عاممقالات

مقام سيدى عبدالله الجوينى امام الحرمين بسكة النبوية


كتب . ابو العلا خليل 

مقام سيدى عبدالله الجوينى امام الحرمين بسكة النبوية … هو الفقيه الشافعى ابوالمعالى عبدالملك بن عبدالله بن يوسف بن محمد بن حيوية الجوينى المعروف “بأمام الحرمين”. ولد سيدى عبدالملك الجوينى امام الحرمين فى شهر المحرم عام 419هـ بجوين وهى قرية من قرى نيسابور، وكان والده اماما تقيا ورعا وكان فى أول امره ينسخ بالأجرة 

 والحديث لأبن خلكان فى وفيات الأعيان – فاجتمع له من كسب يده شئ اشترى به جارية موصوفة بالخير والصلاح ولم يزل يطعمها من كسب يده الى ان حملت بأمام الحرمين وهو مستمر على 

 اطعامها بالكسب الحلال ،


فلما وضعته اوصاها ان لاتمكن أحد من ارضاعه . فاتفق انه دخل عليها يوما وهى متألمة والصغير يبكى وقد اخذته امرأة من جيرانهم وشاغلته بثديها فرضع منه قليلا فلما رأى ذلك شق عليه واخذ طفله فنكس رأسه وضغط على بطنه وادخل اصبعه فى فم الرضيع ولم يزل يفعل به ذلك حتى تقيأ جميع ماشربه 

وهو يقول : يسهل على موته ولايفسد طبعه بشرب لبن غير أمه ). كان الوالد اماما فى الفقه الشافعى فتفقه الصبى على والده واقعده مكانه وله دون العشرين من العمر فأقام الدرس وسمع بالبلاد ثم سافر الى بغداد ولقى بها جماعة من العلماء ثم خرج الى الحجاز وجاور بمكة أربع سنين وبالمدينة يدرس ويفتى ويجمع طرق المذاهب فلهذا قيل له “امام الحرمين”. ثم عاد الى نيسابور وتولى الخطابة بالمدرسة النظامية وكان يجلس للوعظ والمناظرة فقصد دروسه اكابر الأئمة . وبقى على ذلك قريبا من ثلاثين سنة غير مزاحم ولامدافع مسلم له المحراب والمنبر والخطابة والتدريس ومجلس التذكير يوم الجمعة .

 وصنف الكتب الكبار فى كل فن منها “نهاية المطلب فى دراية المذهب” الذى ماصنف فى الأسلام مثله . “والشامل” فى اصول الدين. “والبرهان” فى اصول الفقه غير العديد من المصنفات التى لم يمهله الآجل ليتمها . كما صنف فى الكلام الكتب الكثيرة منها “الأرشاد” . يذكر ابن تغرى بردى فى النجوم الزاهرة( قال محمد بن على تلميذ ابى المعالى الجوينى : دخلت عليه فى مرضه الذى مات فيه واسنانه تتناثر من فيه ويسقط منها الدود لايستطاع شم فيه 


فقال : هذه عقوبة اشتغالى بالكلام فاحذروه ). وفى ليلة الأربعاء الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر عام 478هـ توفى امام الحرمين الفقيه الشافعى ابوالمعالى عبدالملك بن عبدالله الجوينى عن سبع وخمسين سنة ودفن الى جوار ابيه بمدافنهم بنيسابور واغلقت الأسواق يوم موته وكسر الناس منبره الذى كان يجلس عليه فى الجامع وكان تلامذته يومئذ نحو اربعمائة كسروا محابرهم واقلامهم واقاموا على ذلك عاما كاملا . 

وعن الزاوية المنسوبة لأمام الحرمين بسكة النبوية بحى الأزهر يذكر على مبارك فى الخطط التوفيقة (زاوية الجوينى بدرب المحروق من خط السيدة فاطمة النبوية رضى الله عنها لها بابان وبها خطبة وشعائرها مقامة ومنافعها تامة وبداخلها ضريح الشيخ عبدالله الجوينى عليه مقصورة من الخشب ويعمل له مولد كل سنة ويقال انه هو الذى انشأها واوقافها تحت نظر الديوان ). ولعل المقام المنسوب “لأمام الحرمين الشيخ عبدالله الجوينى” من مشاهد الرؤية او لشيخ صالح من ذريته … ابوالعلا خليل

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock