حياة الفنانينعام

لقاء صحفي مع الكاتب الفلسطيني الكبير “رسمي أبو علي “

لقاء صحفي مع الكاتب الفلسطيني الكبير "رسمي أبو علي "

حاورته / لطيفة محمد حسيب القاضي

تربيت على الصحافة والثقافة

تأثرت بيوسف أدريس

دراستي للمسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة كانت صدفة

اتعب من أي شيء إلا الكتابة

إنجازي الأول هو تيار” رصيف 81″

 من الجميل أن يموت الإنسان من أجل الوطن ولكن من الأجمل أن يحيي من أجل الوطن ،الصحفي والكاتب والشاعر المعروف رسمي أبو علي ،إنه وطني بدرجة امتياز ،هو من أهم الشخصيات البارزة في مجال القصة والرواية والشعر ، وحصل على بكالوريس المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة عام 1964، عمل مذيعاً ومقدماً ومنتجاً لبرامج إذاعية شملت المنوعات والمسلسلات الدرامية والتعليقات السياسية في إذاعة عمان خلال السنوات 1964-1966 انتقل بعدها للعمل في إذاعة فلسطين خلال السنوات 1966-1982 ومنذ ذلك العام وهو متفرغ للكتابة الصحفية.
وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، وعضو في الإتحاد العام للكتاب الفلسطيني.مؤلفاته:قط مقصوص الشاربين اسمه ريس (قصص) دار المصير الديمقراطي، بيروت، 1980.لا تشبه هذا النهر (ديوان شعر) اتحاد الكتاب الفلسطينيين، ودار الحوار، دمشق، 1984.الطريق إلى بيت لحم (رواية) دار الثقافة الجديدة، القاهرة، 1990.ذات مقهى (ديوان شعر) رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 1998.أوراق عمان الخمسينات (سيرة ذاتية) أمانة عمان الكبرى، عمان، 1998.ينزع المسامير ويترجل ضاحكاً (قصص) دار الثقافة، رام الله، 1999. 
لقاء صحفي مع الكاتب الفلسطيني الكبير "رسمي أبو علي "


1من هو رسمي أبو علي؟

أنا من مواليد قرية المالحة / قضاء القدس في أواخر عام 1937 وقد احتل الصهاينة القرية عام 1948 ومن يومها أصبحت لاجئا .


2/كيف كانت بدايتكم ككاتب؟ وكيف اكتشفت موهبتكم؟

 الحقيقة أنني منذ السنوات الأولى لنشأتي كنت أحس برغبة عارمة للقراءة والمطالعة ومن حسن الحظ أنه كان لي ابن عم أكبر مني وكان يعمل في القدس ويحضر لي المجلات كمجلة الأثنين والمصور المصريتين و بعض إعداد مجلة الهلال ، وعندما يفرغ من قراءتها يعطيني ٱياها لمطالعتها مع انني لم اكن قد تجاوزت الثامنة ، لكن أظن هذا يدل على شغف مبكر بالمطالعة والقراءة ولقد كان حجر الاساس للكتابة عندما حان الوقت ، وهكذا ترين أنني تربيت على الصحافة والثقافة المصرية عموما ،قرات كل ما صادفني من كتب ثقافية عربية ومترجمة من شعر وقصة ورواية لكتاب عرب وأجانب .

..3/الشاعر والروائي الكبير رسمي أبو علي،مع بداية أي موهبة يكون هناك القدوة،فمن استهواك من الكتاب وشعرت أنك تريد أن تكتب بنفس أسلوبه؟

تأثرت ب محمد عبد الحليم عبدالله ويحيى حقي ويوسف ادريس وبعض الكتاب الشباب بعد هؤلاء كجمال الغيطاني كما قرأت لكتاب لبنانيين وسوريين كحنا مينه رحمه الله وكثير جدا من كتاب أوروبيين ولاتينيين لكن أكثر ما أثر في هو رواية الرباعية الاسكندرانية للايرلندي لورنس داريل ولم اقرأ في حياتي عملا روائيا أفضل منه ،مع أنني قرات لفوكنر وشتاينبك من كبار روائيي أميركا لكن أضيف بأنني تأثرت بكل هؤلاء حسب المراحل الزمنية لكنني لم اتأثر بأي منهم بشكل خاص ، إذ كنت لا أزال أبحث عن صوتي وزاوية النظر التي أكتب منها.

4 ./أنت كاتب وشاعر و روائي فلسطيني قدير ،كيف تأتيك حالة الكتابة؟

لا وقت محددا وقد تأتني الحالة أو مقدماتها في أي وقت ، إن عملية الكتابة نوع من الولادة لا تستطيع أن تعرف متى تأتيك.باستثناء إذا كنت تكتب رواية فهنا لا بد من التخطيط والعمل اليومي.

5/أنت وضعت في الصفوف الأولي للأدب الفلسطيني، لماذا تم إعلانك كاتبا في سن الأربعين؟ 

الحقيقة أنني تأخرت جدا في الكتابة وقبلها كنت أكتب مقالات وتعليقات إذاعية إذ إنني كنت مذيعا ومعلقا في إذاعة منظمة التحرير 4 شارع الشريفين / القاهرة منذ عام 1966…… إلى أن انتقلنا كعمل فلسطيني إلى بيروت الذي شهدت كل ولاداتي الإبداعية قصة قصيرة واعترف هنا بأنه فني الأول وشعر ورواية وإطلاق مشروع الرصيف 81 وسأتحدث عنه لاحقانشرت قصتي الأولى وعنوانها قط مقصوص الشاربين اسمه ريس وكان عمري 40 سنةكانت قصة مضادة كليا لتيار أدب المقاومة السائد ٱنذاك بكل أبعادها لدرجة أن روائيا كبيرا قال عنها بأنها غيرت مجرى الأدب الفلسطيني كتبت قصصا قصيرة قبل ذلك وكان من الممكن أن أنشرها ولكني لم أشأ أن أتسلسل بالتدريج، لم أكن مستعجلا وأردت أن أنزل مكتمل الملامح حقيقيا لي صوتي وبصمتي الخاصة 



لقاء صحفي مع الكاتب الفلسطيني الكبير "رسمي أبو علي "

6/ هنا نأتي إلى تيار رصيف 81 ،أنت كنت من مؤسسي المجلة الشهيرة “رصيف81” مع الشاعر الكبير علي فودة ،وهذا التيار أطلق في 1981،هل ممكن أن تحدثني عن هذا التيار وعن تاريخ المجلة كيف تأسست و ما مضمونها؟ 

و على الرغم من أنني قدمت جديدا ومتميزا على صعيد القصة القصيرة والشعر بشهادة عدد من الشعراء والنقاد اللبنانيين والذين لم يكن لديهم حساسية أو حسابات شخصية فان إنجازي الأول هو تيار رصيف 81 باعتباره إضافة ثورية لم يسبق لها مثيل لغة ودورا ،الرصيف لم يكن مجلة ولكن نظرية ونهجا، وعلى الرغم خروجنا من بيروت فإن الفكرة لم تنته إذ لا زلت أحملها بنفس الحماس متاكدا أنها الطريق الوحيد لصياغة نظرية ثورية توفيقية بين المؤسسة والرصيف أي المهمشين، إضافة إلى أن مجلة رصيف 81 عملت على إحيائها الأبعاد العربية والإسلامية والأممية للقضية التي تٱكلت بعد اتفاقيات اوسلو 1993 ولا زلت أحمل الفكرة رغم مرور حوالي 40 سنة على إطلاقها رغم تقدمي في السن. 

7./الكاتب الكبير رسمي أبو علي، أنت تخرجت من “المعهد العالي للفنون المسرحية”لماذا لم نر لك عملا مسرحيا؟

عن دراستي للمسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرةكان الأمر بالصدفة إذ كان أحد زملائي في الإذاعة يتردد على المعهد في شارع الهرم كمستمع لأنه لم يكن يحمل أية شهادة ، وقد أثار فضولي قائلا بأنني استطيع كوني أحمل شهادة التوجيهية الأردنية ولو من سنوات أن التحق بالمعهد باستثناء من العميد كوني فلسطينيا ومذيعا، وكان العميد ٱنذاك هو الأستاذ الممثل نبيل الألفي والذي قابلته فعلا حيث وافق على التحاقي بالمعهد كطالب منتظم اذا نجحت في امتحان القبول الذي سيجرى للجميع وفعلا نجحت ، بل كان ترتيبي الأول من بين حوالي900 طالب متسابق وهكذا التحقت بالمعهد إلى أن تخرجت عام 1970 قسم الأدب والنقد المسرحي لكني لم أمارس المسرح لا كتابة ولا نقدا لأن العمل الإعلامي والسياسي استغرق كل وقتي يضاف إلى ذلك أن المسرح لم يكن من أفضل أولوياتي ..

8/ روايتك ” الطريق إلى بيت لحم” اسم الرواية مختلف عن محتواها لماذا؟

فعلا العنوان هو إعلان عن نيتي في العودة إلي “بيت لحم” فلسطين.

 9/ماذا يمثله لك الشاعر والصحفي والإعلامي “محمد حسيب القاضي” رحمة الله عليه؟

علاقتي بالشاعر الراحل الأستاذ محمد حسيب القاضي كان زميلا في إذاعة فتح والمنظمة في القاهرة لسنوات وقد كان إنسانا هادئا كالنسمة يكتب قصيدته ولا يشتبك أو يتدخل في شؤون أحد ذكرياتي عنه بسيطة ولكن أذكر أنه كان شاعرا مميزا وثوريا بأسلوبه الخاص وللأسف غادرت القاهرة بعد سنوات قليلة قضيتهافي الإذاعة وبعدها لم أسمع أو أقرأ للشاعر ولذلك فلست مؤهلا إلا للحديث عن انطباعات إنسانية عن الراحل العزيز أكثر من الانطباعات عن شعره 


10/بعد تجربة الإلقاء لقد قررت أن تكتب الشعر لماذا؟‏‎

كان الشعر موجودا في روحي ، وقد حان موعد خروجه


لقاء صحفي مع الكاتب الفلسطيني الكبير "رسمي أبو علي "

‎11/ ما الذي ازعج الشاعر محمود درويش منك عندما كنت تلقي له قصائده؟

 عندما كنت القي قصيدة رثاء نموذجية لشهيد كبير فكان محمود لا يعرف أبو علي إياد ، ولكن كان هناك مقطع في ٱخر القصيدة رأيته غير مناسب في هذا المقام يقول فيه ، ” لنا صور في جيوب النساء ” رأيته غير مناسب أن يقول هذا شاعر معروف بأنه كبير شعراء المقاومة ، فشطبته ولم أقراه يبدو أن محمود استمع إلى القصيدة ولم يعجبه أنني شطبت الجملة التي تحدثت عنه.ا ففوجئت به يأتي وهو محتد وقال لي القصيدة بالنسبة لي تشبه ( سحارة بندورة إما أن تاخذها كلها وإما أن تتركها ) فابتسمت للتشبيه وطيبت خاطره وأنا أقول له بأنك الٱن معروف ومشهور على نطاق واسع كشاعر مقاومة وقد لا يكون مناسبا أن تقول ” لنا صورا في جيوب النساء ” فهدأ ويبدو أنه اقتنع. .

12/ حدثني عن علاقتك بالشاعر الكبير محمود درويش رحمة الله عليه، هل كان بينكم خصومه و قطيعة؟

كانت علاقتي بالشاعر محمود درويش جيدة ،فحدث وانقطعت فترة من الزمن مع محمود درويش ولكننا عدنا والتقينا في بيروت وخلال فترة قصيرة تفجرت شاعريته بشكل واضح فأخذت بقراءة ما يكتبه من شعر في الإذاعة الميدانية التي اقمناها في بيروت الأمر الذي لفت انتباهه وصرنا نلتقي ونتحدث وذات مرة قال لي : أحب أن استمع لشعري بصوتك فأحبه أكثر أما بقية القصص عن خصومة وقطيعة معه فكانت مبالغا فيها إذ لم يكن بيننا قطيعة قط إلى أن توفى رحمه الله.

13/الكاتب والشاعر الفلسطيني الكبير،هل أتعبتك الكتابة،يصفها البعض بأنها كجلد للذات ،فما رأيكم؟ 

لا طبعا أتعب من أي شيئ إلا الكتابة و لأن الكتابة فعل حياة بالنسبة لي وبالمعنى الحرفي ولذلك أقول : أنا أكتب إذن أنا موجود ،واستغرب من يقول أنها جلد للذات. 

14/ما تقيمكم للعلاقة بين الأدباء الفلسطينين في الخارج، و نظرائهم في الضفة وقطاع غزة؟

تقييمي للعلاقة بين كتاب فلسطين الداخل والخارج ليس هناك فاصل محدد بين الداخل والخارج وخاصة إن عددا كبيرا من الكتاب والشعراء ممن كانوا في الخارج قد عادوا للوطن ومنهم محمود درويش يحيي يخلف محمود شقير غسان زقطان زكريا محمد وصحفيون اخرون وهكذا بات من الصعب الحديث عن داخل وخارج.

15/هناك من يقول بأننا كفلسطينين أبدعنا شعرا أكثر مما انتجنا قصة،هل توافق على هذا الرأي؟

الحقيقة أن الفلسطينيين أبدعوا بقدر متساوي كشعراء وككتاب قصة ورواية


لقاء صحفي مع الكاتب الفلسطيني الكبير "رسمي أبو علي "

16/هل تعتقد أن الصحافة الإلكترونية الأكثر تأثيرا في الشعر العربي عموما ،و الشعر الفلسطيني خصوصا؟

‏إن الصحافة الإلكترونية هي الأكثر تأثيرا في الشعر العربي عموما، و الشعر الفلسطيني خصوصا، وبسبب سهولة النشر وسهولة الإنتشار.

 17/ما الذي يضحكك، و ما الذي يبكيك؟

تضحكني المفارقات، وقد يبكيني مشهد في فيلم سينمائي.

 18/هل ترى أنه توجد أزمة قراءة في الوطن العربي بشكل عام؟

نعم توجد أزمة قراءة حادة والشباب لا يقرأون ،ويكتفون بوسائل الاتصال الإلكترونية‎.


19/ ما الفرق بين أبناء جيلك من الشعراء و الروائيين وبين الشعراء والروائيين الشباب؟‏‎

الشعراء الشباب الٱن يتجهون بمعظمهم إلى سوريالية جديدة ،يختلط فيها الحابل بالنابل‎.

 20/أنت قدمت الكثير من القصص والشعر ،فما هو إنجازك الأول برأيك؟

رغم تقدمي في العمر إلا أن مشروع تيار الرصيف لا يزال قائما بالنسبة لي فإنني أعتبر مجلة رصيف 81 هي انجازي الأول .


21/أين تنشر أفكارك؟ 

أفكاري انشرها على الفيسبوك أولا بأول فهو منبر حر لا رقابة فيه غالبا.


لقاء صحفي مع الكاتب الفلسطيني الكبير "رسمي أبو علي "

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock