عاممقالات

“نحن والزمن”







نحن والزمن”
بقلم الشاب : احمد مجدي

الزمن.. كلمة يختلف تفسيرها بين شخص وآخر.. بين عالِم وجاهل بعلوم الفيزياء، بين مشتاق ويائس من الحياة، كلمة احتار العالم في وضع تعريف شافٍ لها.
لغوياً.. قيل أنه اسم لقليل الوقت وكثيره. 
علمياً.. قيل أنه بعدٌ فيزيائي رابع للمكان.
نفسياً.. قيل أنه أمر نحس بمروره ونقيسه ونتوقعه، وأنه لا عودة فيه.


دعنا الآن نترك كل ذلك التعقيد ولنفكر سوياً في ماهية تلك الكلمة لنا نحن البشر البسطاء الذين لا يهمنا سوى ما نراه أمامنا.
ما هو الوقت بالنسبة لك ؟
أهي تلك الساعة التي ترتديها في يدك وتعلقينها في بيتك لتخبرك ببضعة أرقام يُستدل بها..!
علامَ تستدل بالزمن.. موعد عملكَ وعودة أطفالكِ من المدرسة ! على وقت دروسك ومباراة فريقك المفضل .

تتذكر تلك العبارة التي طالما سمعناها… “الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك” 
بالطبع هي صحيحة تمام الصحة… لكنهم نسوا أن ذلك فقط يحصل عندما تريد الوقت… تحتاج إلي كل دقيقة فتجد الساعات هي من تمر بدلاً من تلك الدقائق القاطعة. 
بينما عندما تتمنى أن يمر الوقت وأن يقطعك حتي لا تتقطع أنت آلاف المرات تجده كعجوز تعدى عمره المئتين، كسلحفاة بلا أقدام… 
وتمر ساعات أيضاً بدل الدقائق المقطعة، فالوقت كالسيف.وأحياناً كالقلم..
ألا زلت ترى أن الزمن يتلخص في ساعتك وتلك الدورانات التي تقوم بها عقاربها المنتظمة في عناية ! إذاً فأنا أظن أنك مخطئ. 
لتجرب معي… اترك هاتفك الآن ولتترك أعمالك وانظر إلي ساعة يدك لخمس دقائق فقط و أخبرني كيف ستمر تلك الدقائق اليتيمة… ستود لو أنك لم تكن موجوداً، سوف تسيطر أفكارك عليك وتعطيك الكثير من الدقائق لكل دقيقة.. الكثير من الأفكار في كل تغيير لعقرب الثواني الذي لن تدري كيف أصبح بهذا البطئ. 
نعم هذا عكس ما تشعر به في حياتك اليومية.. تجري وراء الباص وتتعلق به لكي لا تتأخر عن عملك.. تتمنى لو تتوقف تلك العقارب اللعينة قليلاً لكي تعطيك بعض الوقت، تلك العقارب التي كنت تكره بطأها منذ قليل..
تنظر إلى ساعتك كل دقيقة في يأس لتجد أنه قد فات عشرات الدقائق.
إذا كان الزمن متساوياً حقاً.. والثانية هي نفس الثانية والساعة هي كذلك نفسها.. فحتماً هنالك جانب آخر أهم بكثير يوجد داخلنا ويعطي تلك الكلمة معانٍ مختلفة في كل مرة..
بين الأحداث التي تمر بها إلى مشاعرك الدفينة وأفكارك المتلاطمة تجد الزمن.. ليس في ساعتك ولا مواعيدك.
بل في داخلك يا صاحبي..
انظر الآن إلى نفسك لكن ليس في المرآة وليس بعينيك، لتنظر إلى نفسك داخلياً وتحدث معها وقرر..
كم عمرك الآن ؟

رئيس قسم هو وهي : داليا طه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock