كتبت / دعاء نصر
أعتقد البعض أن الإحتفال “بعيد الأم ” هو عادة أتية من الغرب ولكن في الواقع بدأت أول احتفالات بعيد الأم هنا في مصر الفرعونية.
أحتفل المصريون القدماء بالأم قبل آلاف السنين كرموها وقدسوها واحتفلوا بها فالحضارة المصرية القديمة هى أول من نسجت خيوط هذا التكريم منذ الآف السنين كعيد مقدس للأم ابتداء من الدولة القديمة استمرارا حتى أواخر عهد البطالمة، لذلك اختار المصريون القدماء العدد الأكبر من آلهتهم من الأمهات بعد أن اتخذوا من إيزيس رمزا للأمومة.
أقام القدماء المصريين احتفالاً سنوياً لتكريم الإلهة إيزيس وهي من أكثر الإلهات المحبوبة وتحملاً وصبراً في مصر القديمة والتي كانت رمزاً للأم والزوجة المثالية وكانت راعية الطبيعة والسحر.
وآثار مصر القديمة هى خير دليل على تقديس الأم فتماثيل المعابد ونقوشها الرائعة تبرز هذه المكانة المتميزة للأم التى تحظى بالاحترام والتبجيل وقد ورد ذكر عيد الأم والنص عليه فى أكثر من بردية من برديات كتب الموتى
ومن أجمل هذه الأمثلة والتى عبرت عن تقدير المصريين القدماء للأم ودورها فى الحياة ما جاء فى بردية «آنى» على لسان الحكيم المصرى القديم «آنى» ينصح ابنه بقوله «أطع أمك واحترمها، فإن الإله هو الذى أعطاها لك، لقد حملتك فى بطنها حملا ثقيلا ناءت بعبئه وحدها، دون مساعدة وعندما ولدت قامت على خدمتك أم رقيقة لك، ثم أرضعتك ثلاث سنوات، وأرسلتك إلى المدرسة كى تتعلم الكتابة، وفى كل يوم كانت تنتظرك بالخبز والجعة فى بيتها، فإن أنت شببت وتزوجت واستقررت فى دارك. فتذكر أمك التى ولدتك.. لا تدعها تلومك وترفع كفها إلى الإله فيسمع شكواها».
فكانت للأم مكانة كبيرة عند قدماء المصرين وكان لها كل التقديس والإحترام لذلك شبهوا الأم بنهر النيل الذى يهب الحياة والخصب والخير.