أخبار وفنعام

موت سينيكا (الأصغر) “أهم فيلسوف في التاريخ الروماني”

كتب . صلاح الطير

سينيكا (Seneca): 

(4 ق.م – 65 م.)

 ربما كان أهم فيلسوف في التاريخ
الروماني، ورجل دولة وخطيب وكاتب مسرحي روماني، وكل أعماله كتبها باللاتينية،
وركزت علي الفساد الاخلاقي للثقافة الرومانية. وُلد في قرطبة/ اسبانيا، وتوفي
منتحراً بالقرب من روما، ولُقب بالأصغر تمييزاً عن والده الخطيب الشهير. تزوج في
سن مُبكرة ومات ابنه الوحيد طفلاً، وقضي فترة نقاهة في مصر ضيفاً لدى خالته زوجة
جايوس جاليريوس حاكم مصر الروماني (16 ـ 31م
.).
 تعلم في صباه النحو والخطابة، واستهوته
العلوم الطبيعية، والفلسفة الكلبية، والرواقية، وتتلمذ على يد الفلاسفة
الفيثاغوريين، وغدا نباتياً بتأثيرهم، وتصدرت أعماله كتب تاريخ الفلسفة، بوصفها
مصدرا رئيسيا للفكر الرواقي، أما أسلوبه فعكس كل سمات أدب عصره، وإن تفرد بخصائصه
المُميزة
.
المُعلم والمستشار الأول لنيرون
“نيرو” (37 – 68 م)، ابن كلوديوس بالتبنى، وخامس إمبراطور روماني، والذي
بدأ حكمه في عمر 16 سنة، وصاغ له سينيكا أول خطاب للشعب، وقاد نيرو جملة من
الإصلاحات بتأثير مُعلمه الفيلسوف سينيكا، ورعاية أمه أجريبينا، وأُدخلت بالفعل
إصلاحات مالية وقضائية، وشجعت على اتخاذ مواقف أكثر إنسانية تجاه العبيد، في كل
أرجاء الامبراطورية العتيدة
.


ولكن سرعان ما أنغمس نيرو فى اللهو،
وتوهم أنه أعظم مُغنى ولاعب قيثارة وسائق عربة حربية، وشك في كل من حوله، فدبر
المؤامرات والإغتيالات السياسية للتخلص منهم جميعا، فكانت أمه أجريبينا احدى
ضحاياه، وماتت وهى تلعن جنينها التى حملته فى بطنها وأبلت به العالم، وقتل أيضاًً
أوكتافيا زوجته الأولى، بتحريض من بوبَّيا
Poppaea اليهودية وكانت حاملا منه، وعندها آثر سينيكا
الاعتزال والابتعاد، وحصل بالفعل على اذن للتقاعد 62 م، وخلال سنواته المتبقية كتب
بعض من أفضل أعماله الفلسفية، والمسرحية والأدبية
.
 اتهمه نيرون بالتآمر عليه 65 م.،
وأجبره على الانتحار وصادر ممتلكاته، وفضل المُعلم والفيلسوف أن ينهى حياته بنفسه،
فقطع شرايين جسده وجلس في حمام ماء دافىء ليسهل انسياب الدماء، ومات منتحراً، يحيط
به من كل جانب تلاميذه ومحبيه
.
كان نيرون قد راوده أن يعيد بناء روما،
فكان حريق روما الشهير 64 م، وكان أن بدأت النيران من القاعدة الخشبية للسيرك
الكبير، وانتشرت في روما واستمرت من 7 – 9 أيام، وألتهمت النيران 10 أحياء من جملة
14 حي بروما،



 واعتلي نيرون قمة برج خارج روما مستمتعا، بتصاعد النيران، واحتراق
الأجساد، وصراخ الضحايا، وهو يعزف علي قيثارته، متغنيا بأشعار وأناشيد هوميروس عن
حريق طروادة، ومرة أخري وبايعاز من بوبَّيا يتهم المسيحيين، فيتعرضون لأبشع عمليات
ابادة وحرق وترويع وقتل وتعذيب ومطاردة واضطهاد لمدة 4 سنوات، ومن ضحاياه الرسولان
بولس وبطرس 68م
.


 وسادت الإمبراطورية الرومانية الفوضى،
واندلعت شرارة الثورة في بلاد الغال “فرنسا”، وأعلن مجلس الشيوخ
“السناتو” أنه “عدو الشعب”، وتخلي عنه الجميع، فهرب لكوخ لأحد
خدامه، وعندما أحس بالحصار، وبأصوات سنابك الجنود، انتحر مزعورا وحيدا بسكين
.
 نيرون هو القيصر الذي أشار إليه سِفر
أعمال الرُسل من العهد الجديد، حسب رجال اللاهوت
.

 من أقواله:

العوائق تقوي العقل كما يقوي العمل
الجسم
.
لا نجرؤ ليس لأن الأشياء صعبة، بل
الأشياء صعبة لأننا لا نجرؤ
أحِبَّ إن أردت أن تُحَب
ليس من عبقرية عظيمة دون مس من جنون
من التهور أن تدين ما تجهله
الزمن كاشف للحقيقة
يتم اختبار الذهب بالنار، والرجال
بالشدائد
يكون المرء بائسا بقدر ما يظن نفسه
بائسا
ليس السيف بقاتل أبدا، بل هو أداة في
يد القاتل
..

ورغم بعض التناقضات بين أفكار سينيكا
والمسيحية، إلا أن هناك اعتقاد شائع الي اليوم، بأن الفكر المسيحي قد اقتبس كثيرا
من أفكار وفلسفة سينيكا
.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock