شعر وحكايات

دقات الساعة

الأديبة شيرين منصور عودة

يمضي الوقت دون أن يقدم اعتبارات أو يعطي إشارة تنبيه لمن غفل

هو يمر كما أعتاد وكما اعتدت أنت أيضًا … لن يمنعك مما تريد أن تفعل ولكن لن يترك انضباطه كي يتسنى لك الرجوع للخلف

وإعادة ترتيب تلك الفوضى العارمة التي اجتاحت صناديق العقل ودون أن تدري أظلمت خلايا النور وبقي الصدام يتخبط بداخلك ببعض النفايات والكراكيب البالية .. هل أداة الوقت بيدك ؟

بيدك فقط كل الأدوات التي تقدمها خلال مرور الوقت ؛ للحصول على دقائق إضافية عليك بتغيير النظام لهذه الباقة …

باقة لا تسمح بفتح أي قنوات أو صفحات أو محتوى سخيف لا يضيف إليك أي شيء سوى اضطرابات في النفسية والتوتر والقلق العام ، وأنت تتابع أُناس ليس لهم هوية ثقافية أو دينية أو علمية

أشخاص أرادوا واختاروا أن تكون حياتهم مشاعا للجميع وبتقديم كافة التنازلات عن بعض المبادئ للحصول على المال

وبصرف النظر عن الأسباب التي دفعتهم لذلك إلا أنه ليس هناك أي مبرر للخطأ ؛ بل بالعكس فلن تعرف صدق مبدئك إلا وقت أن تختبر

فهناك مقولة أؤمن بها ” أنت شريف ما لم تختبر في مبدئك .. الكل متدين إلى أن تأتي العاهرة ،الكل شيوعي إلى أن يأتي المال ،الكل وطني إلى أن تأتي الهجرة “

ولكن أخشى على من لم يشارك في أي خطأ عن قصد ولكن يساهم في الترويج له .. أنت

تتابع كل يوم عدد لا بأس به من أمور تافهة وسطحية وتدعو إلى النقم على ما في يدك من نعم ، الحكمة ليست في البحث عما تملك ولكن الاستمتاع بما تملكه أو ما تستطيع تغييره

عقلك يتشكل من نوع المدخلات التي تقدمها له وتتغير رؤيته للأمور ومحور اتجاهه يكاد يفقد الرشد

إلى أين أنت ذاهب ؟

سؤال لابد من طرحه كل يوم جديد ،ليضع قدمك على بداية جديدة أو يثبتها على الطريق أو يغير المسار

فهل أنت تقدم لعقلك ما يؤهله لذلك ؟

مشاعرك لها قيمة كبيرة فلا تتركها تتفتت هنا وهناك ..

لا تجعلها على صفيح ساخن أغلب الوقت ثم تستغرب من لهيب الانهيار ..

ويضيع أغلب الوقت في معالجة هذا الانهيار والهشاشة النفسية التي تفقدك التحكم في أي سلوك

لا تستهين وانت تتابع تفاصيل كثيرة ومختلفة عن واقعك أو أقل بكثير بحجة أنها تفرض أمامك

عالمك بكل ما فيه من ملابسات يحتاج إليك كي تضع رتوشا وتفاصيل يجعله أفضل ،فالواجبات تفرض عليك وعليك تحملها برضى وصبر ،إما الاهتمامات أنت من تخلقها لكي ينبض كل شيء حولك بالحياة

هناك طائر يحتاج لأن تضع له على شرفتك بعض الماء

وهنا قط جائع ابتسم واعطه مما تأكل

تلك المنضدة تحتاج إلى ترتيبك …

وهذه الشجرة تنتظر أن ترتوي باهتمامك

وسماء الليلة تدعوك للتأمل وتَعدك بأن توحي لك بشيء ما ..

تفاصيل كثيرة تنتظر من وجد مبرر ذات يوم بأنه لم يعد له اهتمامات وترك الوقت يمر

مع دقات الساعة ومشاعره على صفيح ساخن .

اقرأ المزيد وريقات خمسينية اليوم العالمي للعمل الإنساني

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock