بقلم عبد الله لالي
زهرة تفتّحت في سماء بسكرة ، مشرعة لنوافذ خير وبركة في حديقة الطفولة الغناء .. !
أقام اتحاد الكتاب الجزائريين فرع ولاية بسكرة ، ندوة بسكرة الأولى لأدب الطفل ، بعد النجاح الباهر الذي شهده ملتقى الإتحاف الأدبي السّابع الذي خُصّصت طبعته تلك ، في مارس 2018 لأدب الطفل.
أقيمت هذه الندوة أيام 31 جانفي / 1 / 2 فيفري بدعم من مديرية الثقافة ولجنة الحفلات لولاية بسكرة . وكان الافتتاح الحاشد مساء يوم الخميس بقاعة الفكر والأدب ( دار الثقافة أحمد رضا حوحو ) ، بحضور السلطات والمسؤولين المحليين ، وعلى رأسهم نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي ، ياسين خليفة ، ومدير الثقافة ، ومدير دار الثقافة ( أحمد رضا حوحو ). ونشط جلسة الافتتاح الإعلامي البارع بإذاعة بسكرة الأستاذ عبد الحميد زكيري ، واستهلها بقراءة آيات بينات من القرآن الكريم رتّلها برعم صغير من براعم الطفولة ، ثم تمّ رفع النشيد الوطني كاملا بمقاطه الخمس.
بعدها تقدم الأستاذ محمد الكامل بن زيد رئيس فرع اتحاد الكتاب الجزائريين ببسكرة والروائي المعروف؛ بكلمة مختصرة رحب فيها بالحاضرين ، متحدثا عن ظروف عقد هذه الندوة وملابسات التحضير لها.
بعدها ألقى الأستاذ علاء الدّين خمار كلمة ترحيبية باسم مدير الثقافة ، وبعده تقدّم السيّد ياسين خليفة بكلمة في المناسبة معلنا في الوقت نفسه عن افتتاح أشغال النّدوة ، وبداية الأشغال ، وشاركت مجموعة من براعم المكتبة الرّئيسية للمطالعة ، تحت أنظار بلقيس الثقافة ببسكرة السيّدة ( سودة دو ) رئيسة المكتبة الرئيسية للمطالعة ؛ بقتديم عروض إنشاديّة جميلة ، كما قرأ الطّفل يوسف بوخاتم قصّة للأطفال بعنوان ( قصّة شرطة ). ثم قدّمت الكاتبة النّاشئة كوثر فاطمي قراءة في إحدى قصصها الجميلة.
وقدّم أيضا الأستاذ عبد الله لالي ( مدير الندوة ) كلمة حول إشكاليتها والأهداف من عقدها وأهميّة الاهتمام بأدب الطفل وضرورة استمرارية هذه الندوة بشكل قار ، كما تمّ توزيع العدد الأوّل من مجلّة ( البسكري الصّغير ) على كلّ الحاضرين أكثر من 120 نسخة، المجلّة صدرت عن فرع اتحاد الكتّاب الجزائريين فرع بسكرة ، وبدعم من مديرية الثقافة ، وفي ختام الجلسة تمّ تكريم الأستاذين حليم صيد وجموعي أنفيف ، اللّذين لهما مساهمة مشهودة في الكتابة للأطفال شعرا ونثرا ، وخدما الطفولة على مدى يفوق الثلاثة عقود من الزمن ، وأُلبسا برنس الإبداع ، وقدّم المكرّمان كلمتين مسهبتين عن تجربتيهما في عالم الإبداع للطفل ، وشكرا اتحاد الكتاب الجزائريين على هذا التكريم وكل المساهمين فيه.
في الجلسة الصباحيّة لليوم الثاني ( الجمعة ):
أقيمت جلسة مفتوحة أدار مقاليدها الأستاذ القاص الأديب القدير ومفتّش التربية الوطنية ( عضو مكتب اتحاد الكتاب ) عبد القادر صيد ، وأستضاف خلالها في البداية الأديبتين التونسيتين منيرة صالحي مبدعة وكاتبة للأطفال وعائشة المؤدّب رئيسة اتحاد الكتاب بسوسة ، وهي مبدعة ولها تجربة معتبرة في الكتابة للطفل، وقد قدّما تجربتهما في الكتابة للأطفال والتعامل مع عالم الطفولة ، ثمّ تلاهما بعد ذلك الأستاذ المسرحي إبراهيم نوال من الجزائر والأستاذ حسان بلعبيدي ( مطرب الأطفال ) والأستاذ نور الدّين مبخوتي من تلمسان والأستاذة كهمان مسعودة من بسكرة ، ليتحدثوا عن تجربتهم في خدمة الطفل كذلك. وفتح حوار قصير حول ما قدّم في هذه الجلسة ، وأثارت بعض النّقاط نقاشا ساخنا.
مساء ( رحلة ونشاطات ترفيهيّة ):
بعد صلاة الجمعة نظمت رحلة إلى مدينة سيدي عقبة التاريخية ، لزيارة مسجد الفاتح عقبة بن نافع الفهري ، وبعض المعالم السياحية.
وفي المساء انتقل المشاركون إلى حديقة الحيوانت لصاحبها السيّد نور الدّين بوزاهر للمشاركة في عروض متنوّعة للأطفال من تقديم جمعيّة الإحسان للأطفال الأيتام وأجريت فيها مسابقات ثقافيّة ، وزعت خلالها على الأطفال المشاركين حوالي 21 جائزة ، وثلاثون قصّة.
اليوم الثالث ( جلسة الختام ) بإدارة الشاعر عامر شارف:
كانت جلسة ثريّة ومتنوّعة بامتياز حيث قسّمت إلى ثلاثة أنشطة متنوّعة ، المحاضرات ، عرض فيلم عن الشهيد يوسف العمودي ، جلسة مفتوحة لعرض بعض التجارب الشخصيّة في أدب الطفل.
شارك في المحاضرات كلٌّ من:
– الدّكتورة بايزيد فاطمة الزّهراء ( جامعة محمّد خيضر بسكرة ) في محاضرة بعنوان ( أهميّة أغاني رسوم الأطفال ودورها بين الجيل الذّهبي وجيل الإلكترونيّات).
– الدّكتورة صليحة سبقاق (جامعة بسكرة ) حول ( كتاب الطّفل بين المحتوى والشكل ).
– الدّكتورة سامية بوعجاجة وكانت مداخلتها تحت عنوان ( المسرحيّة الشعريّة عند سليمان العيسى ( الصرصور والنّملة ) أنموذجا.
– الدّكتور رائد ناجي ( فلسطين ) وحاضر في محور ( أهداف أدب الطفل ومشكلاته ).
– الدّكتور محمّد بايزيد ( سوريا ) وكانت محاضرته بعنوان ( أساسيّات صناعة أدب الطّفل ).
– الدّكتور عبد القادر العربي وألقى محاضرته بعنوان ( الكتابة للطفل بين المشكلات والحلول ).
بعد ذلك تمّ عرض فيلم الشهيد يوسف العمودي بإشراف الأستاذ حسان بلعبيدي (مطرب الأطفال.
قدمت في ختام الجلسات نماذج أخرى من تجارب الكتابة للطّفل بداية بالأستاذ الأديب المبدع المعروف أحمد ختّاوي ، ثمّ تلاه الأستاذة فاكية صبّاحي الشاعرة والقاصّة المعروفة ، ثم تحدّث عبد المجيد محبوب عن تجربته الخاصّة ، وتقدّم الجنرال ( محمّد الكامل بن زيد ) أخيرا وليس آخر ليعرض على الحاضرين تجربته في الكتابة في مجال مسرح الطّفل ، الذي برز فيه بمسرحيّته ( القطّ لؤلؤ ).
أقيم بالموازاة مع النّدوة معرضا لكتب الأطفال ببهو دار الثقافة أحمد رضا حوحو ، بمشاركة دار علي بن زيد للطباعة والنّشر ، مكتبة المعصومة ، مؤسسة والفنون الجزائر.
في نهاية الأشغال تمّ تكريم المحاضرين والمشاركين .التوصيّات:
1 – بعد اختتام ( ندوة بسكرة الأولى لأدب الطفل ) التي أقيمت أيّام 31 / جانفي / 1 /2 فيفري 2019 م بقاعة الفكر والأدب التّابعة لدار الثقافة أحمد رضا حوحو ( بسكرة ) ، بحضور أساتذة مختصّين وأساتذة من الجزائر ومشاركة عربيّة من ( فلسطين وتونس وسوريا )، وبناء على ما أدلى به الأساتذة المتدخّلون ، خلصت لجنة التوصيّات المكوّنة من الأستاذ عبد القادر صيد والدّكتور رائد ناجي والدّكتور عبد القادر العربي ، والأستاذة منيرة صالحي والأستاذة عائشة المؤدّب ، والأستاذ محمّد بايزيد ، والأستاذ إبراهيم نوال إلى ما يلي:
1 – تثمين ضرورة تنظيم هذه النّدوة المختصّة في أدب الطّفل كلّ عام.
2 – تخصيص جائزة خاصّة بأدب الطّفل ، وتثمينها ماديّا.
3 – تنظيم مسابقة للأطفال وتكريمهم في أيام الندوة تشجيعا لهم.
4 – تفعيل مساهمة الأطفال وإشراكهم في إثراء مداخلات ندوة أدب الطّفل ، تحفيزا لهم.
5 – طبع أشغال النّدوة ورقيّا وإلكترونيّا.
6 – إنشاء موقع على الشابكة خاص بــ ( ندوة بسكرة لأدب الطّفل ).
7 – تخصيص جناح كتب لأدب الأطفال على مستوى ولاية بسكرة تابع لاتحاد الكتّاب الجزائريين فرع بسكرة.
8 – تسمية الدّورات القادمة بأسماء وأعلام أو قضايا أدب الطّفل.
9 – الاهتمام بكلّ أنواع أدب الطفل وتفعيلها على أرض الواقع، من شعر ومسرح شعري ونثري ، وقصّة وأناشيد وأفلام “.
11 – دعم الجهات الوصية لندوة بسكرة لأدب الطّفل ماديّا ومعنويّا.
10 – إنشاء ورشة تكوينية لتدريب الأطفال لإظهار قدراتهم وتطويرها.
12 – تكوين لجنة لمتابعة تنفيذ توصيّات النّدوة وتفعيلها على أرض الواقع.
13 – ضرورة دعم أدب الأطفال الموجه للشريحة ذات الاحتياجات الخاصّة، ومشاركتهم في نشاطات النّدوة.