عاممقالات

التنمية البشرية … خرافات … خزعبلات 



التنمية البشرية … خرافات … خزعبلات


بقلم: الكاتب والسيناريست أحمدعزت 
– كل عام هجرى ونحن جميعا بخير، تلك إحدى أمنياتى الحقيقة فى كل مناسبة أو عيد يهل علينا خصوصا فى الأعوام الأخيرة، ولو أنى لا أستطيع أن أجزم بأنها ستتحقق طالما مازال هناك فكر شاذ يرتدى ثوب الدين، فتحضرنى خطبة جمعة حضرتها فى الفترة الأخيرة فى المسجد الأقرب لمنزلى لأحد المدعون بالعلم والمشيخة وهو بعيد كل البعد عن ذلك، لسبب بسيط أن العنوان الرئيسى للخطبة كان (التنمية البشرية … خرافات … خزعبلات).
– وإذا كان هذا هو العنوان الرئيسى فما بالكم بالمحتوى نفسه، محتوى أقل ما يوصف بأنه لا ينم إلا عن جهل قائله وفراغ عقله وشذوذ أفكاره التى يلصقها بالدين قصرا، وما أكثر أمثاله ممن إبتليت بهم مساجدنا سواء كانت فى خطب الجمعة أو الدروس القصيرة التى تتبع الصلوات وبالأخص صلاة العشاء لأنها أكبر فرصة تتاح لراغبى الشهرة من مدعى العلم منهم لكثرة عدد الحضور فيها عن أى وقت أخر من الصلوات الأخرى.
– وهم أنفسهم أكثر الناس الذين أظهروا إعتراضاتهم على فكرة توحيد خطبة الجمعة، وذلك بالتأكيد لأنها ستحرمهم متعة التحكام فى عقول الجمهور من مريديهم وتوجيه عقولهم إلى حافة التطرف والإبتعاد عن العلم كالذى يرى أن التنمية البشرية خرافات وأن مالدينا من الدين يكفينا عن طلب أى من العلوم الأخرى، ونسى أن أول أمر جاء لنبى الإسلام هو (إقرأ) ولم يكن (صل أو سبح أو تصدق أو حتى بر والديك) بل كان (إقرأ)، وقال تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) والكثير الكثير فى ديننا ما يدعو إلى القراءة والتعلم والإطلاع على العلوم والثقافات المختلفة، ولكن مدعى العلم من مشايخنا يستسهلون ويدعوننا إلى الإستسهال والإكتفاء بقرأة كتاب الله فحسب.
– والتنمية البشرية: هي عملية توسيع القدرات التعليمية والخبرات للشعوب، والمستهدف بهذا هو أن يصل الإنسان بمجهوده ومجهود ذويه إلى مستوى مرتفع من الإنتاج والدخل، وبحياة صحية، بجانب تنمية القدرات الإنسانية من خلال توفير فرص ملائمة للتعليم وزيادة الخبرات. 
– ومن أعلام التنمية البشرية العرب هم: د.إبراهيم الفقى (مصرى)، د. صلاح الراشد (كويتى). ولا أنفى هنا الإتهام عن هذا المجال الحيوى بسبب عمل بعض الغير مؤهلين علميا به مثل جميع المجالات والتخصصات الحياتيه المختلفه، ولكنى لست هنا بصدد الدفاع أو إدانة هذا المجال، ومن غير الصحيح تعميم الإتهام ضد أى علم بسبب بعض المشتغلين به، ولكنى أناقش هنا رفض مُدعى العلم الدينى لأى إطلاع على أى علم جديد أو فكر مختلف. 
– ولا أدرى إلى متى ستظل يد الدولة ترتعش تجاه مواجهة هذه النوعيات من الأفكار المتطرفة بالرغم من أنها تتصدى لها فى جبهات أخرى بشكل أمني وعسكري – وهى وحدها غير كافيه- لأنه هو نفس الفكر الذى يتزايد بشكل مرعب بين الناس ويأكل فى طريقه كل ما تبقى من دين وسطى صحيح وفطرة إنسانية سليمة ليتركها مشوهه شاذة صلبة لا ينفع معها تقويم ولا أى محاوله فى إصلاح أو حتى قبول لرأى مخالف حتى لو كان فى غير أساسيات الدين، مما ينتج عنه إزدياد الجهل بين الناس أو إزدياد فكرة الإلحاد والإبتعاد عن الدين كليا كرد فعل عكسى. 
– وسنظل دوما نصرخ حتى أخر لحظة فى أعمارنا لابد من التطهير الداخلى لمؤسسة الأزهر ومراجعة لمناهجه الدراسية، كما تحتاج وزارة الأوقاف إلى تطهير ومتابعة مستمرة ومحاسبة للمخطئ بلا هوادة لأن الخطاب الدينى يؤثر بشدة فى عوام الناس بإختلاف درجاتهم العلمية، بالإضافة الى الأميين وما أكثرهم فى مجتمعاتنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock