كتب / خطاب معوض خطاب
الشيخ جاد الحق على جاد الحق …
صوت الحق الذي لم يسر في ركاب السلطان …
ولد الشيخ جاد الحق علي جاد الحق فى 5 أبريل 1917م ، حفظ القرآن و تعلم القراءة و الكتابة بكتاب قريته بطرة مركز طلخا بالدقهلية ، ألحقه والده بالأزهر الشريف ، بعد حصوله على الثانوية التحق بكلية الشريعة و القانون التى نال شهادتها سنة 1944م ، عمل بالقضاء الشرعى ثم القضاء المدنى بعد إلغاء القضاء الشرعى ، أصبح مستشارا بمحاكم الإستئناف 1976م ، مفتيا للديار المصرية 1978م ، عضوا بمجمع البحوث الإسلامية ثم رئيسا له في 1980م ، وزيرا للأوقاف فى يناير 1982م و بعدها بشهرين تولى مشيخة الأزهر و تحديدا فى 17 مارس 1982م .
له العديد من المواقف و الفتاوى التى لم يهب فيها أحدا إلا الله ، كان رافضا للتطبيع و التطبيل ، كان متشددا فى آرائه غير عابئ بوساطة حاكم أو مسئول ، بعد إتفاقية أوسلو زار الرئيس الإسرائيلى عيزرا وايزمان القاهرة و طلب زيارة شيخ الأزهر أو مقابلته فى أى مكان غير أن الشيخ رفض غير عابئ بما سببه من إحراج لمؤسسة الرئاسة المصرية آنذاك ، كما أنه عارض قرارات مؤتمر السكان الذي عقد بالقاهرة 1994م التي أباحت الإجهاض و العلاقات خارج إطار الزواج مما سبب حرجا للحكومة المصرية وقتها فأصدرت بيانا تؤكد فيه أنها وافقت على عقد المؤتمر في القاهرة لبيان رؤية الإسلام في ما يطرحه المؤتمر و أنها توافق الأزهر في آرائه .
أحبه العلماء و رجال الأزهر و العامة لحفاظه على مكانة الأزهر الشريف ، لدرجة أن الشيخ محمد متولى الشعراوى كان يحرص كلما التقاه أن يقبل يده ، و كان الشيخ جاد الحق يقول له : لا يجوز يا مولانا أن تقبل يدى فأنت عالم جليل و لكم مكانتكم العلمية و العالمية إضافة إلى أنكم أكبر منى سنا و مقاما ، فكان الشيخ الشعراوى يرد عليه : إننى لا أقبل يدكم يا مولانا بل أقبل يد شيخ الجامع الأزهر أقبل يد شيخ الإسلام و المسلمين و كيف لا أقبل يد فارس الفتوى …
كان مترفعا عن الدنيا زاهدا فيها ، سكن شقة بالمنيل منذ عام 1954م تقع بالدور الخامس في عمارة ليس بها مصعد ( أسانسير ) و لم يتركها حتى وفاته و رفض أن يسكن فى فيللا عرضت عليه ، كان تقيا لا يحابى أحدا بغير حق ، أتاه أحد أبناء قريته يقدم له طلبا يطالب فيه بالنقل دون وجه حق من وجهة نظره فأشر عليه : هل هذا يرضى الله و رسوله !؟ ، و جاءه مندوب من إحدى المؤسسات الخيرية بالكويت يطلب منه السماح لهم ببناء مسجد كبير بقرية الشيخ يحمل اسمه ، فقال الشيخ يقول الرسول جعلت لى الأرض مسجدا و طهورا ، ممكن الناس تصلى فى الشارع ، لكن مش ممكن تتعلم أو تتعالج فى الشارع فياريت تعملوا مدرسة أو مستشفى ، و بالفعل أقامت هذه المؤسسة بقرية الشيخ مدرسة و مستشفى كبير أيضا .
له العديد من التسجيلات الإذاعية و التليفزيونية كما قدم العديد من الكتب و المؤلفات التي أثرت ابمكتبا الإسلامية ، تم تكريمه بمنحه وشاح النيل 1983م ، وسام الكفاءة الفكرية و العلوم من الدرجة الممتازة من المملكة المغربية ، حصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام و معها مبلغ مالى ضخم لكنه رفض أن يمس الأموال بيده بل أوصى بأن يتم توجيهه بالكامل لإنشاء جمعية خيرية بقريته لتقديم خدمات إنسانية للأهالى
في يوم 16 مارس 1996م توفى الشيخ متوضئا و كان قد أوصى بأن يشهد الشيخ الشعراوى غسله و يحضر دفنه و بالفعل حرص الشيخ الشعراوى على تنفيذ الوصية و تحامل على نفسه و لم يترك أسرة الإمام جاد الحق على جاد الحق بل شاركهم ليلة العزاء بقريتهم .
المصادر :
كتاب موسوعة 1000 شخصية مصرية (لمعي المطيعي) .
جريدة عقيدتي 16 ديسمبر 2014م .
جريدة المصري اليوم العدد 2141 .
مجلة الوسط العدد 217 .