مملكة العدم / دولة الآتي …
شعر : مصطفى الحاج حسين .
يحبو الفضاء على اختناقي
ويتسلقني المدى
وعلى ظهر انهياري
يقفز الكون
وبصعوبة تخطو بي أثقالي
تتهاوى فوق أوجاعي الدروب
ويمسكني السّراب من غصّتي
أمدّ لهاثي نحو لغتي
فلا تسعفني أجنحة القصيدة
ياأيها الموت الكامن بنشيدي
ياسلّم السّدى الصّاعد للخيبة
ياشفق الدّمع العاثر
خذ اشتياقي لأحراش الصّدى
لي عند الخرائب غمامات قامتي
وصهيل أغصاني المخثرة بالسقوط
لي عند الاحتضار نوافذ
من ندى نازف
ولي سماوات من هلاك
حدّد لي ياقبري
مساحات الكلام
سأنقش على جدران العراء
رسوماً لانهزامات أمجادي
وسأجعل من ضباب وقتي
مأذنة تصدح بصمتٍ حبيسٍ
لأتلو على الغبار
آيات نزيفي
إنّي أترأس الآن
أعمدة الانكسارات
توّجني خوفي ملكاً على الهباء
أحمل في يدي ارتعاشي
وفوق رأسي المقطوع منذ ولادتي
اكليل الرّماد
وها أنا أعلن
أمام الفراغ اللائب
عن قوانين البلاد
لا يحق لأحد العيش
في مملكتي
سوى من لا وجود له
في وطنٍ غير قائم
لا يسكنه سوى الغياب
للغائب الذي لن يعود
سأشيد العدم
وعلى الأبواب السبع
سأوزع عسساً من خواء
يصفقون للريح
وللخطب البكماء
وعلى أعلى انحدار
سيرفرف علم من وهم .