قادماُ يحمل لنا الفرح الذي اشتقنا له، وكل عام وأنتم بخير.

كاملة عزام / سوريا / السويداء

إخراج صحفي/ ريمه السعد

تدقيق لغوي / ميرفت مهران

إقرأ أيضا ميساء دكدوك” أغلب الأحلام والحقوق تغتال في عالمنا العربي ..تأثرت بحكمة المتنبي وشفافية جبران وعبقرية الجواهري  

معاً للقضاء على التسول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock