حياة الفنانينعام

سمير سعدو ” الإغتراب كان بمحض الصدفة .. وأمي أول من شجعني فكانت الأم والصديقة




أنا فنان سوري مغترب وبقناعتي كلمة فنان تفوق كل الألقاب

الموسيقار الراحل رياض البندك هو من قدم لي ولمدة أربع سنوات الدعم الكامل وقام بتدريسي شخصيا

والدي وعمي من الموسيقيين القدامى فقد تربيت على سماع الموسيقار عبد الوهاب والموسيقار فريد الأطرش والفنان الحلبي محمد خيري

الإغتراب كان بمحض الصدفة

الانتشار الأقوى والأهم لكل فنان لابد أن يأتي من الوطن الأم

مكتبي وقلمي وأوراقي هم الملاذ الوحيد الذي أصب فيه كل التعب والعناء

اول حزن لي كان فقدان والدتي قبل أربع سنين


فنان سوري مغترب حمل في جعبته محبته لوطنه الأم سورية فغنى لها وتغنى بها فنان شامل عرف عنه حبه وشغفه وتعلقه بفنه فقدم العديد من الأعمال الفنية المتنوعة في الغناء والكتابة والعزف والتلحين موسوعة فنية جامعة فكان خير من مثل وطنه في بلاد المهجر إنه الفنان السوري المغترب سمير سعدو ضيف مجلة سحر الحياة




حوار إلهام غانم عيسى

بداية كيف تعرف بنفسك إلى جمهورك ومحبيك ومتابعيك ؟

بالنسبة للتعريف عن نفسي ، أنا لم أطمع يوماً من الأيام بلقب معين و كنت دائماً أترك التعريف والألقاب للإعلام و الإعلانات 
أنا بكل بساطة فنان سوري مغترب و بقناعتي أن كلمة فنان تفوق كل الألقاب

لكل إنسان في مسيرة حياته بداية في الصعود إلى حلم يسعى لتحقيقة متى كانت بداية مشوارك الفني ؟


بعد سنين قصيرة من إعجاب الأهل والأصدقاء وزملاء الدراسة بموهبة ابتدأت في سن الرابعة قدمت أول عمل فني تمثيلاً و غناءً في الصف السادس الإبتدائي ضمن حفل كبير تضمن عدة فقرات وكان الفنان القدير أوجا أبو الدهب قد قام بإخراج العمل كاملاً بحضور إعلامي وفني كبير فقد تواجد بين الحضور الفنان العريق دريد لحام و تم عرض بعض من مقاطع هذا الحفل على شاشة التلفزيون السوري

من هومكتشف سمير سعدو وقدم له الدعم في مسيرته الفنية الغنية ؟

في بداية الدراسة الفنية و فهم كيفية التعامل مع المقامات و الألحان بطريقة أكاديمية كان لي شرف اللقاء بالملحن الكبير و الموسيقار الراحل رياض البندك الذي قدم لي و لمدة لا تقل عن ٤ سنوات الدعم الكامل و قام شخصياً بتدريبي على حفظ بعض الأدوار و الطربيات القديمة


بمن تأثرت من الفنانين العمالقة ؟


نظراً لكون والدي و عمي من الموسيقيين القدامى فقد تربيت على سماع الموسيقار عبد الوهاب و الموسيقار فريد الأطرش و الفنان الحلبي محمد خيري و بعد ذلك وجدت صوتي قادرا على أداء ما قدمه الراحلين الكبيرين وديع الصافي و ملحم بركات

حضرتك فنان مغترب من عمر 16 سنة ما الذي دفع بك إلى الاغتراب ؟


الاغتراب كان بمحض صدفة ربما هكذا أراد القدر فقد أتى والدي إلى الولايات المتحدة بهدف السياحة و إذ به يشعر بأن هذه البلاد ستكون خيراً لمستقبل العائلة و تمت أوراق الهجرة خلال سنتين تقريباً و سافرت بعد امتحانات البكالوريا النهائية سنة ١٩٨١







هل شكل الاغتراب عائق في مسيرتك الفنية أم ساهم في دفعك إلى الإمام للمضي أكثر وكان المجال أوسع ؟


في البدايات أشكر الله أني كنت موفقا جداً في العمل ضمن النوادي الليلية و الحفلات الخاصة و العامة نظراً لعاملين مهمين حينذاك ، صغر سني بين مطربي عالم الإغتراب و اهتمام معظم الجاليات العربية بالفن الراقي و لكن اكتشفت بعد سنين طويلة أن الإنتشار الأهم و الأقوى لا بد أن يأتي من الوطن الأم

حضرتك لك تجربة في بعض الأعمال الصحفية بالعديد من الجرائد الورقية ماذا عنها و لماذا تتابع في هذا الطريق هل اختيارك للفن هو السبب ؟


اهتمامي بالصحافة يعود إلى كوني لي كتابات عديدة في عدة مجالات ( الشعر ، المسرحيات القصيرة ) و غيرها من المواضيع الجادة و قد طُلبَ مني في السنوات الأولى أن أكون مسئول عن إعداد صفحة ( المغترب السوري ) في إحدى الصحف الورقية المحلية و لكن للأسف بعد أقل من سنتين انتقلت سياسة الجريدة إلى سياسة هجوم و عداء لسوريا الحبيبة مما دفعني إلى ترك تلك المهام و اكتفيت بنشر بعض المقالات هنا وهناك بما يرضي الأخلاق المهنية

في هذا الوقت أصبح في الوسط الفني فنانين وفنانات كثر كيف تقيم هذه المرحلة وهل هناك صعوبة في العمل في ظل ما يقدم من أعمال فنية لا ترتقي لمستوى الطموح ؟


قد يظن الكثيرون أننا نعيش عصر متدهور بالنسبة للفن العربي و لكن في رأيي المتواضع أن من حاك هذه المؤامرة اللعينة على أبناء الوطن العربي أهتم جداً بالفن الساقط لأن الفنون جزء مهم في تشكيل الحضارات الراقية ، أنا أرى أن عددا لا بأس به من الفنانين المرموقين يقومون بأعمال راقية و جميلة و لكن للأسف الفضائيات المغرضة تبث بشكل دائم ما اسميه الفن الساقط 
أنا لن أتخلى عن الفن الراقي ولا عن مبادئي التي أعتز بها و هذه الموجة ستذهب عاجلاً أم آجلاً

سمير سعدو فنان شامل من الغناء إلى الكتابة إلى التلحين ماذا تحدثنا عن هذه الشمولية ؟

الحقيقة شغف الكتابة و التلحين كانا متلازمين معي منذ الصغر و لم أتجرأ على الغناء إلا في سن الثامنة تقريباً و حاولت في سن العاشرة تسجيل أغنية من كلماتي وألحاني في الإذاعة السورية و هي أول أغنية اقتنعت بها بعد محاولات عديدة لم أوافق عنها و من المثير للدهشة و السرور معاً أن طاقم الإذاعة بما فيهم الموسيقار الراحل سليم ثروت طلبوا مني تنازل خطي من الكاتب و الملحن ربما لعدم تصديقي و لكن سمعت كلمة أثلجت قلبي من الفنان الراحل شاكر بريخان قال فيها 
اذا هذه الأغنية من كلماته و ألحانه فهو سابق عصره بما لا يقل عن عشر سنوات

تشهد بلدك سورية منذ عدة سنوات حرب ظالمة عليها كيف جسدت ذلك في كتاباتك و أعمالك الفنية ؟

الحرب الكونية على سوريا الحبيبة كان لها وقع مؤثر بالنسبة لي كفنان مغترب فقد قمت بنظم عشرات المواويل والأغاني التي حفظ معظمها الأوفياء من أبناء الجالية و طرحت البعض منها على شبكات التواصل مثل : سوا- طلو رجالك سوريا-زمان يا شام 
و حالياً أقوم بتسجيل أغنية جديدة بعنوان غالي يا وطن من ألحاني و كلمات الشاعر المهجري الكبير ( جوزيف دانيال)





هل زرت سورية خلال السنوات الأخيرة الماضية وإذا كان ذلك إلى أي الأماكن ذهبت ولماذا؟


حظيت بزيارتين الى دمشق للقاء الأهل والأقارب الأولى سنة ١٩٩٤ والثانية عام ٢٠٠٠ 
الأولى كانت بهدف العودة الى الوطن بشكل دائم و طرح ألبومي الأول الذي تضمن عدد كبير من أغنياتي الخاصة و لكن الظروف لم تسمح و الثانية بقصد الزواج و توفقت و الحمدلله بشريكة العمر

باختصار 42 سنة من العمل كيف يختصرها سمير سعدو بعبارة ؟

رحلة ممتعة أحياناً ، شاقة مرات أخرى و لكن أهم ما فيها أنها كانت غذاءً للروح

هل انت راضي عما قدمته خلال مسيرتك الفنية الغنية وماهو طموحك الذي لم يتحقق بعد؟


بشكل عام أنا راضي عن ما قدمته لأني بكل بساطة اعشق الفن و أعشق فرح الناس و يبهجني استمتاعهم و سعادتهم
قد تكون بعض الطموحات القديمة قد تلاشت و لكني اليوم مصمم أكثر على أن يكون هدفي هو الفن الراقي ولن أقدم المبتذل مهما كلّف الأمر , في رصيدي الفني ما لا يقل عن ١٥٠ عمل معظمه من كلماتي وألحاني و البعض تم تسجيله على أمل أن يكون البعض من نصيب زملائي الفنانين

كيف حملت وجسدت قضية بلادك في بلاد المهجر ؟


انا منذ الصغر قضيتي الأولى فلسطين الحبيبة و قد أكرمني الله عز وجل بأن أكون مع أبناء الجاليات الفلسطينية في كل أنحاء العالم للوقوف معهم و لو بصوتي المتواضع في كل نشاطاتهم الوطنية 
تألمت من أجل لبنان و العراق و كل الدول التي عانت ويلات الحروب الممنهجة و انفطر قلبي على سوريتي الحبيبة لوقوعها ضمن دائرة الشر هذه

الفن رسالة برأيك هل أدى رسالته تجاه قضايا الأمة ؟


كانت رسالة الفنانين تخدم قضايا الأمة و تثير الإحساس بالانتماء والفخر إلى أن ظهر فناني هذا العصر فابعدوا أجيالاً بأكملها عن الوطن و نسيوا الإخلاص و الوفاء

سمير سعدو إذا اشتد عليه التعب وأراد أخذ راحة إلى أين يذهب ومن هو الملاذ الآمن له؟

مكتبي ، قلمي و أوراقي هم الملاذ الوحيد الذي أصبُ فيه كل التعب و العناء الذي يصادفني في أي وقت






إقرأ المزيدندى بسيوني تزوجت في سن صغيرة فانفصلت سريعا أمي بنت شخصيتي كإنسانة وابنتي مايا هي الدنيا

كل شخص في حياته يتعرض لمواقف محزنة وأخرى مفرحة هل من مواقف حدثت معك وكان لها تأثير على حياتك؟

فقدان أي شخص غالي يحزن قلبي و لكنني لم أتصور أن أحزن بهذا المقدار الهائل عند فقدان والدتي قبل حوالي أربع سنوات فقد كانت أول من شجعني في حياتي الفنية و كانت لي الأم والصديقة

من مواقف حدثت معك وكان لها تأثير على حياتك؟

فرحي يأتي من فرح الناس فأنا أسعى دائماً على إدخال البسمة إلى من حولي حتى في أوقات حزني

هل حياتك الشخصية خط أحمر أم تتحدث عنها للإعلام ؟

تعتبر حياتي الشخصية بمثابة كتاب مفتوح للجميع عبر شبكات التواصل الإجتماعي و أبقي على بعض التفاصيل الخاصة جداً

كيف يتم التنسيق بين حياتك الشخصية وحياتك المهنية هل يطغى أحد على الآخر برأيك ؟

في بعض الأحيان كانت الحياة المهنية تسبب بعض البعد عن العائلة بسبب السفر و لكنني عزمت على إعطاء عائلتي القدر المستحق من الإهتمام و التواجد

ماهي التحضيرات التي تقوم بها الآن لمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة ؟

لسنوات طويلة كان لي مشاركات عديدة في أعياد الميلاد و رأس السنة و أحياناً خارج أمريكا و كانت تبعدني تماماً عن المشاركة مع العائلة لذلك في السنوات الثلاث السابقة عزمت على أن يكون وقتي مخصص مع العائلة أكثر في هذه المناسبات 
أما بالنسبة لهذا العام فقد أنهينا تسجيل بعض أغاني أعياد الميلاد تقدمها بصوتها الفنانة السيدة رولا امسيح ، خمسة منها من كلماتي وألحاني و كان الإخراج و التنفيذ الموسيقي للفنان المغترب بلال حقاني







ماذا تقول في الحالات التالية؟

شخص مدين له بالاعتذار 
ان كنت أخطأت التصرف مع أحد فالاعتذار شيء بديهي


شخص أساء إليك وقام بخداعك 

المسامحة من طبعي ولكن من أساء إلي فهو الخاسر الأكبر

شخص قدم لك المساعدة ووقف إلى جانبك 

كل الامتنان والتقدير لمن وقف بجانبي سواء في النجاحات أو في الحياة العادية بكل ما فيها من أفراح وأحزان

رسالة عتاب بمحبة 

رسالة عتاب مع كل المحبة والتقدير لإعلامنا الوطني ( نحن وإن كنّا مغتربين فحب الوطن والإخلاص له و الشعور بالإنتماء لا يثنينا عن تقديم ما نستطيع تقديمه من أعمال فنية للوطن الغالي و نرجوا الاهتمام بعض الشيئ بالفنان المهجري فمهما بعدت المسافات يبق الوطن في القلب و الذاكرة)

كلمة شكر لمن تتوجه بها


انا دائماً و أبداً ممتن لكل أبناء الجاليات العربية في بلاد الاغتراب من أمريكا وكندا و بلدان أمريكا اللاتينية الذين قدموا لي كل الدعم و الاهتمام و كان لهم الفضل بنجاح مسيرتي الفنية طوال هذه السنين

أمنية تتمنى أن تتحقق 

أمنيتي بكل صدق لم تعد لي إنما أن يعود السلام و الأمان إلى بلدي الحبيب سوريا و أن يعي بعض من أخوتنا العرب ان كل هذه المؤامرات هدفها واحد انحراف البوصلة عن القضية الأهم ( فلسطين الحبيبة )


بماذا تود أن تختم اللقاء كلمة أخير ة ؟

أودّ أن أشكر شخصك الكريم استاذة الهام على هذا الاهتمام المنقطع النظير والذي أن دل على شيء فعلى رأسها وطنيتك المخلصة و حرفيتك العالية في مجال الإعلام 
سررت جداً بهذا الحوار و سعادتي أكبر بكسب صداقتك 
أتمنى أن أكون عند حسن الظن




إقرأ أيضا









مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock