مقالات

اغتصاب العقول جريمة لا يعاقب عليها القانون

احذر قد تكون اليوم أنت الجاني ، وغدا الضحية

كتبت إيناس رمضان

الاغتصاب بمجرد الاستماع إلى تلك الكلمة يتطرق إلى الذهن الاغتصاب البدني إلا أنه هناك صور مختلفة من الاغتصاب.

سنتناول في حديث اليوم أحد أنواع الاغتصاب الذي يتسلل فيه الجاني باحترافية شديدة إلى عقل المجني عليه ساعيا لإرباك ثقته في نفسه من خلال تشويش أفكاره والتسلط عليه حتى يتمكن تدريجيا من فرض إرادته عليه وهو ما يعرف ب “اغتصاب العقول “

الذي قد يؤدي إلى حدوث أضرار جسيمة منها الجسدية أو العاطفية ويصبح الضحية شديد الاضطراب مشوش الذهن مما قد يدفعه إلى إيذاء نفسه في بعض الأحيان .

فن اغتصاب العقول فكر قد يتبناه شخص بمفرده لمصلحة شخصية أو دول كبرى تخشى من تقدم دول أخرى خشية أن ترتقي وتنافسها فتسعى أن تظل نامية..

ومن هنا يمكن تقسيم الاغتصاب العقلي إلى اغتصاب عقلي فردي، واغتصاب جماعي.

الاغتصاب العقلي الفردي

احذر قد تكون اليوم أنت الجاني ، وغدا الضحية فهذا النوع من الاغتصاب قد يمارسه الإنسان بقصد أو دون قصد بدافع الحب أو الخوف أو التسلط في بعض الأحيان.

و الأمثلة في حياتنا كثيرة قد تنبع من الأسرة التي تمثل نواة المجتمع لينشأ جيل يمارس اغتصاب العقول بتلقائية وبراعة.

حيث نراه بين الأزواج حين يلجأ أحدهما لمحو شخصية الطرف الآخر والتقليل من شأنه ليصبح مع الوقت تابعا له مسلوب الإرادة مما يهدد استقرار الأسرة ويؤثر بالسلب على الأبناء فيما بعد..

وقد يمارسه الآباء والأمهات بلا وعي بدافع الحب والخوف على الأبناء حتى يعتنقون أفكارهم ومعتقداتهم رغبة في تكوين نسخ مصغرة منهم دون مراعاة لاختلاف الزمان والمكان وحقهم في الحياة واتخاذ القرارات وتحمل نتيجة اختياراتهم ،فالحياة مجموعة من التجارب التي قد نصيب في بعضها وقد نخطئ في البعض.

وعلى المستوى العملي نجد المسؤول الذي يفرض رأيه على مرؤسيه دون الإنصات إلى آرائهم أو مناقشة رؤيتهم المستقبلية بل وقد يسعى إلى تشويش أفكارهم خشية أن يتفوق عليه أحد وكي يبدو في نظر الجميع هو مثال التميز والإبداع .

وإذا تناولنا في عجالة صورة من صور الاغتصاب الجماعي والذي نراه بصفة مستمرة وبطريقة ممنهجة على شاشات التلفاز لبعض القنوات غير الحيادية والتي تسعى لترسيخ أفكار معينة وبث أخبار عنها بشكل مستمر حتى تصبح الأكذوبة حقيقة بمرور الوقت، وهذا ما حدث أثناء حرب العراق 2003 حيث تمكنت أمريكا وحلفاؤها من إقناع العالم بأن العراق تمتلك أسلحة دمار شامل لتجد مبررا لغزوها وبعد تحقيق غرضها الدنئ اعترفت للعالم بدم بارد أن العراق خالية من تلك الأسلحة .

اغتصاب العقول جريمة لا يحاسب عليها القانون رغم بشاعتها لذلك حماية عقلك مسؤوليتك، فلا تمنح ثقتك لأحد بسهولة ، ولا تنخدع بعذب الكلمات التي تحمل سموما خفية ،ولا تصدر حكما في أمر قبل أن تفكر فيه جيدا ولا تخشى عثرات اليوم فهي دروس الغد وأخيرا ثق بنفسك وكن أنت وهذا كفيل أن يجعلك تعيش الحياة بلا اغتصاب….

إقرأ المزيد ما هو قانون الحياة

” سيف حمزة ” : الكثير ينظر لي بأنني حاربت الاكتئاب بالفن .. وأعترف الفن مُهدىء وليس علاجا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock