شعر وحكاياتعام

المشربيه


بقلم: مي زكري
طال بي الانتظار…يوميا مذ لمحت ظلها خلف المشربية. و أنا انتظر اقتراب المغرب بلهفة لأذهب للمقهى المقابل لبيتها لأمكث إلى بعد العشاء.متطلعا الى تلك المشربية المظلمة..علها تضيء بمحياها. لم أرها حتى اليوم، و لكن أحسستها، دائما ما ألمح ظلها المشرئب بثبات خلف المشربية..اكيد هو ظل فتاه، فالرجال لا يحتاجون الاختباء في الظل خلف المشربيات متطلعين إلى الشارع. أتراها تراقبني أنا؟! أكيد فليس سواي من يديم و يطيل البقاء كل ليله شاخصا بصره تجاهها. آه من علوها.
ترى كيف تبدو؟ اظنها تشبه الملكه فريده في بهائها و رفعتها او ربما تشبه كاميليا في فتنتها و تدللها..قد تكون رفيعه، تخطو بخفه و يسر او ربما مكتنزه تتحرك بثبات و دلال..صوتها بالتاكيد جميل ملئ بالدفء كصوت أمي. تبدو حييه، فحتى اليوم لم تحاول أن ترفع باب المشربية لأراها. 
سأطلب من أمي أن تذهب لبيتها في اقرب وقت. ستستجيب أمي على الفور فلطالما أرادت ان ترى أولادي. فأنا أصغر إخوتي و أنا من سأعيش معها بعد الزواج. سأتزوج محبوبتي و نعيش معها. ستفرح بها أمي، فهي من احبها قلبي و رنى إليها فؤادي. ستكون هي حنون علي و على أمي خلوق مطيعه… ستوقظني كل صباح بدلال و خفه قاىلة بنعومه: “الفطار جاهز” سأفتح عيني و ابدأ صباحي بوجهها الجميل البشوش، مقبلا كلتا يديها العاجيتين. و على الإفطار ستطعمني بيدها حتى امتليء ، فإن توقفت عن الأكل..تتوسل إلي لآكل المزيد. لن أخرج قبل ان تضبط لي ملابسي و طربوشي و تعطرني بالورد و العنبر و تبخرني حتي باب البيت. مودعة إياي بالدعاء لي و ملئ عينيها الشوق لعودتي. و أنا أيضا، سأبقى في شوق لها حتى أعود. و عند عودتي، ستنتظرني في كامل زينتها و الفرحة ملئ قلبها. ستستقبلني بابتسامة السعاده المملوءه بالخجل قائلة لي:”الحمام جاهز.”
سأبقى معها إلى صباح اليوم التالي.. لن افارقها لحظه..فهي معشوقتب و حبيبتي و ام اولادي! سننجب البنين و البنات. و سنبقى في وصال دائم أبدي، يزيد كلما أنجبنا طفلا جديدا.
يااه. لقد أطلت الانتظار، لابد أن أمي قد شعرت بالقلق. علي ان أعود إلى البيت الآن. سأروي لأمي كل شيء و أشكو لها شوقي . كيف سأصفها لها و أنا لم أراها إلا في أحلامي. أم أطلب منها هي أن تراها و تعاينها..! ما هذا! لا لا، ساتزوجها على أي حال.. فقد أحببتها من خلف المشربية…
سأنهض الآن و أوميء لها مشيرا بالنصراف كعادتي على أمل باللقاء القريب.. سأمضي و كلي شوق و لهفه لأعود في الغد علها تحنو علي بنظرة عطف… ما هذا هناك ضوء لمبة جاز يقترب من المشربية فلأنتظر ربما أتبين ملامحها.. احدهم قادم من خلفها رافعا باب المشربية قليلا………….
يا إلهي!!!!!!
ياللحسرة…………. 
الفتاه الشاخصه خلف المشربية بثبات منذ شهور ، ما هي إلا
……………… ما هي إلا
قلة!!!!!!!!!!!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock