عاممقالات

طفلة بلا هوية



بقلم/إسراء أحمد
تجلس على الطريق وتردد دائما كل ليلة اين أبى؟على أمل المجيء، إنها بسيطة جميلة ولكن تبدو ملامحها كئيبة وحزينة، إمرأة عجوزة وحقيقة هى طفلة صغيرة، طفلة فى جسدها ولكنها ناضجة من كثرة همومها.

قابلتها ذات يوم على رصيف الطرق صدفة فسألتها؟

ماذا بك؟

فأجابتنى لك ما تتخيلين ماذا بى ومن أى شئ اعانى أنا، أنتى فتاة فى مقتبل العمر تعيشين زهرة شبابك وربيع عمرك وأيام هناكى وتبدين فى ال20عام.

أما أنا مازلت طفلة لم انضج بعد، ولكن انظرى اليكى وانظرى إلى، ومسكت يدى بأصابعاها الصغيرة المنهكة من كثرة التعب وأمام مرآة محل صغير وقالت لى

انظرى هذا أنا وهذه أنتى!

فبالله عليكى تحكمين أنتى حتى لا تسألني ثانية ماذا بك؟

لو احسستى مرة واحدة بطفولتى المغتصبه وجسدى المنهك من كثرة التعب ومازال صغير ولكن يبدو عليه ملامح الفقر والشقاء وأصابعى الصغيرة التى اصبحت كالورود فى الخريف لأحسستى بمثلى أنا.

أنتى تنظربن إلى نظرة شفقة فقط؟

فماذا بنظرتك هذه؟! ستعيد إلى حياتى من جديد،أم ستعيد طفولتى المغتصبه، أم ستعيد أبى الراحل ، أو ستحنن قلب أمى على، أم مثلك مثل غيرك ستعطينى جنيها وفى نظرك اعطيتنى ما يسعدنى مقابل تلك النظرة الحزينة.




ارحلى فأنا لست بحاجة لمن يشفق عليا بالنظرات فقط، إذا كان العطف والشفقة مجرد نظرة فدعينى منها،واستغليها لحبيبب غائب أو لحفلة ستحضريها غدا أو لصديقة تقابليها، أما أنا فسأظل كما أنا طفلة انطفأ بريقها منذ أن ولدت وفقدت سندها فى الحياة فعن أى طفولة اتمناها بعد ذلك، طفلة واصبحت عجوزة،طفلة بلا مأوى وأنا لا اعرف ماذا تعنى كلمة مأوى؟ ،أصبحت دمية مشوه فى نظر كل طفل آخر، والناس منهم من ينظر إلى نظرة عطف ،ومنهم من ينظر إلى نظرة الفريسة،ومنهم من ينظر أنى لست من مستواه فأنا وأمثالى من يشوهوا مجتمعكم البرئ النظيف الخالى من الشوائب،مجتمع الأفاعي ، مجتمع العرائس البلاستيك، وتتهمونا أننا من نشوهه.

فلماذا تركتمونا هكذا؟! لتحملونا عار مجتمعكم البرئ ، فأصبحنا صندوق لجمع اخطاؤكم.

فنظرت إليها وعجبت من كلامها

أحقا أنتى طفلة!

نظرت إلى نظرة لم أنساها طوال العمر

وقالت:

أنا طفلة بجسدى عجوز بهمومى، فارحلى ولا تتأثرى فمثلى مثل غيرى أنا،فأنا طفلة بلا هوية يا عزيزتى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock