أدم وحواءعام

عند المنعطف الأخير


بقلم : آيه على الجبالى 
لاحت الصور أمام عينى وسقطت الأقنعة وظهرت الوجوه الحقيقية يبدو أننى بلغت المنعطف الأخير في هذه الرحلة وإذ لم يكن فما الذى دفع هؤلاء للمثول أمامي بهذه الصورة السيئة إلا إذا كانت المسرحية قد إنتهت ونزل السيتار أو قد حان وقت المصارحة ..
كثير منا يخبر نفسه بهذه الكلمات وتجول بخاطره تلك الأفكار عندما يقع في موقف ما وتسقط معه أقنعة كثيرة لكل من حوله .
حينها يحاول جمع وترتيب أفكاره ويستجمع قواه لمواجهة هذا الوجع الأمر الذى في واقعه هو أكبر من هول المشكلة وإن صدق القول فهو المشكلة الحقيقية , فإن نوائب الدهرلابد أن تدور ولكن النفوس تغيراتها أصعب من نوائب الدهور وإن كان بلاء او نائبة فإن الدهر يقسو علينا حين يظهر لنا الوجه الاخر لأحدهم او يكشف لنا حقيقية أمره ,حين ذاك نظن أننا بلغنا المنعطف الأخير في رحلة الحياة ولكن في واقع الأمر الرحلة هي التي بلغت مداها في نفسك ولم تنتهى بعد ..
وأمثلة على ذلك عديدة تقول صديقة لى :
أنها ذات مرة زارها بلاء عظيم فلم إشتد هول البلاء وجدت نفسها بمفردها حتى زوجها فر إلى دنياه ..
وتقول أخرى : مددت يد العون لكل من حولى طوال حياتى بالقلب والمادة وعندما جفت المادة من يدي رأيت وجوهاً لم ألفها من قبل حتى أقربهم لقلبى لم يعد يحادثنى وكلما وصلته قاطعنى انشغالاً ..
أما صديقتى الصغرى فتقول : 
أبلغ من العمر عشرون عاماً واخطأت خطيئه المجتمع الشرقى ,لقد وقعت في الحب حينها إنقلبت المعاملة ورأيت نفسى مذنبة في مواجهة مجتمع عقيم يعاقبنى على شعور لا حول لى به ولاقوة , وإنصرف الناس من حولى حتى أهلى ووقفت وحدي أحارب عن ذلك الشعور وعندما إنتهت المعركة لم أجده بجانبى لقد هرب مع صاحبه الذى تركنى ووحدى وإتهمنى بقلة الحياء ..
حينها ظننت أننى بلغت المنعطف الأخيرفى رحلة الحياة قبل أن أبلغ الستين في مجتمع يموت فيه الناس قبل الثلاثين ويدفنون نحو الستين ..
عند المنعطف الأخير نبلغ النضج الشعورى ونبلغ الثقة الذاتية حين نفقد الثقة في المحيطين فتمنحها الذات للذات وينبع الحب من الداخل لكل الإنسان , إن نجح المنعطف في زرع هذا فإنك حقاً بلغت المنعطف الأخير في رحلة اليأس والثقة الزائدة وستبدأ منعطف جديد في رحلة الثقة الذاتية والسلام الداخلى .
عندها نستسلم للقدر ونؤمن أننا في فترات في حياة بعضنا حتى لاتحزننا المساؤي ولاتفاجئنا الصدمات ولا تغرينا المظاهر ,فتبدأ الرحلة من الداخل مع بلوغ القمة لمنعطف السلام الداخلى والتصالح مع الأخرين , وإن فشلت في بلوغ هذا المنعطف فإن الثقة لا تشترى والحب لا يكتسب والأمان لا يُعطى فتراجع حساباتك فهناك منعطف أخر على وشك البداية ولا تنسْ 
الرحلة لم تنتهى بعد ..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock