مقالات

اليابان تمنح الكابتن رشوان وسام الشمس المشرقة

كتب/خطاب معوض خطاب

بالفعل حكاية الكابتن محمد علي رشوان مع اليابان دولة وشعبا أصبحت حكاية أسطورية، بل وتعدت حدود المنطق حسب قناعات البعض، فهو في نظرهم بطل أسطوري فعل ما لا يفعله البشر، وتقديرهم له تقدير أسطوري لا يقوم به في زماننا إلا هم فقط.

فقد قام سفير دولة اليابان بالقاهرة السيد “ماساكي نوكي” يوم أول أمس الاثنين بمنح بطل الجودو المصري الكابتن محمد علي رشوان وسام “الشمس المشرقة” بحفل أقيم بالسفارة اليابانية بالقاهرة، وقد أعرب السفير الياباني في بيان أصدرته السفارة اليابانية بالقاهرة عن امتنانه وتقديره لجهود الكابتن رشوان في نشر الجودو وتعريف العالم به، ليس فقط كرياضة، ولكن أيضا كروح وأخلاق.
والمعروف أن هذه هي المرة الأولى التي يمنح فيها هذا الوسام الرفيع لأحد أبطال الرياضة، فهو عادة لا يمنح إلا لأحد السياسيين أو رجال الدولة، كما أنها ليست هي المرة الأولى التي يمنح.فيها الكابتن رشوان وساما يابانيا، فقد حصل من قبل على وسام الفارس ووسام الساموراي.


ويأتي هذا التكريم من دولة اليابان للكابتن محمد علي رشوان كإحدى حلقات التكريم التي ينالها بطل الجودو المصري الكبير بعدما فعله مع بطلهم الكبير “ياماشيتا” في أولمبياد لوس أنجلوس 1984، وبالرغم من مرور 35 عاما على المباراة التي التقى فيها رشوان “ياماشيتا”، إلا أن اليابانيين لم ينسوا ما فعله رشوان يومها.
فيومها التقى رشوان ياماشيتا في المباراة النهائية للوزن المفتوح، والفائز يحصل على ميدالية الأولمبياد الذهبية، وبالرغم من أن مدرب رشوان ياباني الجنسية أخبره يومها أن منافسه “ياماشيتا” مصاب في قدمه، إلا أن رشوان رفض أن يلعب على هذه القدم المصابة، وفضل الخسارة بشرف على المكسب باللعب على قدم منافسه المصابة.
وبعد انتهاء المباراة بهزيمة البطل محمد علي رشوان أصدرت هيئة اليونسكو بيانا أشادت فيه بموقفه ومنحته ميدالية الروح الرياضية، والتي تعتبر روح الألعاب الأولمبية مقدمة قبل أي نتائج.

وفى اليوم التالي للمباراة صدرت الصحف اليابانية وكان أبرز عناوينها: “الكابتن رشوان منح ميداليته لياماشيتا”، كما قامت اللجنة الأولمبية الدولية بمنح الكابتن” رشوان” جائزة أحسن خلق رياضي على مستوى العالم.

وقد تم تكريم البطل الأسطورة “محمد علي رشوان” في العديد من دول العالم، وحصل على العديد من الجوائز العالمية عن إجادته وأخلاقه من عدة دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، كما حصل أيضا على وسام الرياضة من مصر.
أما دولة اليابان فالكابتن “رشوان” يسافر إليها كل عام منذ ذلك الوقت، حيث تقام له هناك المؤتمرات الصحفية والندوات والتكريمات، ويذهبون به إلى المدارس ويعرفون الطلاب به وبما فعله مع بطلهم ياماشيتا، ومن يومها أصبحوا يدرسون أخلاقه العالية لطلبة المدارس الإعدادية تحت عنوان “روح اللعب النظيف التي أظهرها الكابتن رشوان”، ويتم سؤال الطلاب هناك عن ماذا يفعلون لو كانوا مكانه في تلك المباراة.
وهكذا ورغم مرور 35 عاما على مباراة رشوان مع “ياماشيتا” بطل اليابان، نرى اليابانيين ما زالوا يتذكرون رشوان، بل وما زالوا حريصين على تكريمه، والأكثر إثارة للإعجاب أنهم ما زالوا يدرسون أخلاقه لطلابهم حتى يتأسوا ويقتدوا به.


والسؤال:
ماذا فعلنا نحن مع الكابتن محمد علي رشوان؟ وهل فكرنا أن ندرس أخلاقه لطلابنا حتى يتأسوا ويقتدوا به كما يفعلون في اليابان؟
كلنا اليوم نشكو من انفلات الأخلاق وغياب القدوة الحسنة، ولكن ها هو الكابتن محمد علي رشوان أمامنا، فهل نجعله قدوة لأبنائنا وندرس لهم أخلاقه كما يفعل المسئولون في كوكب اليابان الشقيق؟!

تأملات في قطار الحياة ” الجدل وليس الحوار”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock