حياة الفنانين

“نبيل الشهاد” المسرح بوق الحرية والحرية أجنحة المسرح

إعداد وحوار/ حافظ النيفر  …اخراج صحفي/ ريمه السعد

الفنان المسرحي نبيل الشهاد في ضيافة حافظ النيفر من تونس

فنان موهوب في التمثيل والإخراج المسرحي، أسهم في تنشيط الحركة المسرحية في تونس الخضراء ، واستطاع أن يجذب جمهور ها إليه بتمثيله الناجح على خشبة المسرح وبإخراجه العديد من المسرحيات سواء مسرحيات الهواة والمسرح المحترف ، ، وغطى جانباً منها ، نتعرّف الآن إلى الفنان نبيل الشهاد في الحوار التالي

بداية نعرف القراء على نبيل الشهاد ؟ حدثنا عن بداياتك في عالم التمثيل و المسرح

نبيل الشهاد أستاذ المسرح بالمدارس التونسية متحصل على الاستاذية في المسرح من المعهد العالي للفن المسرحي بتونس 1996

بدأت المسرح في مسرح الهواة ثم المحترف بجهة القيروان…

ثم التحقت بالشاشة الكبيرة و قمت ببطولة الشريط القصير “رقعة الشطرنج او الصابرية” اخراج العالمي عبد الرحمان سيساكو ضمن ثلاثية الحلم الافريقي 96

ثم المشاركة في بطولة “شريط الرديف 54 “لعلي العبيدي 97 في دور الثائر بدة

ثم بدأت الدراما التلفزيونية مع مسلسل “ضفائر” للمخرج حبيب المسلماني في دور يحيى الجزائري 2001

شريط تلفزي العارم لحبيب المسلماني 2001

مسلسل الحرقة1 للأسعد الوسلاتي2021 في دور اشرف الوسلاتي

مسلسل براءة لسامي الفهري 2022

مسرحيات عديدة المداح…خرفني يعيشك…الخرافة… انطقون…

مسرحية نيرفانا انتاج المركز الوطني للفنون الدرامية بالقيروان 2019

مسرحية الصندوق الأسود انتاج مركز الفنون الدرامية بالقيروان2022

المسلسل الإذاعي زين العابدين السنوسي اخراج محمد علي بالحارث للإذاعة المنستير رمضان2022

من دفعك إلى المسرح؟ ومن الشخصية المسرحية التي تأثرت بها ؟

  انطلقت مع المسرح  منذ الطفولة بداية المسرح المدرسي حيث قدمت عدة مسرحيات من الريبيرتوار العالمي

ثم التحقت بالمسرح الهاوي مع جمعية السرج المسرحي الوسلاتي حيث شاركت في عدة مسرحيات تمثيلا وإخراج

تأثرت بشدة بشخصية الممثل التونسي المرحوم “على بن عياد”
وهو من جعلني أعشق المسرح

كيف تعلمت أصول التمثيل المسرحي؟ أمن الدراسة الأكاديمية أم من الخبرة والممارسة

وبعد مرحلة الهواية التي تزامنت مع الدراسة وحصولي على البكالوريا آداب 92 قررت دراسة المسرح فنجحت بعد اختبار الدخول في الانضمام للمعهد العالي للفن المسرحي بتونس سنة92 وبعد اربع سنوات تخرجت سنة96 الأول على دفعتي بجائزة رئيس الجمهورية

وبعد ذلك انطلقت في تدريس المسرح في التعليم الثانوي في عدة مناطق من تونس

حدثنا عن أعمالك المسرحية تمثيلاً وإخراجاً، وعن أفضلها برأيك التي تركت أثراً طيباً في جمهور المحافظة

اجمل المسرحيات واقربها لقلبي هي مسرحية “نيرفانا” لمحمد شوقي خوجة حيث جسدت فيها دور البطولة “سهيل “مدير دار نشر

مسرحية مهمة تتناول وضعية المثقف في المجتمع والعلاقات المتشعبة داخل مجتمع متحرك متطور متداخل… في طرح طريف لمشاكل المجتمع ككل في شكل ثنائيات وصراعات وجودية عميقة..

يرى بعض النقّاد أنَّ الدراما التلفزيونية طغت على السينما والمسرح، فألقتهما في الظل ،ما رأيك

للصورة سحر خاص وهام ومؤثر في مجتمعات ما بعد التمسرح وهذا في رأي المصطلح الأقرب في تناول ظاهرة الفرجة في عالم القرن21 حيث أصبحت الصورة تتنقل هي لتبحث عن المشاهد المستهلك عكس ما كان عليه الوضع حين

كان فضاء المسرح هو الأقرب لعقد تلك العلاقة بين المشاهد والعملية الفرجوية

السينما  والصورة حاصرت المسرح وهددت وجوده في مرحلة ما

لكن تبين بعد ذلك أن المسرح بسحره و مقتضيات وجوده بقى عصيا على التجاوز والنسيان إذ لا تزال المسارح تعج بالمتابعين المتعطشين للعلاقة المباشرة بين الممثل والمشاهد بلا حواجز التي يمتاز بها المسرح بامتياز…

لذلك سيبقى للمسرح وجوده وجمهوره وطرافته وسياقاته الفكرية والفنية وراهنيته في طرح صور اجتماعية وثقافية وفكرية مهمة تكرس دور المسرحي في قراءة ومعالجة مشاكل المجتمعات وتقديم هذه العلاقة التاريخية المتجددة في قوالب مسرحية مستحدثة تدافع عن خصوصية المسرح

وتهش بها عنه سطوة الدراما المتلفزة…

كيف ترى مستوى المسرح في الجهات؟ وما السبيل إلى تطوير الفن المسرحي في الجهات الداخلية ؟

المسرح في تونس الرائدة عربيا وأفريقيا  تدريسا وممارسة والمسرح في تونس منذ خصص له خطاب 7 نوفمبر62 للرئيس بورقيبة الذي كان من القلائل الذين اهتموا بالمسرح في الوطن العربي…

ومنذ ذلك الحين يتمتع المسرح بمكانة هامة لدى الجمهور والمسرحيين على حد السواء …

تدريس المسرح في الاعداديات وهو مكون أساسي بمقاصده الفنية والتربوية المتطورة في بناء ونحت شخصية الطفل التلميذ المبدع…

انتشار المسرح في الجهات بتأسيس مراكز الفنون الدرامية والركحية بكل ولايات الوطن رغم ان هذه التجربة تحتاج للتقييم…

انتشار شركات الإنتاج والفرق والمهرجانات المحلية والجهوية والوطنية والدولية…

معهد عليا للتكوين ذات جودة عالية

ومن خلال زيارة الجهات يمكن ملاحظة عدة نقائص في البنى التحتية والمسارح

الا انا الحلول دوما تأتي من المسرحيين الذين استنبطوا طرقات جديدة تتجاوز عوائق الفضاءات كمسرح الشارع والبيوت الخاصة…. وتأسيس فضاءات أخرى لتقديم المنتج المسرحي…

كيف ترى العلاقة بين المسرح والحرية

المسرح بوق الحرية والحرية اجنحة المسرح ربما من الفنون القليلة التي تزدهر بوجود الحرية وبغيابها …

بمعنى ان المسرح العربي عامة والتونسي خاصة ازدهر بخطاباته السياسية المرمزة زمن الديكتاتوريات والتضييق كمسرح قفصة والمسرح الجديد ومسرح الأرض..

وحتى بعد الثورة حاول المسرح التكوين مع فكرة الحرية باعتبارها شكلا من أشكال الإسهال التعبيري وأصبح مسرحنا مجبرا على تغيير الياته ومواضيعه واساليبه لتحافظ على سحر المسرح وسطوته باعتباره وسيلة تحقيق إنسانية فرد المجتمعات المستلبة فكريا واجتماعيا حتى بحضور مدوى لفكرة الحرية

تتعاقب على خشبة المسرح أجيال متعاقبة من الممثلين والمخرجين والمؤلفين، ما توجيهك بحكم تجربتك الطويلة في المسرح للجيل الحالي الذي يقف اليوم على خشبة المسرح

الأجيال الجديدة في تونس محظوظة بهذا التنوع والثراء وهذه الديناميكية الفنية 

يلاحظ في العمل المسرحي كما في الدراما التلفزيونية والسينما والأغنية تداخل التخصصات الفنية، فالفنان المسرحي يكون حيناً ممثلاً وحيناً مؤلفاً أو مخرجاً أو معدّاً . لماذا هذا التداخل؟ أتؤمن بالتخصص الفني؟

قطعا انا أؤمن بالتخصص الفني وهو في نظري الوسيلة الأمثل لخلق صناعة فنية في بلد ما وفي تونس لا خيار لنا للوصول إلى خلق صناعة فنية درامية الا بنشر وتثبيت ثقافة الاختصاص التي بدأت في التبلور حسب اعتقادي فالبلد ثري بهذه الطاقات المتوثبة الصبورة المثابرة التي تحاول التوق للعالمية لغياب الإمكانيات وعدم وجود الية انتاج دائمة ومستمرة تضمن العيش والمواصلة لهذه الطاقات المختصة في المجالات الفنية…

ما العمل الوظيفي الذي تشغله اليوم؟ وما مشاريعك الفنية في المستقبل؟

انا الان ادرس المسرح في الاعدادات وأشرف على مراكز عامة وخاصة في التكوين المسرحي كما اشتغل بالمسرح المحترف تمثيلا واخراجا كما أمارس الكتابة الدرامية بصفة عامة…

في المدة القادمة هناك مشاريع مسرحية قيد الدرس ومشاريع تلفزية في المدة القريبة وزيارات لبعض دول أمريكا اللاتينية في إطار تعاون مسرحي ثقافي معها.

كلمة أخيرة منك الى المتابعين في العالم العربي

المسرح بخير والدراما بخير مادامت نابعه من مشاريع حقيقية مشتبكة مع قضايا اجتماعية حقيقية غايتها جعل العالم افضل في نظر الناس…

لا وجود لمبدع حقيقي الا في إطار هذه المساءلة الحفرية للمشاكل اليومية واضطلاع هذا المبدع بدوره الطليعي والعضوي في التأسيس والبناء والفعل الهادف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock