كتتبت الباحثة راغدة شفيق محمود
القراءة
نقول قرأ الكتاب: تتبع كلماته نظراً، نطق بها أو لا.
وتقسم القراءة إلى قسمين
– القراءة من المكتوب، وهو المعنى المتبادر لدى الناس.
– القراءة عن ظهر قلب ( المحفوظ في الذاكرة) وهذا النوع من القراءة هو مدخل العلم والثقافة وبناء معارف الإنسان.
دراسات كثيرة أكدت أن الطفل في رحم والدته يدرك ما يحيط به من أصوات وتؤثر هذه على شخصيته النفسية وبنيته الفكرية المستقبلية. تلجأ بعض الأمهات إلى الإصغاء إلى الموسيقا وتوفير جو هادىء لجنينها بالحديث معه وقراءة بعض القصص التي تسعدها.
– الطفل في سني حياته الأولى ونبدأ السنه الأولى من العمر يظهر عند الطفل الإصغاء ( الإصغاء أساس الحفظ واكتساب المعرفة وهذه اللغة المحيطة بالطفل تصقل شخصيته وتحلق بخياله في فضاءات الإبداع المستقبلي)
– السنة الثانية من عمر الطفل وما بعد يبدأ تشكل المعجم اللغوي من خلال النطق وتكوين العبارات والتعبير عن السلوك والرغبات بمفردات اللغة التي اكتسبها ويكتسبها من محيطه بعد أن كان يستخدم الإشارة والحركات.
دور الأسرة يجب أن يظهر بشكل فعال في هذه المرحلة نساعد الطفل في انتقاء ألفاظه لا نسخر من ألفاظه ومخارج حروفه المتلعثمة بل نصوب بلطف لأن السخرية من الطفل وعدم الحديث معه والسماح له بالتعبير عن خياله وأفكاره سيؤخر النطق أو الانعزال عن أقرانه والخجل من الكلام.
– لنستبدل ألواح الشوكولا والحلويات بقصص مصوره جذابة ومألوفة الصور واستخدام التكرار والاعادة كلما طلب طفلنا ذلك.
– اصطحاب الطفل إلى المكاتب العامة والمراكز الثقافية في المنطقة ومراقبة ما يختاره أو يثير انتباهه من قصص والتحفيز والتشجيع أهم طريقة لترتقي بطفلك فكرا وثقافة.
– الأم العاملة المشغولة بالعمل والاهتمام بالأسرة، لا تحرمي نفسك وطفلك من متعة الحديث ضعيه في مكان قريب منك على الطاولة في المطبخ المكان الأكثر تواجدا للأم واطلبي منه قراءة جريدة أو مجلة بصوت مرتفع واستخدمي عبارات الدهشة والتحفيز للمتابعة وسيعتاد ولدك حب القراءة ومتابعة الحركة الثقافية والفكرية في بلده.
– وضع برنامج أسبوعي للأسرة للقراءة. أشبه ببرنامج الطبخ فهل نغذي الجسد ونترك غذاء العقول.
_ الطفل ذكي أسئلته تتجاوز الواقع فهو غالباً يسأل في قضايا الخلق والوجود ويتفوق على الكبار المنشغلين بلقمة الخبز والعمل.
ولذلك تعتبر الكتابة للأطفال من أعظم التحديات التي تواجه الكاتب الذي يجب أن يرسم شخصية من الكلمات تؤثر على سلوك الطفل وتجذبه في عصر الرسوم الإلكترونية المتحركة.
فيرفض الطفل قصص الكلمات والصور الساكنة وينساق خلف تكنولوجيا الألعاب الإلكترونية التي تقوم اللون والصوت والحركة.
الخوض في غمار الكتابة للطفولة يحتاج إلى ثقافة وفن وإبداع كبير لذلك يبتعد معظم الكتاب عن ميادين قصص الأطفال ويتركون أطفالنا يتخبطون في عوالمهم دون إجابات وتتكرر نفس قصص الآباء والأمهات ( ليلى والذئب – سندريلا – علي بابا والأربعون حرامي……)
علينا الاهتمام بالقصص التي تقرأ وخاصة في محطات التلفزة للأطفال أحيانا لا تراعي أخلاقيات المجتمع فينعزل الطفل ويعيش في صراع يؤثر على حياته وقد يوجهه للتطرف والعدوانية.
وعلينا الانتباه إلى افتقار المنزل العربي للمكتبة التي تضم الكتب على رفوفها وبذلك يجد الطفل والشاب العربي نفسه غريباً عن مجتمع الكتب فلا يألفه ولا يهتم به.
الشباب العربي يكتفي أغلبهم بكتب المناهج المدرسية فينشأ جيل متقارب فكرياً ولا يجيد أسلوب البحث العلمي قبل دراسته الجامعية.
وليعلم الجميع أن المثقفين يقودون المجتمعات لأنهم يتمكنون من امتلاك ناصية اللغة والقدرة على التعبير وصياغة المصطلحات وجذب المحيطين بهم. امتلاك الذخيرة اللغوية تؤثر على من حولنا وتبعد المثقف عن العزلة فيعبر ويتفوق ويقود من حوله.