عاممقالات

القدر


القدر




قصة قصيرة –القدر دعاء الشعراوي



حينما تري دموع الذل والهوان ممن ساقك سنوات وسنوات فهل تنسي ! فهل تغفر!
كلا وحتي يُواريني الثري وتبرد النار المتأججة بداخلي فقط إحراقهم أحياء امامي هو ما يرضي ضميري إتجاه نفسي .
وهنا أدركت أن القدر لم يقل كلمته بعد !
فهل تغفر ذنوب سنوات وسنوات لمجرد نظرة ضعف منهم !
لمجرد إهتمام سطحي منهم قد يلقونه لاي عابر سبيل لا هي وحتي ذلك لا يعنيها مثقال ذرة! 
فبينهما ثأر سنوات و سنوات علا فيها نحيب روحها في كنفهم بدلا من تنعمها بعزتها وكرامتها التي يجب أن يعملوا علي حمايتها لا علي تمزيقها شر مُمزق كحيوان ضاري يُمزق فريسته في عمق البراري!
فهذا الثأر لابد أن تلبس له لثام لاخفاء روحها ووجها حتي تأخذه منهم شخصاً شخصاً ولا عزاء الا بعد أخذ الثأر!عزاء الروح يبدأ…
ولانه من الغباء أن يدفع الانسان ثمن خطأه مرتين ! فماذا عن أخطاء سقطت علي حياتك كمصيبة بدون أن تدري كيف ولماذا , وهذا فقط بسبب من حولك من رعاع أن 
وهنا يقول القدر كلمته…
قال العقل : القدر يتغير باليقين بالله ,بالدعاء بقلب مطمئن
ثم نظر إليه القلب وقال :هل هذا ما تظن ! ولكن الأمور تسير علي نفس الوتيرة الأعتيادية ألا وهي أنت لا مكان لك بين طبقة الشرفاء 
,أنت مجرد عالة عليهم ,
وتقف بين الشرفاء والأوغاد
,وتقنع نفسك بحماقة أنك نجوت منهم ,
فهذا هو العبث يا صديقي فأنت لا شئ ,
أنت مجرد عالة علي هذه الحياة 
,لا نسب لك بين الشرفاء ولا حتي حصلت الأوغاد!
فأنت كمن وقف بين الجنة والنار,
يشكر الله أنه ليس من أهل النار ولكنه يظل يرجوه أن يكون من أهل الجنة,فهو كله يقين بعفو ولطف خالقه ,ويعلم أنه يستحق تلك المكانة برحمة الله يقينا منهً
أن الله خلقنا ليكرمنا , يسعدنا, ليباهي بنا ملائكته,
ثم نظر له القلب وقال: نعم أعلم كل ذلك وأكثر ولكن ألا تظن أنك تضيع عمرنا في هباء ! 
فهنا من يصغرنا بعشرات السنين وصل لما نريد في غمضة عين!
فهل تظن أن ينصرنا الله …
أن نحقق ما نسع له منذ سنوات…
أن نصل إلي يقين أننا لا نحارب طواحين الهواء او سراب أعيننا فقط هي ما تراه بل نسعي كما أمرنا خالقنا كي نستحق الجائزة بعد طول عناء…
كي نستحق نشوة النجاح …
كي نحظي بكل لحظة إحترام ممن يروا أنك لا تستحق الحياة ! وإذا أستحقتها لابد أن تعش بها مذلولاً لا كرامة ولا حقوق لك…
دفئ حضن ننتمي إليه بعد طول يتم لروح سجينة في غربة وطن وغربة روح عمن حولها من أجساد تتحرك…وعندما تدب الروح في تلك الاجساد فإنها تتحرك لأُناس أخرين !فأنت لاحق لك في مشاعرهم …في حبهم…في إحتوائهم….أنت فقط هنا ليحتقروك….ليذلوك…ليأخذوا منك كل ما تملك من مميزات ويستبدلوها بأشد أمراض القلوب والنفوس! وكأنهم يحاسبوك علي أمر ليس لك به سلطان !لماذا خلقك الله بهذا العالم وفي هذا الزمان وبين هؤلاء البشر وبهذه الهيئة وبهذا الضعف وقلة الحيلة!
فقط قل لي لماذا؟
كما قال عمر بن الخطاب : أفر من قدر الله إلي قدر الله
كشجرة عارية تقف في مهب الريح تقاوم خريفها وتظل كوتد ثابت في الأرض بجذوره ,هكذا خُلقت هي لا ظهر حامي لها من نكبات الزمان وتكالب البشر بعد الله غيرها,فهي وإن كانت تظهر مسيطرة متماسكة أمامك , فهي ذو قلب يخفق خوفاً من ظلم جديد يُسقط علي رأسها المسكين بدون وجه حق سوي أنها أنثي في مجتمع ذكوري متفشي يتذرع بالدين والعادات كلما واجهته بخطأه. 
يُريدون منك أن تكوني نسخة باهته عن كل ما حولك وأن تظلي فقط تنتظري الزواج وبعد الزواج أن تكوني زوجة مضحية وأم فقط وإذا حاولت النظر لحياة أخري ومستقبل أخر يضم ناجحك وشغفك تكوني في نظرهم واهمة وغير واقعية!وايضاً ستكونين مطمع لكل ضعاف النفوس في هذه البؤرة القذرة المسماة بالحياة . ممن يضعون السم بالعسل ويظهرون كأنهم يفعلون فيكي الخير ولكن هم يعيثون فساداً في حياتك كالسم الزعاف. فهم فقط يريدون الأخذ دون وضع شئ لائق في المقابل!فمن عساه يكره هدية معروضة عليه في سوق النخاسة ومجاناً ايضاً!فأنت من بيده كل شيئ في حياتك بعد الله وليس لكي أي سلطان أخر غير مخاوف في نفسك لابد أن تهزميها شر هزيمة كعدو مقاتل. إذا لم تأخذي الاسباب وتسعي دائماً لتطوير ذاتك والرفع من شأنها فمن عساه يفعل!
هنا من كانت تظن نفسها وحيدة وأنها فقط من تحظي بكل هذا الألم والفقد والبؤس ولكن بنظرة شاملة لما حولها أدركت أنهم كثيرات ,ليس هي فقط فهم شعب كامل جُبل علي الحرمان والضعف وتقديم ولاء الطاعة والغفران لمن يُهينها كأنه سبية حرب لديه!
وكأننا في حفل شواء أنت بطلته ,لا المستضيفه ولكن أنت الوجبة نفسها لنتخلي عن كرامتك وعزة نفسك وهذه أولي مراحل السلخ ثم ناتي المرحلة الثانية نتخلص من أي حق معنوي لك كتعامل إنسان حر كرمه خالقه من فوق سبع سموات وزاد علي ذلك أنك فتاة قال فيها رسول البشر “ما أكرمهم إلا كريم” و “رفقاً بالقوارير” شبهكي رسول الله بالقارورة في رقتها.
وأنك إنسان حر ولست تابع لأحد لك إراده خاصة بك تفعل ما تشأ وذلك لانك تعلم أن الله سيحاسبك وسيدخلك إما جنة أو نار بنائاً علي أختياراتك وأفعالك لست مجرد حيوان أليف يُقال له يمين ويسار!
ولكن لنذوق طعم الشواء ,هل هو مر قليلاً ؟ نعم فهذا من كل مرارة علقت بحلقها يوم ظلموها,يوم أهانوها,يوم أخذو حقها بدون وجه حق,يوم ذبحهوها روحاً وجسداً 
لا يهم إذا كانت فتاة بين أهل ظالمين متجبرين جاهلين فقراء أو إمراة متزوجة لزوج جاهل وظالم ومتجبر في الحالتين هي خُلقت للخدمة ,هي خُلقت لتنال الذل والهوان حتي ينفس ذو النفوس المريضة ممن تعيش بينهم عن أهوائهم ,وكأنك وصمة عار تتناقل من مكان لمكان لا يُسمح لها بصوت ويجب تلقي العقاب بدون رفع عينها في عين من يظلمها وحتي تخرج روحها من جسدها الصغير المنهك وحتي يرتاح رأسها من دوامة أفكاره ستظل عبدة لهم لينفسوا بها ما يريدون! فهنا يا سادة ياكرام كذب وبهت من قال أن ؤئد الفتيات أنتهي منذ العصر الجاهلي , فأري امامي كل لحظة فتاة تُؤد حية بأحلامها وأمالها في كل زاوية أنظر بها علي نافذة الحياة.
هؤلاء الفتايات أراهم الان كزومبي الافلام الاجنبية تسيل دمائهم ويسيرون بأرجل معوجة وتنطق عيونهم بنظرة الموت ,نظرة تعرفها جيداً كل فتاة وقعت تحت مصيدة الأختبار وحيث يُصنع البشر بقوة تفوق الفُلاذ لماسي ترزخ تحت رؤسهم صغيرة الحجم كبيرة التفكير,هؤلاء هم الضحايا يا سادة ضحايا فقر عقل وفقر عاطفة وإنعدام عدل,هؤلاء الفتايات بعيونهم التي غشيها البؤس من كثرة الحرمان هم البطل والضحية بذات الوقت وانت فقط عامل مساعد علي الاشتعال ,نعم اشتعال ثروة الظلم والقهر بداخل اجسادهم الصغيرة وإرادتهم المعدمة الي ثورة نور وحق وقوة.فهناك الملايين منهم ف كل ركن من اركان مجتمع بائس ,ولكن ذلك ليس مؤشر حسن أن هناك الملايين من النسخ المشوهة مثلك ولكن لا تكون متخاذلاً فلتقم مرة بعد اخري ولتحاول العثور علي نقطة للبدأ من جديد,فكما تكون جسدك من عظام فانت تقدر بعون الله ومدده من بناء كامل حياة ناجحة ومثمرة من نقطة انطلاق صحيحة.
نري الان كل فتاة في بيئة ريفية يُغشيها الجهل والظلم وتعميم العادات والتقاليد عن الحلال والحرام و الصح والخطأ وكأنك في نموس كوني مختلف تحده عوالم أخري بأبعاد وقوانين من صنع من يملكون أمرهم كحيوان أليف يجب أن يملك صاحبه زمام أمره وليس له في نفسه شئ إن شاء قتله وإن شاء عذبه وإن شاء حرمه نور الصباح الساطع حتي يخبو النور من عينه وفي كل الاحوال ليس له الحق في الشكوي ولا الحق في الدفاع عن ذاته وكرامته ولا أي حق من حقوقه.
هنا قد تأتي نفحات من رب السماوات في لقاء لك مع شخص ما لا تظن أن تتقاطع بكم طرق الحياة فتجده يمدك بالعون ويشد أذرك يوم تعتقد أن الصورة أصبحت أشد سواداً هناك من يبعثه الخالق لك ليُأكد لك أن الأجمل لم يأتي بعد , وأنه في طريقه إليك ,نعم هو طريق محفوف بالمخاطر كطريق هيرقل ولكن هناك صوت في داخلك يؤكد لك أنك ستجني ثمار كل ما صبرت عليه وكل ما حُرمت منه حتي تستمر في طريق رسمته من بداية وعيك وإدراكك وتريد تحويله إلي واقع ملموس .تدركه رؤي العين في حياتك.
واليوم لم يكن إلا محاوله منها لترفرف بجناحيها ولو مره أخيره بعيدا عن قيودهم التي تكبلها
بكل يوم تعيشه تؤكد لها الحياه بإن القاع مازال بعيدا.. ولحظات سقوطها مازلت ممتده.. فقاع الأمتهان وضياعها من نفسها لم تطئه بعد..فهل هناك المزيد تخبئه لها الحياه؟
هنا انظر لها ,لنظرة الحرمان الذي يطل من عيونها ,لقد حرموها من كل إحساس كان لابد ان تشعر به
,لقد قتلوها حية
,وفي نفس الوقت ينتظرون ان تلبي وهي فرحة مبتسمة لهذا الا غتصاب
,فهو أدرك منذ الوهلة الأولي أنهم أغتصبو روحها الا وهو” أن يفوتني القطار وانتظر القطار التالي” خير من ان يدهسني القطار,والقطار هنا زواج غير موفق ,أهل طالما ظلموها ,اقارب لم يقفوا في صفها يوماً,زملاء كانت تظنهم اصدقاء ولكنهم من نوع من يصفق لك حينما تصل وتنجح ولكن حينما تفشل وتخفق يولون أدبارهم وكانهم لا يعرفونك!
هنا قمر تلك الفتاة التي تريد أن تنسلخ من تلك البيئة التي وُلدت بها التي يغشاها الفقر والظلم والجهل والقهر فقط تبحث عن تلك الفرصة حتي تهرب من خوف, من عدم توفيق عبر عمل ما في مكان مرموق أو فرصة زواج ليست كباقي الفرص بل هي كالحبل الذي يمد للغارق قبل أن يذوب تحت الأعماق ويستسلم ليأسه ويغرف في لجة المحيط.تريد أن تمحي كل تلك المرارة التي تلبسها ثوب الخانعة هذا الثوب الملهل الذي تبغضه بشدة.
أن لا تجعل لشيطانها سلطان عليها,أن تقوي فقط بالله وبذاتها ,أن تكسر صنم الخوف من من ليس له سلطان عليها,فهي وصلت لمرحلة أن بعد الله لا أحد في الكون يملك سلطانها فهو لها أولاً وأخراً ,لذا فهي فقط عنق الزجاجة لتمر منها وتعلو في سمائها حيث الفرج والعطاء بجذل من رب كريم كل يوم ينتظر من يسأل حتي يعطيه!
وهنا قررت قمر أن تضع نقطة نهاية سطر مأساتها هذه وتبدأ سطر جديد هي الفاعل والمبتدأ به ,نعم ستصنع عالم ناصع البياض خاص بها لا تكن به أي نقاط ضعف لانها وحدها ,ستتعلم ما تريد وتعمل ما تريد وتتعرف علي بشر حقيقيين لا أشباه البشر الذين ولدت بينهم, نعم ستهاجر من أهل الظلم والفقر والجهل كما هاجر الرسول -صل الله عليه وسلم- من مكة إلي المدينة ,إلي أهل العلم والعدل والحياة الرغدة.
فتذكرت قمر قول صديق لها عند الإحتفال بعيد مولدها “لا شئ أكثر رعباً من أن يتوقف جسدك عن استلام تلك القشعريرة الباردة التي تنفضه ما إن تشعر أنك أصبت , أجدت أو أنك علي الطريق لأحلامك . لا شئ … لا شئ يخيف أكثر من أن تنتهي الأحلام بتحققها قبل أن تستبدلها بغيرها”
بذلك تأكد لها شعورها مع أتخاذ قرار أنها مسئولة فقط عن أفعالها وعن أخلاقها لا عن رأي البشر بها! لذا فتسعي في طريق الحق لبناء كيانها الخاص.
وذلك ليقينها بان ألا أقطع جزء صغير من الطريق ليس مشابهاً بأن أضل الطريق.
حتي نسير علي الدرب ونلتقي هكذا تعيش قمر حياتها ولكل لحظة بها متعة التعرف علي ُأُناس ناجحين وأساليب حياة جديدة ومربحة .
فهنا تلاقت مع سمر وصفاء بدون موعد . فبدأت في الكلام معهما كأنهما اصدقائها منذ زمن . وحكت كلاً منهما لها مواقف مؤثرة من حياتها
وظلت قمر تستمع لهم كما في عادتها . فظلت سمر وصفاء يثرثرون عن الفجوة الواقع بها أساتذة الجامعة حيث يقعوا في مستوي علمي وثقافي عالي يحتم عليهم وقوعهم في مستوي مادي موازي له .ولكن الواقع غير ذلك فمعظم دكاترة الجامعات مستواهم المادي متوسط او فوق المتوسط بقليل مع ذلك فهم المسؤلون عن تمويل أبحاثهم من مالهم الخاص حتي تزداد درجتهم العلمية ,لكن من مستواهم المادي عالي تجدهم يفتقرون إلي المستوي العالمي والثقافي 
فإمتد الحديث بينهم وتشعب في هذا الموضوع نظراً لانهما اساتذة بالجامعة ,ثم تفرقوا راحلين متمنين لبعضهم حياة أفضل.
ثم تركتهم قمر وظلت تسير في طريقها وحدها كما هي العادة وتذكرت ما قرأته يوماً في كتاب ما : حينما سارت في طريق تقاطع قطار مع السيارات وتمنت من الله في هذه اللحظة أن تدهس جسدها الهش تحت عجلاته فلا تقم لها قائمة بعدها وتذهب إلي جنة عدن ونعيم مخلد , ولكن إذا بذراع لصبي صغير يوقفها وفي عينه نظرة خوف عليها هي! وهما لم يتلاقوا من قبل وعندها ساءت حالتها أكثر كلما تذكرت هوان نفسها وذلها لأُناس يُفترض أن يكرموها كما أمر رسولنا الكريم وكما نص كتاب الله لكن ياللمفارقة فهي الشيطان و هي سبب تدمير كل جميل! 
“قبول الموت حياة ! هنا يوضح دكتور محمد طه انك لكي تعش حياتك بكل سعادة ونجاح لابد ان تتقبل الموت بها , نعم موتك أنت في أي لحظة . “
فالموت ترمومتر يتم ضبطه علي موت المحيطين بك , كي تشعر أنت بفداحة الأمر.
فالامر اشبه بكلاكس عربة مجاورة لك علي الطريق لتنبه السائق في العربة التالية كي ينتبه للطريق , فتنتبه أنت.
وظلت تفكر هكذا حتي أنتهي طريق سيرها وعرجت علي المنزل الذي تعيش به ولم تسطتع يوماً قول انه منزلها كما تسمع من أصدقائها!لتعلم حجم الحرمان الذي تعيش فيه.فهي تنظر كل يوم لهذا المنزل عله يوماً ما يسقط علي من فيه وعندها تبدأ لتحلق في ربيع حياتها قبل أن يفاجئها خريفها!
فدخلت هذا المنزل ,ثم سرحت بأفكارها نحو ما تحب لتهرب من واقعها كما هي العادة لديها:فهذه الاذن تسمع صوت بكاء الصغير كصوت مواء قطة سعيدة بعد أن وضعت قطعة لحم بطبقها
‘ كصوت خرير الماء وهديل الحمام صوت عذب يجعلك تتأمله ودموعك تتساقط علي خديك وأنت تبتهل لخالق هذه المخلوقات البديعة 
‘ تقبل يد رضيع ‘وتخطف منه قُبلة من خدوده المكتنزة كأنها قُبلة الحياة تحييك وتنعشك وتجعل روحك تهيم سعادة‘
تقرأ كتاب ما أو رواية فقط لتهرب من مأسي حياتها و من جحيمها حتي تجد بين تلك السطور ما يُصبرها , فموقف ما في رواية لاشخاص خياليين تعتبرهم أهلها فتأكل وهي تقرأ رواياتها حتي تشاركهم طعامهم! أي بائسة هي قمر تستمد قوتها وسعادتها من الخيال !
تعاون طاعن في السن وتأخذ بيده فيدعو لك دعوه تسيل دموعك كل ليلة مناجاة لربك بها في سجودك 
ولعل الله يحدث بعد ذلك أمراً هكذا تصبر قمر نفسها ثقة في خالق عنوانه العدل والفضل حرم الظلم علي نفسه وعلي مخلوقاته.
‘ تسمع إهانات لك من أشخاص وضيعيين وضعوا في خط سيرك إطراراً مأسوف عليهم وتوعدهم في قرارة نفسك أن وقت الانتقام قد إقترب فقط بقي أيام علي ساعة الصفر حتي تضع كلاً في وضعه المحدد داخل دائرته الخاصة مختنقناً بها! وهنا تتذكر أن القصاص حياة ,نعم فالعين بالعين والبادي اظلم.هنا حيث قررت قمر في قرارة نفسها أنها ستتحد مع الشيطان إذا لزم الامر فقط كي تأخذ حقها المسلوب وتقتص ممن نهبوها وقتلوها علي قيد الحياة. 
تفكرت قمر في تشبيه غريب أن رجال هذه البشرية أياً كانت جنسيتهم. فهم يشبهون النحل كثيراً في أن النحل يدور حول جميع الازهار ليمتص رحيقها جميعاً لينتج عسله الخاص الذي يتميز به . وهنا الرجل بداية من مرحلة المراهقة وحين يبدأ إدراكه المراهق في الإنجذاب إلي اي جسد يحمل صفة الأنوثة أياً كان عمرها ‘ثم يتسحب لها بمعسول الكلام ومشاعر مصطنعة من إهتمام مبالغ فيه ‘وهنا تقع في الفخ من تعاني من عدم معرفة دينها جيداً أو قلة في ثقة النفس أو قلة من الأهتمام للمحيطين بها فتستجيب لذلك الرجل “النحلة”لكي يسحب منها كل أهتمام أو طاقة شبابية تضمها بين جنبات روحها حتي يكبرهو ويلاقي الدعم المعنوي والمادي من تلك الزهرات التي يسلك في طريقه نحو نجاحه .هو وتميزه هو. وكأن هذا الرجل هو الساحرة الشريرة التي تجذب من كل إنسان أفضل ما يتميز به من صفات لتضمها لصفاتها هي وبذلك تظل الساحرة “الرجل”شباب دائما وبها كل القوي والطاقات .ثم يكبرهذا المراهق وهو يتغذي تباعاً علي هذا الاهتمام المجاناً وتلك الطاقات المتفجرة من الروح التي يلتصق بها التصاق أنثي العنكبوت بذكر العنكبوت في مرحلة التزاوج ثم تقوم بقتله بعدها “لذلك ذكرالله في القران ان بيت العنكبوت هو أوهن البيوت عند الله”. فهو منذ مرحلة الدراسة ثم التخرج من الجامعة ثم العمل والدراسة في الخارج يجذب هذه ويمتص ما بها من طاقات او ما يجود به تساهلها وقلة إحترامها لذاتها ثم إخري وأخري .وفي كل مرة يكون سبب الهجر بعد إنتهاء حاجته من زهرته هو أنهم غير متفقين أو أن هناك من هو أفضل منه لها وهكذا يترك زهرته بعد ما سلبها من كل عبيرها ورحيقها حتي أضحت مستهلكه ومنهكة القوي ولا تستطيع العطاء بعد الان .لذا فلتفر النحلة إلي زهرة اخري!
فهنا تقل لكي النحلة :هيا فلنجرب الامر معاً .أنه فقط حديث عابر بين نحلة وزهرة لا أكثر.لا تخافي يا زهرة ليس به ما يثير ريبك .فقط فلنجرب الأمر ولكي حرية التراجع إذ لم يعجبك الأمر وأنك مخلوق حر ومسؤل عن ذاته .
وهنا تظن الزهرة المخدوعة أن الأمر فعلا ما زال بين يديها لا تدرك أن هناك نحلة تقتنص هذه الفرصة كي تنقض عليها وتأخذ كل ما بها من رحيق وعبير.
حتي وأن سلكت هذه النحلة طريق مستقيم من البداية بدعوة الزواج والاستقرار مع الزوجة الصالحة , فإذا به يتزوج من فتاة خام “علي حد تعبير ذكور هذا المجتمع” ويُذهب عقلها بمعسول الكلام ووعود الليل لحياة سرمدية بيضاء اللون وأحلام محققة رهن إشارتها وهي من سذاجتها تخر صريعة كلمة حلوة تهفو لها روحها الصغيرة الضعيفة المشبعة بالاهانة والانكسار.
وهنا يختار فتاة ليس لها أي مرجع ثقافي أو تعليم وصغيرة السن حتي يسهل عليه السيطرة عليها وتربيتها علي طباعه كيفما يشاء كي يستطيع خيانتها ليل نهار داخل المنزل وخارجه وهي لاتدري “كالاطرش في الزفة”وحتي عندما تدرك الحقيقة لاتنال سوي الاهانة وضياع حقها أكثر فأكثر ثم يأتي لينال حقوقه منها ضرباً وإهانة ومن غير وجه حق ثم يذهب بها في دوامة الحياة والعوز والاحتياج المادي والرد الدائم علي كل ما تُلاقيه “عيشي زي ما الناس ما هي عيشه !كلنا أضربنا وتمت إهانتنا عادي!” ثم تاتي الجملة القاصمة لكل دعم “ظل راجل ولا ظل حائط” ولكن هل كل هؤلاء الذكور يحملون جزء من المليون من الرجولة الحقة! لكرم وعطف ومودة وحب واحترام اي أنثي تعيش تحت كنفهم كأخت وزوجة وام وابنة!لاذل وإهانة وأخذ حقها وقذف محصنات بالباطل !
في هذه اللحظة تدرك أنك بالفعل ليس لك سوي نفسك “كأنثي الاسد تدافع عن نفسها بشراسة حتي تقتل عدوها “بعد الله ولا أحد علي الاطلاق يستحق ذرة من أي شي تملكه سواء كان معنوياُ أو مادياً.
وكأن هذه النحلة في رحلة للتصوف كي تبلغ روح العالم كما بلغها الخميائي في رائعة الخميائي لباوكيلو. أو متصوف من فلاسفة العصر البائد يبحث عن توحده مع كل الطبيعة وكل الكون.هذه النحلة تلف وتدور عند كل زهرة لتمتص ما بها من حياة ,من روح,من قوي .كما فعل الخميائي والمتصوف حول بحثه عن الماء والهواء والنار الرياح كقوي عظمي للتحكم في الكون والتوحد معه.
لذا أيتها الزهرة ذات الرحيق العطر كوني دائما محتفظة بعبيرك لذاتك فقط .ولا تعطي إلا لمن يكون جدير بذلك ثقة بربك وبكي وبوالديكي .
هذا ما أدركته قمر أثناء مشاهداتها لبرنامج ما علي قناتها المفضلة “الجزيرة الوثائقية” وقررت تذكير كل فتاة علي صفحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي
حينها ظهرت إبتسامة مشرقة لقمر علي ثنايا ثغرها ‘ عند تذكرها لتفاصيل يومها الشيقة‘حينما تنزهت بمفردها كما هي العادة مشياً من الجامعة حتي مكتبتها المفضلة مروراً بشوارع حي الدقي العريقة وميادينه الواسعة ‘تأمل في خلق الله وفي شؤن خلقه ‘والنظر لوجهات المتاجر المحيطة بها في نزهتها بسعادة طفل صغير بكوب شكولاتة ساخنة أو مثلجة كما تعشقها قمر فهي فتاة بداخلها طفل لا يكبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock