أخبار وفنعام

خدعوك فقالوا : ( زينب ) أول رواية عربية


كتب / خطاب معوض خطاب
زينب فواز …

صاحبة أول رواية عربية …

الكاتبة و المؤرخة و الشاعرة و الروائية …
من المعلومات التي درسناها و تعلمناها و تداولناها على مر السنين أن الأديب الكبير د.محمد حسين هيكل هو صاحب أول رواية عربية و يقصد بها رواية ( زينب )التي أخذ عنها فيلمان سينمائيان أحدهما صامت قام ببطولته سراج منير و بهيجة حافظ و الآخر ناطق قام ببطولته يحيى شاهين و راقية إبراهيم . لكن الحقيقة أن هناك رواية أخرى سبقت هذه الرواية بما يقرب من 15 سنة و هي رواية ( غادة الزاهرة ) التي يطلق عليها أيضا ( حسن العواقب ) للروائية متعددة المواهب زينب فواز .
ولدت زينب فواز في قرية تبنين التابعة لصيدا اللبنانية و قد اختلف في تحديد يوم مولدها و إن كان الأرجح أنها ولدت سنة 1860م ، و جاءت مع أسرتها بسيطة الحال إلى مصر و هي في العاشرة من عمرها حيث استقرت الأسرة بالأسكندرية و بدأت في تعلم القراءة و الكتابة و حفظ القرآن الكريم فدرست على يد الشيخ محمد الشبلي و الشيخ حسن الطويراني و الشيخ محيي الدين النبهاني فأجادت علوم الصرف و البيان و العروض و التاريخ بالإضافة إلى الإنشاء و النحو و هو ما لم يتوفر لغيرها من بنات زمانها .
كانت توصف في الصحف بأنها درة الشرق و فريدة عصرعا و حجة النساء كما وصفت بأنها كانت جميلة المنظر عذبة المنطق لطيفة المعشر بعيدة عن الإدعاء و الكبرياء تتجنب الكلفة و المجاملة في أحاديثها و هي من خيرة ربات البيوت علنا و تربية و إتقانا . كانت من أوائل المطالبات بحقوق المرأة و كانت من أنصار الزعيم الوطني مصطفى كامل و تحرص على التواجد في جميع محافله و تحضر كل خطبه و مما يذكر أنه غير بداية خطبه بسببها فبعد أن كان يوجه كلامه للرجال فقط أصبح يفتتح خطبه بقوله : سيداتي سادتي .
كتبت روايتها ( غادة الزاهرة ) أو حسن العواقب سنة 1885 و نشرتها سنة 1892م و كانت رواية عاطفية تؤكد أن الحب ينتصر في النهاية و يتغلب على المكائد البشرية و الضغوط الإجتماعية كما أصدرت بعدها روايتين أخريين و لها ديوان تم جمعه و إصداره بعد رحيلها ( ديوان زينب العاملية ) و لها كتاب يعد موسوعة أرخت فيه لتراجم أكثر من 450 سيدة لعبت أدوارا بارزة في مجتمعاتهن عبر مراحل التاريخ ( الدر المنثور في طبقات ربات الخدور ) كما صنفت كتاب ( مدارك الكمال في تراجم الرجال ) ترجمت فيه لمشاهير الرجال في عصور مختلفة كما صدر لها كتاب ( الرسائل الزينبية ) الذي يحتوي على العديد من المقالات التي نشرت لها في كبريات صحف زمانها .
زينب فواز التي رحلت عن عالمنا في 27 يناير 1914م رغم نشأتها في أسرة بسيطة إلا أنها بإبداعها و موهبتها صارت من أعلام النساء في مصر في أواخر القرن 19 فهي سيدة عصامية تعرفت بكبار عصرها و صارت كبيرة بينهم بعلمها و خلقها و اجتهادها ، الغريب أن روايتها ( غادة الزاهرة ) سبقت رواية ( زينب ) بسنوات كثيرة لكن يتجاهلها النقاد و لا يذكرها أو يتذكرها أحد اللهم إلا دراسة من الناقد حلمي النمنم صدرت من عدة سنوات عن مكتبة الأسرة ! هل لأنها لم تكن تنحدر من أصول أرستقراطية مثل ملك حفني ناصف ؟ أم لأنها لم يكن لها صالون يجتمع فيه كبار و مشاهير عصرها مثل مي زيادة ؟ أم لأنها امرأة و صاحب رواية ( زينب ) رجل ؟ مع أنها بجانب سبقها له في كتابة روايتها سبقته بجرأتها إذ أنها وقعت روايتها باسمها في الوقت الذي اكتفى د.هيكل بتوقيع روايته باسم : فلاح مصري و لم يجرؤ أن يضع اسمه على الرواية إلا بعد صدورها بسنوات .
المصادر :
مقال أحمد حسين الطماوي في جريدة القاهرة 8 ديسمبر 2009م .
مقال د.جابر عصفور في جريدة الحياة اللندنية العدد 15202 .
مقال فتحية إبراهيم في دنيا الوطن .
جريدة الأهرام العدد 46387 .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock