أدم وحواءعام

عقوق الابناء ( ٢ )




عقوق الابناء ( ٢ )
كتبت : رانيا الرباط

لاتزال رائحة الكعك الذيذة التى كانت تعدها أمى ليلاً تزكم أنفي وتثير حماستى وأنا أنتظر عودة أبي لتجمعنا مائدة المساء لنتشاركها ونتسامر بأحداث يومنا بسعادة وحب لتنتهى جلستى بينهما بقبلة علي يد كل منهما تأدباً وحباً وعرفاناً بفضلهما لأتركهما معاً وأذهب لأخلد في فراشي ملتحفة بدعواتهما، تذكرت كل ذلك وأنا أطالع الصحف التى لا تكاد تخلو يومياً من خبرٍ عن ابن قتل اباه أو ابنة عقت والدها !!! أخبار متكررة بصورة فجة تدمى القلب وتحير العقل الذي يتسائل دهشاً عما حدث؛ عن الاسباب التى أوصلتنا الي هذه النقطة؛ لماذا يعق الأبناء أبائهم؟!! وأكاد أجزم أن السبب هو خلعنا لعباية هويتنا الدينية والثقافية والأجتماعية لنرتدى أخرى لا تناسبنا، حينما أستبدلنا الدين بما ظننا أنه قيم راقية وحضارية سقطنا من علٍ فاعوجت أضلعنا ومنها ما تحطم، حينما خجلنا من ديننا الذي لطخته أفكار الغرب فاوريناه خلفنا وتحدثنا عنه علي استحياء تارة وأخطأنا في حديثنا عنه تارة أخرى فأصبنا شبابنا بالبلبلة وبالحيرة بحثاً عن صحيح الدين ؛الذى تاه وتفرق دمه بين المذاهب التى تزعم كل منها أنها المالكة الحصرية له ،فآثر الشباب البعد عنه ضيقاً وكرهاً فسقطت معه قيم الاحترام ، الاخلاق، الحلال والحرام ، وحلت كلمة الحرية بدلاً منه ،حينما سيطرت المادة علي حياتنا واصبح المال هو محركنا الأساسي فترك الآباء أبنائهم سعياً وراء الثراء ولن اقول الرزق لأنهم لا يشبعون فكل سنة في الغربة تشد أخرى لأن سقف الطموحات يرتفع ولأن المظاهر الاجتماعية لا تنفذ اعتقاداً منهما أنهما يؤمنون مستقبل أولادهم ونسوا أن الأمان الحقيقي هو تربيتهم علي حسن الخلق وصحيح الدين!! فنشأ جيل مدلل متاح له كل شيء فتمرد وتكاسل وزهد كل شيء ولم يعد يطمح في مستقبل أو علم في وطن نسي هو الآخر طموحه العلمى وقبل بأن يقبع في آخر مراتب التعليم في قائمة دول العالم ، حينما سلمنا أطفالنا لجهاز يرى من خلاله كل مساؤى العالم بدون توجيه أو رقابة كنا نسلم عقولهم لأفكار شاذة لعبت بعقولهم وأسقتهم عادات وتقاليد مختلفة عنا ، سبب العقوق والدين نسيا ان مهمتهما الأساسية هى التربية والتوجية وإرساء قواعد الصواب والخطأ، سبب العقوق هو رجل دين تناسي الوسطية والاعتدال واهتم بالمظهر ، سبب العقوق جهاز ثقافي فقد بوصلته فأباح كل ما هو ممنوع ومرفوض وقدم الخطأ علي أنه النموذج الذي يجب وأن يحتذى به، سبب العقوق هو فساد شق صف المجتمع فأثرى طبقة بفحش فتشبهت بالغرب في كل سلوكها ووطأ بقدمه أخرى أشتهت النظر إلي علٍ وأرادت بشتى السبل التشبه بهم حتى وان كانت الجريمة هى الوسيلة لهم، سبب العقوق وطن بأكمله ضل طريقه فأضاع نواة بنائه وحطم مستقبله( فالشباب هم المستقبل).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock