شعر وحكاياتعام

إستجداء مسكون


بقلم:سماح عبد الحكيم

أشباحُ المَاضي طفِقَتْ تُناديِني راحلةٌ أنا عنها في دربِ العُـزوفِ
تهتـفُ بإسمي أن عَانِقينِـي أُنَاشـدُكِ مِيثاقَ مَاضيٍ مُهتَرئَ العُهُـودِ
تَخْلَعُ عَنّي مِعطَفي تَتشبَّثُ بِقمِيصي تُلقِي عليَّ تَعَاويذَ الحُروفِ
تَتَوعَدُ هوَاجِسِي أن تُبقينِي حَبيّسةَ ذِكرَاهُ خلفَ قضبانَ الصُدُودِ
تُكبّلُنِي بأغلالِ الحَنينِ وطيفِ سَجـَّانِ بُؤسٍ يَقفُ مُستَّـلاً سُيـوفِ
تُسلِمُنِي لِجَلَّادِينِي يَنْكأوا جِرَاحً ألهَبتْها سياطٌ قد خَذَلَتها العُقُود
مَازالَ جَلْدِي حفـلةُ تعذيبٍ يَذوبُ مِنهـَا جَلَدِي وجِلْدِي بلا كُفُـوف
أشباحُ المَاضِي تَبـَّتْ أيَادِيهَا مَّا كَلَّتْ تَبْرِيحِي تَأبـَي عليَ الصُمُود
ولعَنَاتُها مَّا مـَلّتْ صَرَخَاتِي تَوسُلاً أشتَهِي راحةَ قَبـرِي والحُتُـوف
مُثقَلةٌ حِكايَاتي تَجـُرُّ ورَاءَها أكبَالاً أحتَمِلُـَها فلا تَحتَمِلُنِي القُيـود
أحمِـلُ أوزَارِي من أطلَالِـها تَسحَقُنِي ظِـلَالُها ولا تَحمِلُنِي الرُفـُوف
ككتابٍ حَفَرَهُ عُمْرٌ عَلي ألواحِ الصَخرِ بِمِدَادٍ من دَمِ الجَفَـا مَعقـُود
لا يَنفَكُ عن جِلـْدٍ مَنقُوشٌ وَشمُهُ طَلسَمٌ مَختومٌ بالشِمعِ مَظـرُوف
أنا مَملـُوكُ الأشباح عَبـدٌ مَسكُـون لا يَملكُ فِكاكـهُ مَحتومٌ مَرصُـود
مُوثَقُ الخطراتِ مَوسُوم العَبَرَاتِ شُرُودَهُ بالمتاهاتِ لهُ مَوصُوف
مَسفُوحُ العِـرقِ مُستَبَاحُ العِـرْضِ مَعرُوضٌ للبِيـعِ بكسَادهِ المَعهُـود
متسولٌ لأقنعِةِ النِسيانِ يستـُرُ عَوراتِ الحنيـنِ ونِدَابَـهُ المَأسُوف
مَن يُقرض ذاَ العَارِي ولو كِساءً يَلتَحِفُ السُلوَانَ مَرقوعٌ مَسفُـود
قد طَال عليـه شَقـَاءُ فَاقَتِـه لـِزِنـدٍ يَتَوكأُ علي عَصـَاهُ للبِـرِّ مَوقُوف
تَاهت تَراتيلُ الأمَانِ بِحنَاجِرِ اللئامِ وطَريقُ الأجَاودِ بابـه موصود 
وقَفَـتْ أحلامُهُ تَشـدُ علي يَدِ الوَهـمِ تَنتظُرُ عَطفً إغَاثـَةَ المَلهُوف
لعل التَمنّي وإن أنهكـَنا يُعَلَّلنـا بالخيال فيواسي تَصَبُّرنَـا المَفقُـود
مهـدر الدم مخفور الذمم لايملك قوت قلبه وإنْ تَصَوّمَعَ الكُهُوف
مـَردومٌ تحت أنقاضِ شرفات الأمل مُغَبَّـرُ الأنامِلِ بيَأسِه المـَردُود

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock