عاممقالات

منير مراد “المظلوم حيا وميتا”



منير مراد "المظلوم حيا وميتا

كتب/خطاب معوض خطاب


منير مراد “المظلوم حيا وميتا”، واحد من العلامات الكبيرة في تاريخ الموسيقى والفن المصري، اسمه الحقيقي “موريس زكي موردخاي”، ولد في يناير 1922م، ونشأ في عائلة فنية معروفة، فأبوه هو المطرب الشهير “زكي مراد” أحد أشهر مطربي عصره، وصاحب أجمل الطقاطيق والمواويل التي ظهرت في مصر مطلع القرن العشرين، أما عن منير مراد فيكفي قوله عن نفسه في حوار إذاعى قديم: “أنا معجون بالفن”.
تلقى الملحن الشهير منير مراد تعليمه فىدي إحدى المدارس الفرنسية بالقاهرة، وأتقن العديد من اللغات، وعقب حصوله على الثانوية التحق بالكلية الفرنسية، والتي سرعان ما تركها وعمره 17 عاما، بعدها عمل بالتجارة في الجبن والصابون وأمواس الحلاقة، حيث استمر بهذه الأعمال حتى بدأ حياته الفنية عاملا للكلاكيت مع المخرج توجو مزراحي، ثم عمل كومبارس في بعض الأفلام، ثم مساعد مخرج مع كمال سليم وحسن الصيفى وأحمد بدرخان وغيرهم في حوالي 250 فيلما.


منير مراد "المظلوم حيا وميتا

عمل منير مراد مديرا لمكتب الفنان أنور وجدي، وذلك بعد زواجه من شقيقته ليلى مراد التي أعلنت إسلامها، ثم عمل مساعدا له في الإخراج في حوالي 24 فيلما، وخلال علاقته بالسينما التي امتدت خلال الفترة من سنة 1941م حتى سنة 1964م عمل منير مراد بجميع الأعمال المتعلقة بالفن السابع تقريبا.
فقد عمل عاملا للكلاكيت وفي التحميض والديكور والماكياج ومساعد مصور وملاحظ سيناريو، ثم مساعدا للإخراج وكومبارس وبطلا، ثم ضيف شرف وكتب روايات الأفلام وأنتجها وقدم إسكتشات واستعراضات وأغانى ومونولوجات وتقليد، سواء فى الأفلام أو على مسارح مصر أو في فرنسا والمكسيك والولايات المتحدة وغيرها من دول العالم.
كان منير مراد أيضا راقصا بارعا، فقد استعان به كثير من المخرجين لتقديم رقصة الكلاكيت الشهيرة، وذلك دون أن يظهر على الشاشة، وهذه الرقصة تعتمد على الدق بالكعوب وأمشاط الأقدام على الأرض باستخدام نوع معين من الأحذية المخصصة لهذا الغرض.

منير مراد "المظلوم حيا وميتا
وكان إلى جانب هذا كله بارعا أيضا في كل ما يتعلق بالموسيقى والغناء، حيث بدأ بالتلحين للفنانة شادية في فيلم “ليلة الحنة” الذي أخرجه وأنتجه أنور وجدى، وذلك فى أغنية واحد اتنين واحد اتنين، بعدها قدم مع شادية ألحانا لا تحصى خلال 20 سنة منها: دبلة الخطوبة، وألو ألو، ودور عليه تلقاه، ودويتو حاجة غريبة مع عبد الحليم حافظ، كما قدم العديد من الألحان لعبد الحليم منها: وحياة قلبى وأفراحه، وضحك ولعب وجد وحب، وأغنية “بأمر الحب” التي تعتبر من المفاجآت والإبداعات اللحنية التي أثبت بتلحينه لها أنه قادر على تلحين الأغنيات الثقيلة وليس الألحان الخفيفة فقط، وكان منير مراد من أقرب الأصدقاء لحليم خاصة آخر 10 سنوات في حياته، حيث رافقه كثيرا خلال رحلاته العلاجية، كما لحن لأخته ليلى مراد 10 أغنيات أشهرها: أنا زي ما أنا، كما لحن لصباح وشريفة فاضل وفايزة أحمد ومها صبري ووردة ومحرم فؤاد ومحمد رشدي ونجاح سلام وهاني شاسنة
الملحن منير مراد أعلن إسلامه أواخر الأربعينيات، حيث غير اسمه من موريس موردخاي إلى منير مراد، ومن المعروف أن أول أفلامه كان مع شادية وهو فيلم “أنا وحبيبي”، وقام بتلحين أغاني هذا الفيلم وكتب قصته وكان مساعدا لمخرج الفيلم، كما قدم فيه اسكتش التقليد الشهير: “محدش شاف”، كما قدم فيلم “نهارك سعيد” مع سعاد ثروت، ثم قدم فيلم “موعد مع إبليس” كضيف شرف، واستعان به صديقه المخرج حسن الصيفي لتقديم أحد الإستعراضات مع سامية جمال في فيلم “بنت الحتة”.
منير مراد قدم الموسيقى والألحان في عديد من الأفلام السينمائية مثل: الزوجة 13، ومولد يا دنيا، كما قدم الموسيقى التصويرية لمسلسل برج الحظ، ومسرحية حواء الساعة 12، وموسيقى إستعراضات للعديد من الراقصات مثل: تحية كاريوكا وسامية جمال، ونعيمة عاكف. 

كان الموسيقار منير مراد سابقا لعصره، فقد عرض على التليفزيون المصري أن يقدم برنامجا كوميديا، يلحن فيه مانشيتات الصحف ويغنيها، لكن قوبل طلبه بالرفض وقتها دون ابداء أسباب، والعجيب أنه قدم برنامجه هذا في التليفزيون المكسيكي تحت عنوان: ” ساعة مع منير مراد”.

تزوج الملحن منير مراد 3 مرات: الأولى من فتاة يهودية أنجب منها ابنه زكي، وبعد إسلامه بسنوات تزوج منير مراد من الفنانة سهير البابلي، وذلك خلال القترة من سنة 1958م حتى سنة 1967م، والثالثة قبل وفاته وكانت من خارج الوسط الفني و هي السيدة ميرفت جودة.

حفلت حياة منير مراد بالألغاز والتقلبات، فقد تم اتهامه بأنه أسلم فقط من أجل الزواج من الفنانة سهير البابلي، مع أنه كان قد أسلم قبلها بسنوات، وبعد وفاته في 17 أكتوبر 1981م إثر إصابته بسكتة قلبية، ذكرت بعض الصحف أنه لا يحمل الجنسية المصرية وأنه كان يقيم في القاهرة بتذكرة مرور دولية تجدد له سنويا، رغم أنه كان مصريا للنخاع، وعاشق لمصر، ورفض أن يتركها ويهاجر لإسرائيل، بل أسلم وعاش طوال حياته مصريا مسلما حتى مات، رحم الله منير مراد ” المظلوم حيا وميتا”، الذي كان فنانا سابقا عصره بألحانه، و العجيب أنه لم يشعر أحد بوفاته لحدوثها بعد حادث اغتيال الرئيس السادات بأيام قليلة وذلك في يوم 17 أكتوبر سنة 1981م.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock