عاممقالات

روسيا توزع الكعكة !!

بقلم الكاتب محمد فخري جلبي 
وكأننا عار على الديمقراطية !! أو بالأحرى لانستطيع تحقيقها بأنفسنا !! ليقوم الأنتداب الفرنسي !! عفوا الروسي بتطبيقها ، حيث نشرت وكالة “سبوتنيك” جزءا من المسودة الروسية لمشروع الدستور السوري الجديد تضيف لصلاحيات البرلمان إعلان الحرب وتنحية الرئيس وتعيين حاكم المصرف المركزي وتعيين المحكمة الدستورية ، البنود المذكورة في مسودة القرار وأن كان يحمل رائحة الدم الذي تلوثت به أيادي الروس فهو بشكل عام وكما ذكرت الوكالة الروسية (حيث لم تذكر كافة المواد) قريب جدا من دساتير الدول الراقية ، أي وأن طيق هذا الدستور فلننظر بعين المستقبل من أجل أزدهار الوطن ولننسى كاتب الدستور وطريقة حصوله على تلك الهبة الملطخة بالدماء . 

اللاعب الروسي يملك أوراقا عديدة تمكنه من التبجح وكتابة الدساتير للدول دون مشاركة أبنائها بذلك والمجتمع الدولي صاغرا يدرك ذلك ، ومن بين تلك الأوراق …
التراجع الأمريكي أو الثبات الحذر تجاه تصرفات الكرملين ، أنتخاب دونالد ترامب القريب من اللهجة الروسية في المنطقة العربية (مع التنويه بأنتظار أفعاله ، فالسياسة الأمريكية تعاكس تصريحات القادة ومتحدثي البيت الأبيض في معظم الأحيان ) ، التقارب الروسي التركي والألية المشتركة التي يستخدمها الجانبين في المضي بالقضية السورية وأخر ثمار هذا التقارب لقاء الأستانا . 

وكما ذكرت فالنقاط المذكورة حتى الأن ترتقي لطموح الشعب السوري الثائر ولكن هناك مادة بمسودة الدستور تثير الشك والريبة !! وبالأخص أن دققنا بتواجد عناصر (سورية) تابعة للسلطان التركي تحت مايسمى شرطة جرابلس في مدينة جرابلس تهتف للسلطان أردوغان بطول العمر ، وأن قمنا بأسقاط هذه الحادثة في أحضان المادة المختصة برسم الحدود (حيث وضمن المسودة الروسية لمشروع الدستور السوري الجديد جعل تغيير حدود الدولة ممكناً عبر الاستفتاء العام !!) هنا يسقط القناع عن اللاعب التركي الطامح بتوسيع رقعة سلطنته وكما ذكرت منذ بدء التدخل التركي بأن وراء الأكمة ماوراءها ، فأن كان الأستفتاء وهمي ومشبع بالخيانة كما جرى هناك في القرم !! ولكي تتمكن عزيزي القارىء من فهم اللعبة وكشف أسرارها فيجب علينا ذكر ماجرى في مستوطنة القرم المضمومة حديثا لروسيا ، 

حيث في 16 مارس 2014 جرى أستفتاء في القرم على أنضمام جمهورية الحكم الذاتي في القرم من أوكرانيا إلى روسيا الأتحادية وتحولها إلى جمهورية القرم ، أثناء أزمة القرم 2014 التي نشبت في الإقليم بعد الثورة الأوكرانية 2014 وفي 6 مارس صوت أعضاء المجلس الأعلى للجمهورية ذاتية الحكم على الأنفصال رسميًا عن أوكرانيا والأنضمام إلى روسيا الأتحادية ، وكما تزعم روسيا بأنها تملك أحقية في ضم القرم إلى خريطتها التوسعية ، فلن تمتنع أنقرة عن أستخدام ذات الذريعة ، وكما قام أعضاء المجلس الأعلى في القرم بالتصويت من أجل الأنضمام إلى روسيا الأتحادية فأن عناصر شرطة جرابلس يقومون الأن بنسج واقع مرسوم بعناية لأحكام القبضة على مدينة جرابلس أو عدة مناطق أخرى مما يؤدي لتشكيل مجلس أعلى يقرر في المستقبل القريب الأنضمام إلى تركيا . 

لن يجدي البكاء على اللبن المسكوب أي فائدة ، فالكعكة السورية غلفت أجزائها وبقي التسليم فقط ، إلا أن نهض من غيبوبتهم كل العرب .

تبت أيديكم أيها العرب وتبت أيادينا 
بوتين يرسم خارطة للوطن .. من قال تعنينا 
دستور للبلاد أرسى ديمقراطية كنا نبغيها 
ولكنها جاءت بعربات الفودكا والدب حاميها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock