القاهرة: أحمد محمدأبو رحاب
مابين ٢٢/يناير الحالي و لغاية ١٠فبراير2019 تنطلق فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب. و يشهد المعرض تنافساً كبيراً بين دور النشر لتحقيق الأفضلية و الأسبقية في جذب القراء و الزائرين كما هي العادة. المُلفت في الأمر إصدار جديد يتناول سيرة العالم الفيزيائي (ستيفن هوكينغ)، فاجأت به دار الكتاب العربي في القاهرة عشاق العلم و محبِّيه، يحمل الإصدار عنوان (ستيفن هوكينغ..رهين الإعاقتين، و حكاية عزم لا يلين). تأليف الأديبة و الباحثة الشابة (ميرفت أحمد علي)، التي أفادَتنا بأن هذا الكتاب هو أول محاولة تأليف توثيقية و بانورامية جادة لحياة و لإنجازات (ستيفن هوكينغ)، الذي لم يسبق لكاتب عربي أن ألَّفَ عنه كتاباً…هناك بالطبع (ترجمات) لمؤلفاته و لأبحاثه العلمية اتكأت عليها (ميرفت) كمراجع بحثيَّة. و اقتصرَ التأليف حول عالم الفيزياء البريطاني الشهير (هوكينغ) على كتاب واحد، تناولَ نقداً لأحد كتبه و هو كتاب : (التصميم العظيم) . فلم يحدث أن تفرَّغَ مؤلِّف أو باحث عربي حتى اليوم لتعريفنا بالمجمل بإسهامات (ستيفن هوكينغ) العلمية و بجوانب شخصيته و حياته.
في كتاب (ستيفن هوكينغ، رهين الإعاقتين..و حكاية عزم لا يلين) تعريفٌ وافٍ كافٍ بالنظريات الفيزيائية التي سعت لتفسير الكون و ظواهره المحيِّرة، منذ لحظة الخلق الأولى وصولاً إلى مساعي (هوكينغ) و معاصريه في هذا الشأن. و عمدتْ المؤلِّفة إلى شرح و تبويب هذه النظريات و تبسيطها للقارئ ، و تقريبها من ذهنه ليغدو الكتاب مرجعاً بحثياً يتكئ عليه القراء من مختلف الأعمار و التدرُّجات الثقافية. و في الوقت ذاته جهدت المؤلِّفة لوضع الكتاب في خدمة الأكاديميين المختصِّين كَسِفر يمكن الاتكاء عليه في الإعداد لأطروحات الماجستير و الدكتوراه.
وواضحٌ لمن يتصفح الكتاب مقدار الجهد البحثي و التأليفي الكبيرين المبذولين من جانب المؤلِّفة للإحاطة بدقائق نظريات و فرضيات (ستيفن هوكينغ) في مجال الكون و أسراره ، و ظاهرة الثقوب السوداء، و دراسة الجسيِّمات التي تكونت منها الطبيعة ، و استقصاء تنبُّؤات (هوكينغ) المثيرة بشأن مستقبل البشرية، إضافة إلى جوانب هامة من شخصية هذا الرجل الأسطورة.
و يتَّسم عرض الأفكار بسلاسة الأسلوب، و نصاعته اللغوية، و روح المرح و الدعابة التي انتقلت (بالعدوى) ــ على ما يبدو ـــ من (هوكينغ) إلى المؤلِّفة ، لنجد أنفسنا أمام كتاب علمي جميل مثير، مليء بالفائدة و بالمتعة و بأناقة اللغة و ملاءمتها لمستوى القراء، مهما تبايَنت ثقافاتُهم و تحصيلُهم الدراسي.
و كان (هوكينغ) البريطاني الجنسية قد تُوفيَ بتاريخ 14/مارس/2018 . و سبَّبتْ وفاته صدمة للمجتمع العلمي على المستوى العالمي ، و ليس في أوروبا فحسب. و يُعدُّ (ستيفن هوكينغ) الشخصية العلمية الأكثر شهرةً و جدلاً في الوسطين العلمي و الإعلامي حتى يومنا هذا .
بعبارة مختصرة…إنهُ رجلٌ من فولاذ، تغلَّبَ على الشلل الحركي و فقدان الصوت ، و تحدَّى نبوءة الأطباء بموته خلالَ عامين من اكتشاف مرضه…و استمرَّ أيقونةً للعزم و للصبر و للجَلَد على الصعاب و منغِّصات العيش . يُبدع و يكتشف حلولاً سحرية مدهشة لقضايا الوجود، و لمستقبل المنظومة الشمسية و الكون، أربكتْ العلماء قبل الناس العاديين.
يمكن لعشاق علم الفلك و الكونيَّات الحصول على نسخة من الكتاب، من دار الكتاب العربي الصالة (1) الجناح A38… الجهة الناشرة للكتاب.