عاممقالات

يا سيدي العتريس هات لي عريس


طخه بس ما تعوروش يا بوي

كتب/خطاب معوض خطاب
في فيلم “البحث عن فضيحة” الذي أخرجه “نيازي مصطفى”، والمأخوذ عن الفيلم الأمريكي “دليل الرجل المتزوج” أو “A Guide For The Married Man” ، والذي يعتبر آخر ما كتبه “أبو السعود الإبياري”، يأتي الفنان “محمد رضا” لزيارة القاهرة بصحبة ابنته مسعدة التي قامت بأداء دورها الفنانة”نبيلة السيد” من أجل زيارة “أولياء الله الصالحين”، عسى أن تنفك عقدتها وتجد لها عريسا يتقدم للزواج منها.
وعادة زيارة مساجد ومقامات الأولياء وتقديم النذور لهم من أجل تحقيق المراد تعتبر عادة متأصلة في الشعب المصري منذ مئات السنين، بل هي إرث مصري قديم منذ آلاف السنين، حيث ثبت أن المصريين القدماء كانوا يذهبون لكهنة المعابد ويقدمون لهم النذور كي تحقق لهم الآلهة ما يتمنون حدوثه ويطلبونه في دعائهم.
ونجد أن الكثير من المصريين يذهبون للمساجد والمقامات ويقدمون النذور سعيا وراء تحقيق أمنياتهم وأحلامهم.
فمثلا ورغم أن التاريخ يخبرنا بأن “باب زويلة” الشهير سمي باسم “بوابة المتولي” لأن المصريين كانوا يقومون بدفع رسوم عبور البوابة وضرائب التجارة التي يقومون بها داخل أسوار القاهرة للمتولي، إذا بالمصريين مع مرور السنين يعتقدون في “المتولي” وأصبحوا يعتبرونه ليس وليا فحسب بل قطبا يراقب الأولياء، وأخذ المصريون يذهبون لباب زويلة أو بوابة المتولي للدعاء وطلب تحقيق الأمنيات، فكانت البنات الراغبات في الزواج أو السيدات الراغبات في الإنجاب مثلا يعقدن ويربطن قطعة قماش في البوابة أملا في أن تنفك عقدتها، وكن يعتقدن أنه إذا ما انفكت العقدة اللاتي ربطنها في البوابة فسوف تنفك عقدتهن بالمثل.
وها هي الفتيات والسيدات يذهبن لجامع الأمير “عبد الغني الفخري” الشهير باسم “جامع البنات” والذي دفن في ساحته بنات الأمير السبع، حيث تذهب الفتيات يوم الجمعة وكذلك السيدات اللاتي يجرين بين الصفوف وقت الصلاة طلبا للزواج ورغبة في الإنجاب.
وهذا ما يحدث في معظم المساجد والمقامات التي يذهب إليها المصريون والمصريات طلبا لتحقيق ما لم يتحقق والحصول على المراد، حيث يقول كل من يذهب لهذه الأماكن: ” نعلم أن كل شيء بيد الله، لكننا نأتي هنا للحصول على البركة والراحة النفسية”.
ورغم أن مسجد “السيدة زينب” بالقاهرة يكثر رواده وزواره إلا أن الغريب أن غالبية الزوار يأتون ليس لزيارة “السيدة زينب” فقط حسب قولهم، لكنهم يقصدون المكان من أجل زيارة مقام “سيدي محمد العتريس” الموجود داخل المسجد، والذي يقال إن نسبه ينتهي إلى سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما، ويقال إنه أتى مصر مع السيدة زينب رضي الله عنها ساحبا الجمل الذي كانت تركبه ولازمها حتى وفاتها وظل يخدم زوار مسجدها ويتعبد حتى وفاته.
تذهب الفتيات الراغبات في الزواج لزيارة “سيدي العتريس” ، حيث يزورونه عادة يوم الجمعة بعد الصلاة، فيقمن بالطواف حول الضريح سبع مرات ويلقين بالنقود والصور الشخصية وربما ببعض الرسائل داخل أسوار الضريح وهن يدعون: “يا سيدي العتريس هات لي عريس”، ويشكين همومهن له عسى أن تنفك عقدهن ويرزقن بالعريس كما حدث مع ” مسعدة” أو “الفنانة نبيلة السيد” في فيلم ” البحث عن فضيحة” عندما رزقت بالعريس وقالت لوالدها الذي رفع عليه السلاح: “طخه بس ما تعوروش يا بوي”.
الأغرب من الزيارة وطقوسها الغريبة هو أن نعلم أن بنات الأمير “عبد الغني الفخري” السبع قد متن عذارى ولم يتزوجن، وكذلك “سيدي العتريس” الذي مات أعزبا ولم يتزوج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock