أدم وحواءعام

تعرف على تاريخ الاحتفال بعيد شم النسيم

تعرف على تاريخ الاحتفال بعيد شم النسيم
بقلم ريما السعد 

تاريخ الاحتفال بعيد شم النسيم : 


يعد “شم النسيم” من أقدم الاحتفالات الشعبية التى تراءت للمصريين القدماء وعرفها التاريخ، حيث يرجع الاحتفال بذلك اليوم إلى زمن بعيد، إلى ما يقرب من خمسة ألاف عام تقريبا، او منذ عام 2700 قبل الميلاد، وكان يطلق عليه “شمو” وهو عيد يرمز – عند قدماء المصريين – إلى بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدء خلق العالم كما كانوا يتصورون.
وكانت السنة عندهم تبدأ بعد اكتمال القمر الذي يقع عند الانقلاب الربيعي.
وعلى مدى ذلك التاريخ، يعد هذا اليوم جامعا للطقوس والعادات الاجتماعية والأجواء المعيشية التى تحوى مظاهر البهجة والاحتفال.
وهناك اعتقاد بإن هذا العيد كان معروفاً ومشهورا في المدينة المعروفة باسم ( هليوبوليس )

تعرف على تاريخ الاحتفال بعيد شم النسيم


أصول تاريخ شم النسيم 


سمي بهذا الاسم تبعا للكلمة الفرعونية ( شمو ) وهي كلمة مصرية ترمز إلى بعث الحياة ، حيث كانوا يعتقدون أنه بداية خلق العالم ، ثم أضيفت إليه كلمة النسيم ، لأنه يأتي في فصل اعتدال الجو .
كان قدماء المصريين يحتفلون به احتفال رسمي كبير عرف ( بالانقلاب الربيعي ) وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار ، فكانوا يجتمعون فيه أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب ، ليشهدوا غروب الشمس ، حيث كان يميل الغروب بشكل تدريجي مقتربا من قمة الهرم فيبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم وفي هذه اللحظة يحدث أمر عجيب ، حيث تخترق أشعة الشمس قمة الهرم فتبدو واجهة الهرم كأنها انشطرت إلى قسمين

مظاهر الاحتفال بشم النسيم

 

تعرف على تاريخ الاحتفال بعيد شم النسيم
يأتي عيد شم النسيم من كل عام يوم الاثنين ، وتشارك في هذا المهرجان كافة فئات المجتمع من كافة الأطياف .
الاحتفال بشم النسيم له طقوس معينة وتقاليد قديمة تمتد إلى آلاف السنين ، فالاحتفال به عند المصريين القدامى يبدأ بمهرجان شعبي من طلوع شمس اليوم 
ومازال المصريون يحافظون على تلك الطقوس ، حيث يقومون بعدة عادات واحتفالات بالعيد لا تتغير . 

أبرز العادات الأساسية في شم النسيم 


الخروج إلى المنتزهات والحدائق العامة في كافة مناطق البلاد 
تحضير الأطعمة التقليدية المفضلة لشم النسيم التي انتقلت من الفراعنة عبر العصور الطويلة إلى عصرنا الحاضر 
وتشمل ( البيض ، الفسيخ ، البصل ، الملانة )

وسوف نذكر علاقة هذه الأطعمة بشم النسيم 


تعرف على تاريخ الاحتفال بعيد شم النسيم

بيض شم النسيم 


يعتبر مظهر من مظاهر عيد شم النسيم ومختلف أعياد الفصح والربيع في العالم أجمع . 
بدأ ظهور البيض على مائدة أعياد شم النسيم مع بداية العيد الفرعوني حيث يرمز إلى خلق الحياة كما ورد في كتاب الموتى وأناشيد ( أخناتون الفرعوني ) 
ويذكر أن فكرة تلوين ونقش البيض ارتبطت بعقيدة قديمة إذ كانوا ينقشون على البيض الدعوات والأمنيات ويجمعونه في سلال ، ويضعونه في الشمس حتى تتلقى بركات نور الإله عند شروقه فيحقق دعواتهم ويبدأون العيد بتبادل التحيات بدق البيض وهي العادات المتوارثة إلى الآن . نعوذ بالله من الضلال 
أما عادة تلوين البيض فبدأ في فلسطين بعد زعم النصارى صلب اليهود للمسيح عليه السلام ، الذي سبق موسم الاحتفال بالعيد ، حداداً على المسيح وحتى لا يشاركون اليهود أفراحهم .
ولكن أحد القديسين أمرهم بأن يحتفلو بالعيد تخليداً لذكرى المسيح وقيامه على أن يصبغوا البيض باللون الأحمر ليذكرهم بدمه الذي سفكه اليهود لذلك ظهر بيض شم النسيم لأول مرة مصبوغاً باللون الأحمر . 
انتقلت هذه العادة إلى مصر وحافظ عليها الأقباط بجانب ما تواراثوه من الرموز والطلاسم والنقوش الفرعونية 
وانتشرت في أنحاء العالم العربي النصراني في أوربا وأمريكا وتطورت تلك العادة إلى صباغة البيض في مختلف الألوان والتي أصبحت الطابع المميز لأعياد شم النسيم والفصح والربيع حول العالم .

الفسيخ ( السمك المملح ) فى شم النسيم


يذكر أن الفسيخ أيضا من بين الأطعمة التقليدية في العيد عند الأسرة الفرعونية الخامسة ، عندما بدأ بتقديس النيل ( نهر الحياة) عند الفراعنة الذي ورد في متونه المقدسة عندهم
أن الحياة في الأرض بدأت في الماء ويعبر عنها بالسمك الذي تحمله مياه النيل من الجنة حيث ينبع حسب زعمهم 
والفراعنة كانوا لهم عناية بحفظ الأسماك وتجفيفها وتمليحها 
وكانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم ويرون أن أكله مفيد في وقت معين من السنة .

تعرف على تاريخ الاحتفال بعيد شم النسيم

بصل شم النسيم


أيضا يعد من أطعمة عيد شم النسيم وارتبط ظهوره بما ورد من أساطير منف القديمة التي تروى أن أحد ملوك الفراعنة كان له طفل وحيد وأصيب هذا الطفل بمرض عجز الأطباء والكهنة عن علاجه ، وأقعد الطفل الصغير عن الحركة ولازم الفراش عدة سنوات ، امتنع خلالها عن إقامة الأفراح والاحتفال بالعيد مشاركة للملك أحزانه، حتى جاء الكاهن الأكبر لمعبد آمون ، فأمر بوضع ثمرة ناضجة من ثمار البصل تحت رأس الطفل في فراش نومه عند غروب الشمس بعد أن قرأ عليها بعض التعاويذ ، ثم شقها عند شروق الشمس في الفجر ووضعها فوق أنف الطفل ليستنشق عصيرها ، وطلب تعليق حزم من أعواد البصل الطازج فوق السرير وعلى أبواب الغرفة لطرد الأرواح الشريرة 
وتشرح الأسطورة كيف تمت المعجزة وغادر الطفل فراشه وخرج ليلعب في الحديقة وقد شفي من مرضه الذي يئس الطب من علاجه ،
وبذلك احتل البصل الأخضر مكانةً على مائدة شم النسيم ومازالت من العادات والتقاليد المتبعة إلى الآن في مصر وبعض الدول التي تحتفل بعيد شم النسيم وأعياد الربيع

الخس والملانة في شم النسيم 


تعرف على تاريخ الاحتفال بعيد شم النسيم

يعتبر الخس من النباتات التي تعلن عن حلول الربيع باكتمال نموها ونضجها ، حيث اعتبره الفراعنة من النباتات المقدسة الخاصة بالمعبود من إله التناسل 
وأنه من النباتات ذات الأهمية والفائدة 
ومن الأطعمة أيضاً التي حرص على تناولها بعيد شم النسيم نبات الحمص الأخضر ، وهو ما يعرف عند المصريين باسم الملانة 
وقد جعلو من نضوج ثمرة الحمص وامتلائها اشارة إلى مقدم الربيع


علاقة تاريخ الاحتفال بشم النسيم بالأديان 


عندما دخلت المسيحية مصر جاء ( عيد القيامة ) موافقة لاحتفال المصريين بعيدهم ، فكان احتفال المسحيين يوم الأحد ويليه مباشرةً عيد شم النسيم يوم الاثنين وذلك في شهر برمودة من كل عام واستمر هذا الاحتفال تقليداً متوارثاً تتناقله الأجيال عبر الأزمان

وعندما انتقلت الأغلبية إلى الإسلام ، لم يجد المسلمون الأوائل غضاضةً في استمرار الاحتفالات الشعبية بشم النسيم ، ولم يروا فيه خروجاً على الدين فقد كانوا أكثرَ ثقةً في إيمانهم وانفتاحاً على الحياة فحب الطبيعة جزء من الإيمان والفرح الجماعي أحد منتجات التدين السوي

أسأل الله تعالى أن يحفظني والمسلمين من موجبات سخطه، وأن يمنَّ علينا بالتقوى والإخلاص في الأقوال والأعمال.
والحمد لله رب العالمين

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. موقع مجلة سحر الحياة

    مقالات رائعة جدا وأنا من المتابعين لمجلتكم الموقرة والتي تقدم علوم ومعارف متنوعة بالتوفيق الدائم

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock