مقالات

وريقات أربعينية

وريقتي السابعة و الثلاثون

بقلم د. غادة فتحي الدجوي

سأبدأ وريقتي برسالة جائتني من صاحبتي د. وفاء عن وريقتي السابقة
‎حلوة قوي يا غادة بس حاسه انها ناقصة. حاجة…”

‎يمكن الربط بين دائرة الاحتياجات وكيفيه تنقيه جروح الماضي
و قد وعدتها بأن اتحدث في ذلك هذه الوريقة و جاء في نفس السياق بعض الأحداث من حولي تتطرق إلى نفس الموضوع و كأن القدر يتحدث من قلبي إلى عقلي …

و اليوم سأحدثكم عن مفهوم ربما سيكون البداية و نستكمل فكرة دائرة الاحتياجات في الوريقة القادمة، و لكن دعوني أسألكم اولا ما هو التعاطف؟ من وجهه نظركم فلتفكروا لحظات ثم استكملوا قراءة الوريقة….
التعاطف ببساطة هو الشعور بالحزن او الشفقة تجاه ما يمر به الآخرون من معاناه..

و هناك العديد من التعريفات حول مفهوم التعاطف و أحيانا يكون هناك خلط بين ” التعاطف” و …. ” المواجدة” نعم ” المواجدة” ربما هو مصطلح جديد علي أذا الكثير منا و لكن هو أعمق بكثير من التعاطف.

” المواجدة” تعني ببساطة ” شوفني بعيوني عندما أكون في معاناه” ، المواجدة هي القدرة على استیعاب ما یمر به الشخص الآخر وتفهم ظروفه وموقفه” .

لیتمكن كل واحد منا من تنمیة قدرته على المواجدة مع الآخرین، علیه أن یعي باحتیاجات الآخرین والمشاعر المختلفة الناجمة عنها؛ و كل إنسان لديه مجموعة الاحتیاجات الجسدیة/مادیة المعروفة مثل الاحتیاج للطعام والنوم والماء والهواء..و غيرها . و أيضا لديه احتياجات اخري تسمي الاحتیاجات الاجتماعية و الشخصية و ربما تختلف من شخص لآخر و ادعوكم لإحضار ورقة و قلم لكتابة هذه الاحتياجات كخطوة اولي و لنعتبر هذه الوريقة تدريب لنا لمعرفة هذه الاحتياجات و نتائج تلبيها من عدم تلبيتها…

أولا: الاحتياجات الشخصية و الاجتماعية:

التواصل الاجتماعي، الدعم، الأمان، الانتماء ، التقدير، الحب ، الاحترام ، الاستقرار، الثقة في النفس/ الاخرين ، الصدق/ الأمانة، المرح، الجمال، السلام، النظام، الوضوح ، المساواة، التحدي، التعبير عن الذات، المشاركة، التغيير، التعافي، الوعي/المعرفة، الاستقلال/ الحرية…
و الأن… فكروا في اتجاهين ؛ الاتجاه الاول اذا كان لديكم الأصدقاء او العائلة او الزوج او الزوجة وزملاء العمل و تأملون في تلبية احتياجاتكم بمختلف أنواعها من خلال هذه العلاقات…و اكتبوا ما هي مشاعركم عندما يتم تلبية احتياجاتكم من كل علاقة؟ و ما هي مشاعركم عندما لا تجدون ما تبحثوا عنه؟

و الاتجاه الثاني: اذا لم تلبي احتياجات الأخرين الذين توقعوها من علاقاتهم بك .. ترى ماذا ستكون مشاعرهم؟ … و اذا وجدوا غاياتهم و احتياجاتهم الشخصية و الاجتماعية من علاقاتهم معك .. ترى ماذا ستكون مشاعرهم؟

و الاجابة من علماء النفس…:

هنا علينا تذكر ان المشاعر هي تعبیر عن حالة الاحتیاجات؛ فإذا تمت تلبیة الاحتیاجات فینتج عنها مشاعر مثل:

الراحة، الثقة، السعادة، الإمتنان، الفخر، الأمل ، التفاؤل، النشاط، الانفتاح….

أما في حالة عدم تلبیة الاحتیاجات فقد ینتج نوع آخر من المشاعر مثل:

الغضب، الانزعاج، الحيرة، الحزن، الوحدة، قلة الحيلة، خيبة الأمل، الإحراج ، القهر….

نعم… ربما لم نكن ننتبه إلى احتياجات الاخرين حولنا منا، او عندما يكون لدينا مشاعر إيجابية او سلبية تجاه ايه علاقة لم نكن نعي لماذا و ما السبب..

فعلينا ان نعي و ننتبه لمشاعرنا و احتياجاتنا و احتياجات الاخرين منا حتي نحافظ على علاقاتنا و نجعلها تسير بمركب حياتنا رغم الأزمات و العواصف التي قد تمر بحياتنا ..

فلنحاول خطوة خطوة تنمية مشاعر ” المواجدة” في أنفسنا و سأترككم اليوم مع المواجدة حتى نتقابل الوريقة القادمة و نكمل حديثنا…

وريقات أربعينية الوريقة السادسة و الثلاثون

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock